لم تعد الألعاب الإلكترونية مجرد ترفيه، بل أصبحت رياضة وصناعة تجذب اهتمام الشباب وتشكل فرصة اقتصادية جديدة، بل تعتبر الآن مجالًا لا يُقل أهمية عن الرياضات التقليدية، حيث تجذب جماهير واسعة وتثير الحماس والتنافسية بين اللاعبين.
وبفضل التكنولوجيا والانتشار الواسع للإنترنت، أصبح بالإمكان للأشخاص من جميع الأعمار والخلفيات الاجتماعية المشاركة في هذا النوع من الترفيه والتنافس فيه.
وبدأت الألعاب الإلكترونية تحظى بمكانة رياضية منذ عام 1998، حيث انضمت إليها اتحادات وفرق رياضية وبطولات عالمية، مما يعكس الاعتراف بمهارات ومواهب اللاعبين في هذا المجال.
وتأسس الاتحاد العراقي للرياضات الإلكترونية عام 2020، وهو الآن عضو في الاتحاد الدولي للألعاب الإلكترونية، مما يسهم في تعزيز المشهد الرياضي الإلكتروني في العراق وتطويره بشكل أكبر.
في الوقت الحاضر، تشكّل الألعاب الإلكترونية جزءًا أساسيًا من ثقافة الشباب في العراق، حيث تشهد هذه الصناعة نموًا ملحوظًا وتحولًا إلى صناعة متطورة ورياضة معترف بها.
وكشفت الخبيرة الاقتصادية ورئيسة مؤسسة (عراق المستقبل) المهندسة منار العبيدي، في تصريح صحفي تابعته منصة “ايشان” أن “حجم عائدات الألعاب الإلكترونية في العراق تقدر بحوالي 400 مليون دولار، مما يشير إلى الطلب المتزايد على هذا النوع من الترفيه والتسلية”.
وفي سنة 2023، احتل العراق المرتبة الثالثة عربيًا في الانفاق على الألعاب الإلكترونية، حيث بلغت قيمة الأموال المنفقة على هذا القطاع 900 مليون دولار. كما يبلغ عدد رواد الألعاب الإلكترونية في العراق حوالي 8 ملايين لاعب من كلا الجنسين، مما يعكس انتشار واسع النطاق لهذا النوع من الترفيه في المجتمع العراقي.
ويعزز تزايد الطلب على الألعاب الإلكترونية في العراق نمو القاعات المتخصصة في هذا المجال، حيث يوجد أكثر من 50 قاعة مخصصة للألعاب الإلكترونية، بما في ذلك أكثر من 300 ألف لاعب يمكنهم اللعب بمهارة واحترافية. توفر هذه القاعات بيئة ملائمة ومريحة للألعاب، مع توفير خدمة إنترنت سريعة بسرعة تصل إلى 1000 ميغابايت، مما يجعلها مثالية للاعبين وصناع المحتوى على حد سواء.
وبحسب المراقبين فإنه “يُمكن للعراق أن يحقق مكانة بارزة في عالم الألعاب الإلكترونية، وأن يسهم في تطوير هذه الصناعة على الصعيدين المحلي والعالمي، وأن يُكون له دور فاعل في تشجيع الابتكار والإبداع في هذا المجال”.