اخر الاخبار

نائب: إيرادات المرور لا تدخل ضمن موازنة البلد.. لا أحد يعلم أين تذهب الأموال

أكد النائب ناظم الشبلي، أنه خاطب وزارة المالية بشأن...

رويترز: قوات سورية قتلت 1500 علوي وتسلسل القيادة يقود إلى حكومة دمشق

    بعد قتل الشاب السوري سليمان رشيد سعد وشق صدره...

شعر بها المواطنون.. تسجيل هزة أرضية في أربيل بقوة 4.1 ريختر

  أعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي (إحدى تشكيلات...

ذات صلة

الصدر بعباءة والده “المثقوبة” بين الناس.. تحوّل قادم أم اعتزال أبدي؟

شارك على مواقع التواصل

بعباءةٍ ممزّقة ومثقوبة، يُكثر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تجوّله في الشارع، ويجلس بين المواطنين ويتبضع من الأسواق ومعه حسن العذاري، الذي كان رئيساً للكتلة الصدرية، والمرافق الآخر عون آل النبي، الذي بقيَ مُلازماً للعباءة دون أن يتركها، منذ أن ارتداها الصدر.

في أحدث مقطع مصوّر، ظهر الصدر يتجوّل بالأسواق، ويشتري ما يحتاجه برفقة المذكورين آنفاً، وقبل هذا الظهور، كان الصدر قد حضر مجلساً حسينياً، وفضّل أن يجلس على الأرض مع الحاضرين ويتوسّط المكان.

وهنأ الصدريون صاحب محل البقالة الذي اشترى منه الصدر، بينما حسد آخرون، رجلاً جلس بقربه الصدر في مجلس حسيني، وقالوا له: “هنيالك، السيد كاعد بصفّك”.

وما أثار العراقيين مجدداً، هو ثقب العباءة التي يرتديها الصدر على كتفيه، كسيارة الميسبوتشي التي يجري بها جولاته في بعض الأحيان في النجف.

أما السيارة، فإنها تشبه تلك التي اُغتيل بها والده المرجع الديني، الشهيد محمد محمد صادق الصدر، وكلما رآها الصدريون، تذكّروا حادثة الاغتيال التي حصلت في 19 شباط عام 1999.

وأما العباءة المثقوبة، فإن البعض كان يتصور أنها ثُقبت نتيجة رصاصات الاغتيال التي طالت المرجع الشهيد الصدر، لكنّها “ممزّقة منذ كان يرتديها قبل استشهاده”، حسب ما يقول يحيى السوداني، المقرّب من التيار الصدري.

ويضيف السوداني في حديثه لـ “إيشان”، أن “العباءة مثقوبة بالأصل، بسبب الفقر الشديد الذي كان يعيشه المرجع الشهيد”، مشيراً إلى أن ظهورها على كتفي مقتدى الصدر مجدداً، دلالة على أنه “إرث تركه السيد الشهيد”، المسؤول عنه الصدر”.

ويوضّح، أن “الصدر ثابت على نهج والده، وارتداء العباءة، لها دلالة شرعية ثم اجتماعية، ورسالة على الاستمرار بنهج الشهيد والنتيجة التي حصلها، وهي الشهادة”، مبيناً أن الصدر “ثابت بالخطى التي يسير عليها”.

ولا يرى السوداني ارتداء العباءة المثقوبة، لها ارتباط بالواقع السياسي، بسبب قرارات الصدر الأخيرة، والتي نجم عنها مقاطعة العملية السياسية والانتخابات التي شهدها العراق في 2023، لكنه يشير إلى أن “الصدر لن يعتزل بشكل أبدي، وهذا ليس وليد اللحظة”.

ولعباءة مقتدى الصدر، واقعٌ ترك أثراً في العراق بعد العام 2003، حين كان هناك مقرّبون منه يجلسون بجانبها، وأبرزهم قيس الخزعلي، الذي صار لاحقاً أميناً عاماً لحركة عصائب أهل الحق، وأكرم الكعبي، الأمين العام لحركة النجباء، وكذلك شبل الزيدي الذي صار أميناً عاماً لكتائب الإمام علي.

ويرى محللون في الشأن السياسي، أن الخزعلي والكعبي والزيدي، وفصائل المقاومة قد خرجوا من عباءة الصدر”، بينما يرد محللون قريبون من التيار الصدري بالقول، إن “عباءة الصدر لا تغطّي مجرماً أو فاسداً”، وهو ما ذكره فتاح الشيخ، المحلل القريب من الصدريين.

أما عن نزول الصدر بشكل مكثّف في الأيام الأخيرة، فحمل تفسيرات عدة؛ أبرزها: “قرب عودته للمشهد السياسي”، وتنوّعت بين مواقف داعمة لفلسطين وآخرها حملة التبرعات، وبين جولات اجتماعية.

ووفق القراءات السياسية، فإن “الصدر يريد إبقاء النشاط والتواصل في الشارع، استعداداً لمرحلة مقبلة في تأريخ العراق”، وهذا ما يتفق معه المحلل السياسي علاء الخطيب.

ويقول الخطيب لمنصة “إيشان”، إن “تجوال الصدر بين الناس قد يكون المقدمة لعودة مؤيَّدة شعبياً، وإن كان السيد مقتدى الصدر قائداً لتيار شعبي، وهو الخارج من رحم المجتمع وبالتالي ليس غريباً ان يقوم بالتجوال في بين الناس ويزور الأماكن العامة”.

ويرى بالقول: “لا يمكن أن يُؤخذ الأمر على هذا الوجه، بل هو رسالة ذات اتجاهين؛ الأولى للشارع، والثانية لخصومه السياسيين، ليقول لهم إنه ما زال يتمتع بجماهيرية وتأييد، وهذا ما أكده في دعوته الأخيرة لدعم غزة وكيف هب اتباعه لتنفيذ ما دعا اليه، ويمكن قياس ذلك من خلال الإعلام الذي سلط الضوء على هذه الدعوة”.

وتبقى عودة الصدر إلى الساحة السياسية، حديث العراقيين، مرهونة بـ “المعادلة الداخلية”، حسب ما يرى الخطيب الذي يقول: “ربما تكون عودته مرجحة، لأن هناك مجموعة من المحيطين بالصدر يضغطون باتجاه العودة، بل ويلحّون عليه وعذرهم في ذلك، أن لا يستفرد الإطار بالقرار السياسي، لكن المقربين منه يعلمون أن قرار العودة بيد السيد الصدر حصراً”.

وأضاف: “باعتقادي أن عودة الصدر ممكنة جداً، لأن الصدر عوّدنا أن لا تكون قراراته أبدية، وإن اغلق كل التشكيلات المتعلقة بالتيار، مع إبقاء المرقد والمتحف وهيئة تراث آل الصدر، ولكن ربما يعدل الصدر عن قراره ويفاجئ الجميع وهو المرجح”.