ما زالت الأرض العراقية، مسرحاً لعمليات الدول العسكرية، وأرضاً “خصبة” للصواريخ التي تتلقاها من أطراف مختلفة، أبرزها إيران وأمريكا، وأكثرها تركيا التي تواصل توغلها في مناطق شمالي العراق.
لم تكتفِ أنقرة، بالطائرات التي ترسلها يومياً إلى الأراضي العراقية وتنفذ ضربات مختلفة، بذريعة مهاجمة عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا “منظمة إرهابية”، حتى باتت تخطط اليوم لتوسيع نطاق عملياتها.
وحتى الآن، لم تصدر بيانات رسمية من قبل القادة الأمنيين حول الموضوع، فيما لم تستطع “إيشان” أن تحصل على أي تعليق يخص العملية التركية المرتقبة.
واتّصلت منصة “إيشان” بقوات البيشمركة، لأن صحيفة “حرييت” التركية تقول، إن “العملية المزمع تنفيذها، تجري بالتنسيق مع بغداد، وإدارة أربيل”.
وأبلغ مصدر في البيشمركة، “إيشان” قائلاً: “لا صحة لوجود تنسيقات بين قوات البيشمركة والحكومة التركية بشأن إجراء ضربات ضد حزب العمال الكردستاني ولايوجد برنامج للموضوع”.
وأضاف المصدر، أن ” قوات حرس الحدود العراقية موجودة على الحدود مع تركيا، ومن شأنها أن تحافظ على الحدود، مع قوات البيشمركة الساندة للقوات العراقية الموجودة في داخل الإقليم”.
وكانت تركيا قد أطلقت في 17 نيسان عام 2022، عملية سمّتها “المخلب – القفل”، في مناطق متينا والزاب وأفاشين – باسيان، وبقية المناطق في محافظة دهوك خصوصاً، دون أن تشمل أراضي سنجار بها، والتي تقصفها في مرات مختلفة.
وتعد العملية خاتمة لسلسلة عمليات باسم “المخلب” أطلقها الجيش التركي في العراق عام 2019 بدأت بـ “المخلب – النسر” الجوية في أيار من ذلك العام، أعقبتها عملية “المخلب- النمر” في حزيران 2020، التي جرت بمشاركة القوات الخاصة بالجيش التركي.
وفي أكثر من مرة، تقتل تركيا عدداً من العراقيين بضرباتها الجوية، ولم تُنس بعد يوم 20 تموز 2022، الذي شهد قصفا تركيا على مصيف قرية برخ في ناحية دركار التابعة لقضاء زاخو في محافظة دهوك بكردستان، وأوقع عددا من “الشهداء” المدنيين الذين كانوا في رحلة سياحية.
وأفادت صحيفة “حرييت” التركية، في وقت سابق، بأن القوات المسلحة التركية تخطط للقيام بعملية عسكرية برية واسعة النطاق في شمال العراق، وجاء ذلك وفقا لما قاله الصحفي عبد القادر سيلفي، كاتب العمود في الصحيفة والمقرب من الدوائر الحكومية التركية.
وتابع سيلفي: “بادئ ذي بدء، سيتم تنفيذ عملية برية واسعة النطاق في المنطقة التي تم فيها تنفيذ عملية (المخلب-القفل)، وقد تم التوصل إلى اتفاق مع الإدارة المركزية للعراق وإدارة أربيل، التي تسيطر عليها عائلة بارزاني، قبل العملية”.
وبحسب الصحيفة، تتوقع أنقرة “إغلاق” كامل حدودها مع العراق البالغ طولها 378 كيلومترا في وجه من تسميهم الإرهابيين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في وقت سابق إن بلاده تخطط “لحل قضية أمن الحدود” مع العراق في الصيف.
وبحسب قوله، فإن الجانب التركي يسعى أيضا إلى إنشاء ممر أمني بعمق 30-40 كيلومتر في سوريا.
ويوم أمس الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع التركية، عقد اجتماع أمني مع مسؤولين عراقيين في منطقة التي تسميها بأنها تتبع لعملية “المخلب ـ القفل” شمال العراق.
وذكرت الوزارة في بيان نقلته وكالة “الأناضول”، وتابعته “إيشان”، أن “العمليات العسكرية التركية في شمال العراق تجري بالتنسيق الوثيق مع الوحدات الأمنية العراقية”، مشيرةً إلى أن “قائد الجيش الثاني متين توكل، والوفد المرافق له عقدوا اجتماعا مع المسؤولين المحليين العراقيين بشأن أمن الحدود”.
وأوضحت أن “الاجتماع عقد داخل حدود منطقة عملية “المخلب ـ القفل”، وتناول موضوع الأمن في الشريط الحدودي بين البلدين”.
ولفتت الوزارة في بيانها إلى أن “الاجتماع بحث أيضا التدابير الرامية إلى زيادة أمن المواطنين العراقيين”.