كشف وزير الدفاع الأمريكي السابق مارك اسبر، عن وجود ما وصفها بـ”خطة إسرائيلية” لاستهداف المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي كرد على عمليات القصف التي نفذت في الأول من أكتوبر ضد إسرائيل.
وقال اسبر في تعليق صحافي، إن “الرد الإسرائيلي على عمليات القصف الإيراني قد يتجاوز استهداف مؤسسات ومواقع إيرانية ويذهب مباشرة لاستهداف قادة إيرانيين رفيعي المستوى في حكومة طهران على راسهم خامنئي”، بحسب وصفه.
الوزير الأمريكي السابق رجح أيضا أن “تشن إسرائيل عمليات استهداف مباشرة ومستمرة للقادة الإيرانيين رفيعي المستوى قبل ان تقوم باغتيال خامنئي”، مبينا ان “تصرفات إسرائيل الان باتت غير متوقعة”.
مع العلم أن وسائل إعلام اجنبية تحدثت في وقت سابق عن “نقل خامنئي” الى موقع محصن وامن تحت مخاوف من وجود “اختراقات إسرائيلية” للحكومة الإيرانية قد تؤدي الى استهدافه بشكل مباشر.
وكانت إيران، قد أطلقت الثلاثاء الماضي، نحو 200 صاروخ باتجاه إسرائيل في ثاني هجوم من نوعه في غضون ستة أشهر في حلقة من حلقات التصعيد التي تشهدها المنطقة على هامش الحرب الإسرائيلية في غزة.
يرى مساعد وزير الخارجية الأميركية الأسبق، مارك كيميت، أن هناك أربعة أنواع من الأهداف الإيرانية تركز عليها إسرائيل، وقال في مقابلة خاصة مع قناة “الحرة”، إن المنشآت النووية تمثل هدفا رئيسيا “رغم أنها حافلة بالمخاطر”. وأن استهدافها قد يسبب تداعيات خطيرة على مستوى الأمن الإقليمي والدولي.
والأحد الماضي، ذكر الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية على الإنترنت “شانا”، أن الوزير محسن باك نجاد وصل إلى جزيرة خرج، وسط مخاوف من استهداف إسرائيل للمرفأ النفطي هناك، وهو الأكبر في إيران.
وبعد الهجوم الإيراني نقل موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل ستوجه “ردا كبيرا” قد يستهدف منشآت إنتاج النفط داخل إيران.
وذكر موقع “شانا” أن “باك نجاد وصل صباح اليوم لزيارة منشآت النفط ولقاء موظفي عمليات في جزيرة خرج”، مضيفا أن مرفأ النفط هناك تبلغ سعته التخزينية 23 مليون برميل من الخام.
وتشمل هذه الأهداف الدفاعات الجوية والقواعد العسكرية، بما في ذلك قواعد فيلق القدس الإيراني. وأوضح كيميت أن هذه الأهداف قد تكون ضمن خطة إسرائيلية لضرب القدرات العسكرية الإيرانية.
وتبدو استراتيجية الاغتيالات التي تتبعها إسرائيل ضد القيادات العسكرية والسياسية مغرية، وتمثل جزءا من استراتيجيتها العامة، مثلما حدث في غزة ولبنان حيث قتل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وكثير من قيادات الحزب.
ويرجح مسؤولون أميركيون، “إمكانية وجود اسم خامنئي في هذه القائمة”، لكنه حذر من التداعيات السياسية التي قد تترتب على ذلك، لكن في الوقت نفسه فإن التحركات الإسرائيلية ضد قادة مثل يحيى السنوار، تفشل منذ نحو عام، أي أن إسرائيل غير قادرة على الوصول إلى أهدافها.
وفي مقابلة على شبكة “سي بي أس”، اعتبر قائد القيادة المركزية السابق فرانك ماكينزي، أن لدى إسرائيل مجموعة واسعة من الخيارات للرد على إيران.
وقال: “يمكنهم اختيار هدف تصعيدي للغاية، كالمرشد الأعلى نفسه، أو استهداف البرنامج النووي، أو البنية التحتية للنفط، أو حتى النظر في أهداف الاستخبارات العسكرية”، لكن استهداف المنشآت النووية يظل هدفا صعبًا للغاية، بحسب قوله.
في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، أن بلاده سوف ترد بقسوة على أي هجوم إسرائيلي، فيما بين ان لديها صواريخ قادرة على الوصول الى أهدافها.
وقال عراقجي في تصريح صحفي، إنه “إذا هاجمتنا إسرائيل فسنواجهها بكل قسوة وسنرد في الوقت والمكان المناسبين على أي هجوم دون تسرع”، مبينا ان “الإسرائيليين يعلمون أن صواريخنا يمكنها الوصول إلى كل أهدافها”.
وتابع ان “معركة طوفان الأقصى أكدت أن الشعب الفلسطيني سيتمكن من تقرير مصيره، وهي أعادت إسرائيل 70 عاما إلى الوراء”، مبينا ان “الحكومة الإيرانية ثابتة على دعمها لمحور المقاومة حتى تحقيق النصر”.