أدانت دول عربية الضربة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على مواقع نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، محذّرة من تداعياتها الخطيرة على أمن المنطقة واستقرارها.
وجددت تلك الدول دعواتها إلى التهدئة وضبط النفس، والعودة إلى المسار الدبلوماسي لحل الأزمة، وذلك في وقت أعلن فيه الحرس الثوري الإيراني أن “الحرب قد بدأت”، وأطلق عشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل، ما يهدد باتساع رقعة الصراع إلى مواجهة إقليمية شاملة.
وتسود حالة من القلق العميق في العواصم العربية، حيث تواجه الحكومات موقفًا دقيقًا ومعقدًا: كيف ترفض التصعيد العسكري دون أن يُفهم موقفها على أنه اصطفاف مع أحد طرفي الصراع؟ فبين هجوم أميركي مفاجئ ورد إيراني عنيف، تبدو المنطقة أمام سيناريو مفتوح على كافة الاحتمالات، قد تصل تداعياته إلى العمق العربي، رغم أن هذه الدول ليست طرفًا مباشرًا في النزاع.
ويخشى صانعو القرار العرب من أن يؤدي أي انحياز صريح إلى تقويض علاقاتهم الثنائية مع واشنطن أو طهران، في ظل شبكة من المصالح الأمنية والاقتصادية المتشابكة. لذلك، جاءت معظم البيانات الرسمية بصيغ مدروسة، تُدين التصعيد وتدعو إلى التهدئة، دون تحميل طرف بعينه مسؤولية الانفجار.
وفيما يلي أبرز المواقف الرسمية العربية التي صدرت عقب الضربة الأميركية:
-
البحرين دعت إلى “تضافر الجهود الإقليمية والدولية لوقف التصعيد”، وشددت على “أهمية استئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران عبر الوسائل الدبلوماسية والسلمية، بما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار وتجنيب شعوب المنطقة ويلات الحروب”.
-
الأردن أدان “التصعيد المتواصل في المنطقة”، داعيًا إلى “احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول”. كما حذّر من “تداعيات كارثية محتملة”، مشددًا على “ضرورة إنهاء التصعيد فورًا والعودة إلى التفاوض للتوصل إلى حل سياسي للملف النووي الإيراني”.
-
السعودية شددت على “أهمية مضاعفة الجهود في هذه المرحلة الحساسة للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي الأزمة ويمنع تفاقم التوتر الإقليمي”.
- قطر أعربت عن أسفها للتدهور الذي بلغته الأمور بقصف المنشآت النووية الإيرانية، ورأت أن التوتر الخطير الذي تشهده المنطقة حالياً سيقود إلى تداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي.
- سلطنة عمان دعت إلى خفض التصعيد الفوري والشامل، ضيفة أن ما أقدمت عليه الولايات الأمريكية المتحدة يهدد بتوسيع رقعة الحرب ويشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
- الكويت قالت إنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث المتعاقبة التي تشهدها “إيران الصديقة”، لا سيما تلك الأخيرة التي شملت استهدافا لعدد من المنشآت النووية في تطور خطير يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم.
-
الإمارات أعربت عن قلقها البالغ من استمرار التوتر في المنطقة واستهداف المنشآت النووية الايرانية، وطالبت بضرورة الوقف الفوري للتصعيد لتجنّب التداعيات الخطيرة وانزلاق المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار.
- مصر أعربت عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، ودانت “التصعيد المتسارع الذي ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي”.