اخر الاخبار

منتسب بوزارة الدفاع يسيء للشيعة ولنساء الجنوب ويدعو لإبادة “الشروگية” 

    انتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لمنتسب في وزارة...

إنقاذ طفل علق أصبعه داخل مقبض باب شقتهم في مجمع بسماية

    أعلن مركز بسماية الصحي الثاني، اليوم الجمعة، عن إنقاذ...

أمريكا وإسرائيل تدقان ناقوس الخطر بشأن هجمات إلكترونية إيرانية

    دق المسؤولون في إسرائيل والولايات المتحدة ناقوس الخطر بشأن...

المسافر والخياط “يباركان” للعرداوي “فك سجنه”

    اطلقت السلطات الأمنية، اليوم الجمعة، سراح المحلل السياسي “عباس...

ذات صلة

العراق “يطفّي” الراوتر والعالم مشتعل بـ “الحرب”: غضبٌ بسبب قطع الإنترنت

شارك على مواقع التواصل

من السادسة وحتى الثامنة صباحاً يومياً، يدخل العراق في عزلة رقمية منظمة. ساعتان من الصمت الإلكتروني، تُفرض على كل العراقيين، باستثناء سكّان إقليم كردستان، ليس لدرء هجوم سيبراني، أو ردع خطر أمني، بل لحماية “أسئلة الامتحانات الوزارية” من التسريب.

في تلك الساعتين، يكون البلد “خارج الخدمة”، فيما العالم من حوله مشتعل، والمنطقة على شفير مواجهة كبرى بعد الضربات الجوية الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في نطنز، وأصفهان، وفوردو.

لكن العراقيين، وهم أكثر المتأثرين جغرافياً واستراتيجياً، لا يعلمون ما الذي يحدث في تلك الدقائق الحرجة… ببساطة، لأن الإنترنت مقطوع “حفاظاً على نزاهة الأسئلة”.

العالم يشتعل.. والعراق “يطفي الراوتر”

فجر اليوم الأحد (22 حزيران 2025)، شنت طائرات أميركية ضربات دقيقة على منشآت إيرانية حساسة، بينها منشأة فوردو بـ 6 قنابل عملاقة ألقتها قاذفات B2، ونطنز وأصفهان بصواريخ أطلقت من البحرية الأمريكية، وفق ما يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومواقع أمريكية.

وبينما كانت المواقع الإخبارية تتناقل الأخبار العاجلة، والتحليلات تتصاعد على شاشات العالم، كان العراق – كعادته – خارج البث، مشغولاً بقطع الإنترنت “تجنباً لتسريب أسئلة اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي”.

وعلّق أحد العراقيين على الحدث بسخرية ثقيلة: “يعني لو إيران ردت بالنووي، جان عرفنا بعد ساعتين… بس الأهم إن ماكو أحد شايف الأسئلة!”

خسائر اقتصادية يومية

قرار وزارة الاتصالات بقطع الخدمة يومياً من 6 إلى 8 صباحاً، ألحق أضراراً فادحة بمؤسسات الدولة، والبنوك، وخدمات النقل والتوصيل، وشركات الإنترنت نفسها.

تقديرات غير رسمية تشير إلى أن العراق يخسر ما بين 1 إلى 1.5 مليون دولار يومياً نتيجة هذا الإجراء، عدا عن تعطّل آلاف المصالح الصغيرة التي ترتبط بتطبيقات الدفع والخدمات الذكية، وهذا وفق الخبراء الاقتصاديين، والمواقع المختصة.

وعبّر عراقي آخر بالقول: “الناس خايفة من تسرب الإشعاع النووي، والتربية خايفة من تسرب الأسئلة!”.. بينما يضيف آخر: “الحرب مشتعلة ويا ساعة ننقصف وما ندري.. لأن التربية گطعت الأنترنت”.

انكشاف جوي.. وقطع رقمي

اللافت أن الانقطاع الإلكتروني في العراق لا يوازيه أي جهد تقني أو أمني مماثل لحماية أجواء البلد، والتي أصبحت، وفقاً لتقارير إسرائيلية، ممراً للطائرات المتجهة نحو إيران، وهو ما أكدته الحكومة حين رفضت استخدام الأجواء العراقية، وقدمت شكوى دولية.

أزمة أولويات

المفارقة، بحسب مراقبين، أن العراق يتعامل مع الإنترنت كعدو خطر.. والجهات المعنية، تقطع الإنترنت، لتثبت عجزها أنها لا تمتلك أي إجراء آخر يحميها من التسريب، بينما يقضي المواطنون ساعتين، حائرين ينتظرون أن تنكشف الغبرة، ويشاهدون ما حصل من تصعيد في المنطقة.

العراقيون في السابعة صباحاً: ننتظر الإشارة… والعالم ينتظر الانفجار

في النهاية، بينما يستيقظ العالم على أخبار العواصم المضروبة، والمنشآت المتضررة، والتقارير العاجلة، ينتظر العراقيون عودة الإنترنت في الثامنة صباحاً ليفهموا ما فاتهم. كأنهم يشاهدون العالم عبر شباك صغير، يُفتح بعد “انتهاء الامتحان”.

في بلد تتراكم فيه الأزمات وتتصادم فيه الجغرافيا مع الجيوسياسة، يبدو قطع الإنترنت كل صباح وكأنه مزحة سيئة. فالمشكلة لم تعد في الأسئلة المُسرّبة، بل في الإجابات الغائبة عن سؤال كبير:
إلى أين نحن ذاهبون؟