لا تزال حالة الشاب المعروف محليًا بلقب “حبنتي القائد” تتصدر حديث سكان محافظة الديوانية، بعد أن أقدم ليلة أمس على رمي نفسه من أعلى مجسر ابن الكاظم. ورغم أن السقوط لم يودي بحياته على الفور، فإن حالته الصحية لا تزال حرجة للغاية، وسط أنباء عن تعرضه لنزيف داخلي ووجوده في العناية المركزة بين الحياة والموت.
الحادثة التي وقعت قرب منتصف الليل لم تمر مرور الكرام، إذ انتشرت كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، لتتحول إلى رمز جديد من رموز الوجع العراقي المتكرر، حيث البطالة تدفع بالشباب إلى حدود اليأس، والفقر يحاصرهم من كل زاوية.
“حبنتي القائد” شاب عرفته الديوانية كبائع بسيط على بسطية صغيرة قرب متنزه “غرين لاند”، لطالما ناشد الجهات المعنية بتوفير كشك دائم له ليتمكن من إعالة أسرته، إلا أن مناشداته ذهبت أدراج الرياح.
المدون حسن فرحان كتب منشورًا حاز على انتشار واسع، جاء فيه: “بعد أن رمى نفسه من أعلى الجسر، هو الآن بين الحياة والموت، جسده ممدد على سرير في المستشفى وروحه معلقة بين الرجاء والخذلان، لا يملك أحد جواباً لماذا يُدفع الإنسان الشريف إلى حافة الهلاك لمجرد أنه أراد أن يعيش بكرامة”.
وأضاف: “هذا ليس مشهدًا عابرًا… هذه صرخة مدوية في وجه كل من تجاهل وجعه، في وجه كراسي امتلأت بالوعود الفارغة وتخمت بالصمت أمام حاجات الناس”.
وتابع بقوله: “هل الديوانية هذا ابنكم؟ صرخته ليست له وحده بل لكم جميعًا، لكل من ذاق مر البطالة، ولكل من ضاق صدره بالهم… افتحوا أعينكم وارفعوا أصواتكم، فالسكوت صار شراكة في الجريمة، لا تنتظروا أن يسقط الآخرون من فوق جسر”.
في المقابل، عبّر عدد من الناشطين عن خشيتهم من أن يتم استغلال قضية الشاب سياسياً مع اقتراب موعد الانتخابات، محذرين من تحويل مأساته إلى دعاية انتخابية أو ذريعة لمناكفات حزبية.
باللهجة الدارجة، كتب المدون محمد الأسدي على فيسبوك: “للحقيقة بما ان الاغلب اداول موضوع حبنتي القائد بما يخص الكشك هذا قبل سنة تقريبآ وفي وقتها كلنا نشرنه، وياه والاخوة ادخلو هم وكدر يحصل عل الكشك، بس الولد باعه بوقتها وبقه عنده جمبر اباب المتنزه وهم طبيعي ومحد يحاجي وراها فتره سمعت بي يشتغل ويبيع دجاج بسوك وضعه زين وكلشي ما بي ويطلع ويمشي ومرات اشوفه بشارع او المناسبات يجي ويعلق النا وكلش زين”.
وأردف: “فيا اخوان الموضوع مو شغلة كشك ولا شغلة تخص طرف معين من الي جان تنشرونه وتحجون بي بمواقع التواصل هسه اني مو مدافع عن احد بس هاي الحقيقة ولابد للجميع يعرفها الولد صح شاب وبعده زغير، بس لحد الان محد يعرف سبب هذا التصرف الي سواهه، فياريت لحد ياخذ الامر عل محمل التفاعل ولايكات ويحجي بشيء مو صح والولد بعده عايش ويارب يشافي ويكومة بسلامة”.