اتخذت وزارة الداخلية سلسلة من الإجراءات الهادفة إلى الحد من الظواهر الدخيلة على المجتمع العراقي، والتي باتت تمثل تهديداً مباشراً للأمن والسلم المجتمعي، من أبرزها الألعاب الإلكترونية المحرضة على العنف، وتجارة الألعاب النارية غير المرخصة، و”الدكة العشائرية”.
وقال مساعد وكيل الوزارة لشؤون الشرطة، اللواء منصور علي سلطان، في حديث خاص لـ”الصباح”، تابعته منصة “إيشان” إن “لجنة مختصة في الوزارة، وبالتنسيق مع هيئة الإعلام والاتصالات، عقدت عدداً من ورش العمل وخرجت بتوصيات تتضمن اتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشركات المفعّلة لتطبيقات الألعاب الإلكترونية التي تروّج للعنف، بعد استحصال موافقة مجلس القضاء الأعلى لتطبيق المادة الأولى من قانون التحريض على العنف رقم (3) لسنة 2013”.
وأضاف أن “هناك تنسيقاً مع الجهات القضائية لملاحقة مروّجي التطبيقات والمنصات التي تتاجر بالأسلحة النارية عبر الإنترنت”، مشيراً إلى أن الوزارة “أصدرت تعليمات واضحة لهيئة الإعلام والاتصالات بضرورة متابعة شرائح الهاتف (السيم كارت) غير المسجلة بأوراق رسمية، ومنع بيعها دون مستمسكات ثبوتية، بعدما تبيّن أن عدداً من الجرائم ارتُكب باستخدام تلك الشرائح”.
وفي ما يتعلق بالألعاب النارية، أوضح سلطان أن “الوزارة نسقت مع وزارتي التجارة والمنافذ الحدودية لمنع دخول المواد المخالفة لشروط السلامة، بعد أن أثبتت الحوادث الأخيرة خطورتها، ومن بينها حادثة عرس الحمدانية التي أودت بحياة المئات”. وأشار إلى أن الداخلية “تنفذ بالتعاون مع الجهات المعنية 14 حملة تفتيش شهرية على المحال وأماكن بيع الألعاب النارية، للتأكد من مطابقتها للمعايير المقررة، مع السماح فقط بالمواد المخصصة للزينة”.
وبيّن اللواء سلطان أن “ظاهرة الدكة العشائرية تُعدّ من أخطر التحديات التي واجهها المجتمع في السنوات الماضية”، مؤكداً أن “الوزارة، بالتعاون مع مجلس القضاء الأعلى، شددت الإجراءات القانونية بحق مرتكبيها، إذ جرى تحويلها من جنحة إلى جناية يعاقب عليها بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، ما أسهم في تراجع معدلاتها بشكل ملموس رغم بقاء بعض الحالات الفردية”.
وختم مساعد وكيل الوزارة حديثه بالقول: إن “وزارة الداخلية ماضية في تنفيذ مشروع وطني شامل لمعالجة الظواهر الدخيلة على المجتمع بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة”، مشدداً على أن “نجاح هذه الجهود يتطلب شراكة حقيقية من جميع الأطراف لتعزيز الأمن المجتمعي وحماية الأجيال المقبلة”.
