تحدث زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عن تجربته السياسية خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنه قرر في وقت سابق خوض الانتخابات والعمل ضمن الإطار السياسي بدافع الإصلاح، لكن تلك المحاولات واجهت صعوبات كبيرة بسبب ما وصفه بـ”تيار الفساد الجارف” وواقع يصعب التغيير فيه.
وقال الصدر في تدوينة على منصة “إكس”: “في ما مَضى مِن الأعوامِ قد تجرّعتُ السُمّ وتحمّلتُ الجِراحات.. ونزلتُ عندَ رغبةِ القياداتِ آنذاكَ.. وقرّرتُ سابقاً خوضَ غِمار السياسةِ والانتخاباتِ.. متمنياً أنْ يكونَ تواجدُنا باباً للإصلاح.. ولكنْ عبَثاً، فتيّارُ الفسادِ جارفٌ، والتناغمُ معَ لقمتِه أدسَمُ، والبقاءُ معي كالقابضِ على جمرةٍ من نار”.
وأضاف: “فمن لا يُعيرُ اهتماماً للشرْع والعقيدةِ والسيرةِ، سيرةِ مولانا الرّسولِ وسيّدنا الوَصيّ، ولا يتناغمُ مع قراراتِ المرجعيةِ ولا وصاياها ولا يأبهُ لمطالبِ الشعبِ فلنْ يكشفَ اللثامَ عن الفسادِ ولا يميط الأذى عن الشعب ولا يزيحُ التبعيّة، ولن يتأدبَ عن وقاحةِ المليشياتِ، ولن يُهيبَ القواتِ الأمنية وسلاحَها”.
وتابع قائلا: “حاولنا مِراراً وتكراراً ولكنْ هيهاتَ هيهاتَ لما يوعِدونَ ويوقّعون”.
وأردف: “فكانَ الفراقُ أولَى.. وسَدلتُ دونَها ثوباً وطويتُ عنها كَشحاً وطفِقتُ أرتَئي بينَ أن أصولَ بيدِ جداءَ أو أصبرَ على طَخيةٍ عَمياءَ.. فرأيتُ الصبرَ على هاتا أحجَى”، مبينا: “فصبرتُ وفي العينِ قذىً وفي الحَلقِ شجاً، فأرى تراثي نهباً”.
وأكمل قائلا: “وما كانَ الأندادُ أَضداداً لي فحسْب.. بل مَن حالفَنا خالفَنا سِراً وجَهراً، فزهدتُ بهِم وبها.. فهيَ عندي أهونَ مِن عَفطةِ عَنزٍ مَرضى.. فمشاركتهم قد تودي بي إلى نارٍ تلَظَّى، ولنْ أحققَ للهِ رضاً ولا لحُكمٍ مُحمّدٍ وفاً ولا لخطى عَليّ عدلاً”.
ومضى بالقول: “إن أرادوا إعلاءَ كلمةِ الإسلامِ والمذهبِ ففي الإصلاح إعلاءُ وفي نهجِ المعصومِ ولاءٌ وفي بُعدِ المرجعيةِ بلاءٌ وقبولِها جلاءٌ وفي حبّ الوطنِ ثناءُ وفي حَلَهِم ودَمجهم رَخاءُ.. ولكنْ ليسَ لتوبتِهم رَجاء”.
واختتم قائلا: “وسأبقى طالباً نجاتَهم ولو طلبوا لي ضراً .. وكما قال تعالى: فَسَتَذْكُرُونَ ما أَقُولُ لَكُمْ وَأَفَوِّضُ أَفْرِي إِلَى اللّهِ إِنّ اللّهَ بَصِيرٌ بِالْعِباد”.