نصح زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر، رجلاً انضم إلى أحد الفصائل المسلحة، بأن يكون مثل “علي بن يقطين، في حكومة بني العباس، ويبتعد عن التبعية والفساد”.
وتلقى الصدر سؤالاً من أحد مناصريه، جاء فيه: “انضم والدي إلى أحد الفصائل، ونحن أنا واخوتي متمسكون ببيت آل الصدر، فوصل الخلاف معه إلى حد عدم الكلام معه، ما حكم ذلك؟”.
وردّ الصدر قائلاً: “أبلغوه سلامي.. وليكن للوطن محباً، وليبتعد عن الفساد والتبعية، وليكن كعلي بن يقطين في حكومة بني العباس”.
وكان علي بن يقطين من وزراء هارون الخليفة العباسي، ومن أتباع الإمام الكاظم (عليه السلام)، لكنه كان يخفي ذلك، و كان الإمام قد سمح له بتصدي الوزارة حتى يخفف من وطأة الظلم عن المظلومين و الأبرياء.
وفي تشرين الثاني عام ٢٠٢٢، أطلق الصدر، وصف “حكومة بني العباس”، على الحكومة التي شكلها الإطار التنسيقي، برئاسة محمد شياع السوداني.
وكتب صالح محمد العراقي، آنذاك، منشوراً نقلاً عن الصدر، جاء فيه: “في خضم تشكيل حكومة إئتلافية تبعية ميليشياوية مجربة لم ولن تلبِّ طموح الشعب ولا تتوافق مع مبدأ (المجرب لا يجرب)، وبعد أن أُفشلت مساعي تشكيل حكومة أغلبية وطنية لا شرقية ولا غربية يسود فيها العدل والقانون والقضاء النزيه وينحصر السـلاح بها بأيدي القوات الأمنية الوطنية البطلة”.
وأضاف: “وبعد أن تحوّلت الديمقراطية والائتلافات الحزبية من خلال المسيّرات والقصف الداخلي والخارجي وكَيْل التهم الجزافية”.
وقال الصدر أيضا “إننا إذ نشجب ونستنكر قمع صوت الشعب الرافض لإعادة العراق للمربع الأول كما يعبّرون ونشجب ونستنكر العصيان الصريح للتوجيهات الشرعية والوطنية الصادرة من أعلى المستويات من داخل العراق أولاً ومن خارجه ثانياً، فإننا نوصي بعدم تحوّل العراق الى ألعوبة بيد الأجندات الخارجية وألّا يتحوّل السلاح الى الأيادي المنفلتة وألّا تتحول أموال الشعب الى جيوب وبنوك الفاسدين”.
كما شدد الصدر، على رفضه “القاطع والواضح والصريح لاشتراك أي من التابعين لنا ممن هم في الحكومات السابقة أو الحالية أو ممن هم خارجها أو ممّن انشقوا عنّا سابقاً أو لاحقاً سواء من داخل العراق وخارجه أو أي من المحسوبين علينا بصورة مباشرة أو غير مباشرة بل مطلقاً وبأي عذر أو حجة كانت في هذه التشكيلة الحكومية التي يترأسها المرشح الحالي أو غيره من الوجوه القديمة أو التابعة للفاسدين وسلطتهم ممن لا همّ لهم غير كسر شوكة الوطن وإضعافه أمام الأمم”.
ونبّه الصدر إلى أن “كل من يشترك في وزاراتها معهم ظلماً وعدواناً وعصياناً لأي سبب كان فهو لا يمثلنا على الاطلاق بل نبرأ منه الى يوم الدين ويعتبر مطروداً فوراً عنّا (آل الصدر)”.
وذكر أيضا “فلا تعجبوا من ذلك، فإن هناك مساعي لا تخفى لإرضاء التيار وإسكات صوت الوطن، وإن في من ينتمون لنا قد سال لعابهم لتلك الكعكة الفاسدة التي لم يبق منها إلا الفتات”.
ومضى الصدر بالقول “إننا نبين للجميع أن هناك خططاً خبيثة لتجذر وتجذير وتقوية سلطتهم وتقويض ما عداهم لتزداد هيمنة الفساد والفاسدين والتلاعب في رقاب ومصائر وأموال الشعب بلا رقيب من خلال خلط الأوراق والهيمنة على السلطات القضائية والأمنية والهيئات المستقلة وما شاكل ذلك”.
واختتم زعيم التيار الصدري بالقول “فاحذروا من سلطة بني العباس بل (يأجوج ومأجوج) الذين يعيثون في الأرض فساداً وظلماً (وائتلافات لا خير فيها) اللهم فافرق بيننا وبين الفاسدين وافتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين”.