اخر الاخبار

إحصاء بغداد توضح آلية عدّ المواطنين من خارج العاصمة: حسب “المستقر” و”الوافد للعمل”

  أوضحت مديرية إحصاء بغداد، اليوم الخميس، إجراءات تسجيل المواطنين...

علماء: الأنهار الجلدية ستختفي للابد نهاية القرن الجاري

تحذر دراسة جديدة من أن أكثر من نصف الأنهار...

محكمة إسرائيلية تكتفي بـ”توبيخ” جيش الاحتلال بشأن استخدام المدنيين دروعا بشرية

وبخت المحكمة العليا في دولة الكيان الإسرائيلي، جيش الاحتلال،...

“عبقري التيار السياسي”.. وليد الكريماوي يظهر في بيروت ممثلاً عن الصدر

ظهر وليد الكريماوي، الذي يُلقّب بـ "عبقري السياسة في...

جبهة الجنوب تلتهم الجنود الصهاينة.. والكيان يحترق بصواريخ الحزب ومسيراته

  أعلنت مصادر إسرائيلية مقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين...

ذات صلة

“الغيرة من البطل”.. رؤساء العراق يكافئون قادة عسكريين هزمو جيش الكيان الإسرائيلي بـ”السجن”

شارك على مواقع التواصل

كان العراق سبّاقا إلى المشاركة في الحروب كافة التي خاضها العرب تجاه إسرائيل، لكن نجومية قادة القتال ضد الكيان، تقض مضاجع رؤساء العراق، وتؤدي بهم إلى السجن بتهم كيدية، لوئد صورة البطل التي ترسخت في ذهن الجماهير.

حرب الـ48

لم يكن قد مرَّ على إنشاء الجيش العراقي سوى 27 عاما حين قرَّر خوض الحرب في فلسطين، لكنه أدَّى أداء استثنائيا، واحتل أفضل المواقع الإستراتيجية بين الجيوش العربية مع نهاية الحرب، حتى إن المدينة التي تُسمى الآن “تل أبيب” كانت في لحظة من اللحظات تحت مرمى نيران الجيش العراقي.

بدأت القوات العراقية رحلتها في فلسطين يوم 15 مايو/أيار 1948، وتشكَّلت من 3 آلاف جندي، وعبرت نهر الأردن في اتجاه فلسطين، وكانت أولى خطواتها هي احتلال موقع مشروع “روتنبِرغ” لتوليد الكهرباء على الضفة الشرقية لنهر الأردن، ثم مهاجمة قلعة “كيشر” الحصينة. ثم توجهت نحو نابلس، والسيطرة على قرية “الجفتلك”.

وقد سارت التحركات العراقية في اتجاه الاستيلاء على مركز اقتصادي مهم للصهاينة، وهي مدينة “نتانيا” التي قامت على أنقاض مدينة “أم خالد” الفلسطينية، وذلك بهدف عزل القوات الصهيونية الشمالية والجنوبية عن بعضها بعضا. هذا واقتضت خطة الاستيلاء على نتانيا الاستيلاءَ أولا على “كفار يونا” الواقعة إلى شرق نتانيا.

حدث التحول الأكبر حين ظهر القائد العسكري العراقي عمر علي، قائد لواء المشاة الخامس الذي سُطِّر اسمه في التاريخ.
بدأت القوات العراقية بقيادة عمر علي القادمة بشن معركة تاريخية لاستعادة مدينة جنين واستهلت جهودها بضرب الجيش الإسرائيلي عند معابر بلدة “قباطية”. ومع الأداء البطولي للجيش العراقي، انسحبت العصابات الصهيونية وعلى رأسها الهاجاناه من التلال الجنوبية لجنين. وبحلول يوم 4 يونيو/حزيران، أتمَّت القوات العراقية النصر وسحقت المقاتلين الصهاينة تماما.

كان الجيش العراقي، بحسب شهادات، الأكثر اتساقا مع الخطة الموضوعة للجيوش العربية. فقد قاتل العراقيون قتالا مُشرفا في “طولكرم” و”أم الفحم” ومنطقة “المثلث”، علاوة على معركة جنين البطولية. واقترب الجيش العراقي كذلك من تحرير “حيفا” شمال غرب القدس.

عمر علي وعبد الكريم قاسم

في الساعة السادسة من فجر يوم الاثنين 14 تموز 1958 سمع قائد الفرقة الاولى اللواء الركن عمر علي نبأ قيام الثورة من اذاعة بغداد بصوت العقيد الركن عبد السلام عارف.

وفي مساء يوم 14 تموز ودع القائد عمر علي منتسبي وحدات فرقته في الديوانية وغادرها فجر يوم 15 تموز بالملابس المدنية مع عائلته متوجهاً إلى بغداد ومساء اليوم نفسه حضر الى ديوان وزارة الدفاع مقر رئاسة الوزراء والتقى بقائدي الثورة، الزعيم الركن عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام عارف، مبرراً موقفه من الثورة بأنه قائد فرقة يتحمل مسؤولية الأمن الداخلي والخارجي للمحافظات الجنوبية من العراق ولا علم له مسبقاً بهذه الثورة وهويتها الحقيقة وعلى إثرها تم اعتقاله في آمرية الانضباط العسكري وأحيل إلى المحكمة العسكرية العليا الخاصة (محكمة الشعب/ المهداوي) بتهمة التآمر ضد الثروة ومحاولة تقويضها وهي في مهدها.

استمرت محاكمته من (7 شباط 1959 حتى 6 نيسان 1959) وحكم عليه بالإعدام والطرد من الجيش. في آذار عام 1960 أصدر رئيس الوزراء (اللواء الركن عبد الكريم قاسم) قراراً بتخفيف عقوبة الاعدام الى السجن لمدة سبع سنوات وفي أيلول عام 1961 خففت عقوبة السجن الى خمس سنوات. بقي القائد عمر علي في السجن حتى صدور المرسوم الجمهوري رقم (647) في 19 تموز 1964 والقاضي بالإفراج عنه. في 23 نيسان عام 1969 ألغيت تهمة التآمر وعقوبة الطرد من الجيش ورد اليه اعتباره. بعد إطلاق سراحه عاش اللواء الركن المتقاعد عمر على ما تبقى له من الحياة في مسقط رأسه مدينة كركوك مبتعداً عن الحياة العامة ولم يمارس أي نشاط آخر.

حرب اكتوبر

مشاركة الجيش العراقي في حرب أكتوبر/تشرين الأول جاءت منسجمة مع تطلعات الشعب، ورغبة معظم ضباط الجيش، فكان موقف العراق في المشاركة بهذه الحرب قويا.

عندما أُعلنت الحرب أرسلت بغداد وبطريقة سرية وبتفاهم مع مصر أسراباً من الطائرات الهجومية والقاصفة من نوع “هوكر هنتر” لتعزيز الجبهة المصرية، وواجهت عملية نقل الطائرات صعوبات جمة، فشاركت الطائرات العراقية في الطلعة الأولى للقوة الجوية المصرية، لمهاجمة أهداف محددة. وتمكن السرب العراقي من إنجاز مهمته بنجاح.
فيما بدأت طلائع القوات العراقية البرية بالوصول الى سوريا فجر يوم 11 تشرين الأول حيث وصل اللواء العراقي المدرع 12 بقيادة “المقدم الركن سليم الأمامي” الى منطقة “الغوطة” جنوب العاصمة “دمشق”.

وعلى الرغم من عدم إبلاغ العراقيين بساعة الصفر لا من مصر ولا من سوريا، فقد قرر العراق إرسال قوة عسكرية كبيرة، من الدروع والدبابات، فكان للقوات العراقية إسهام كبير في المعركة حيث تمكنت وبنجاح من وقف الهجوم المدرع الإسرائيلي باتجاه دمشق، وتمكنت قوات عراقية خاصة من السيطرة على قمة جبل الشيخ، بعملية عسكرية خاطفة ومميزة.

سليم الإمامي وصدام حسين

بعد عودة اللواء المدرع 12 الى العراق استقبل استقبال الابطال وبحضور جماهيري حاشد وشخصيات الدولة العراقية المهمة كافة، ورفعت الـحرب اسم العقيد الركن سليم شاكر عالياً لكن هذا الحال لم يستمر. فبعد مرور سنة ابعد سليم وأصبح سفيراً في العاصمة السنغالية داكار ويبدو كان هنالك تخوف مـن عملية انقلاب قد يقوم بها رغم كونه عضو في حزب البعث واقصي كذلك غيره مـن الضباط وهي حالة تقريبا كان سائدة في حقبة البعث.
في العام 1979 وبعد تنحي الرئيس أحمد حسن البكر وتسلم صدام حسين رئاسة الجمهورية العراقية اتهم العقيد سليم شاكر بما يعرف بمؤامرة محمد عايش وهي مسرحية مثيرة للسخرية مـن صدام حسين صفى جسدياً معظم أعضاء حزب البعث البارزين المدنيين والعسكريين منهم واستدعي العقيد سليم للعراق و بقي بالسجن مدة أشهر معينة قبل ان يواجه التنكيل والعذاب والذل في سجون صدام.

ويصف العقيد سليم شاكر الامامي احدى حفلات التعذيب بأنه ولد مـن جديد مـن بعدها لانه لم يكن يتوقع خروجه منها حياً حيث تناوب بالضرب عليه اشخاص عديدين مـن سجانين ومنهم رجال قـوات خاصة وحاول تسلق الدرج فرماه احدهم مـن الدرجة الخامسة: “كنّا مثل الارانب ندور ويستمر علينا الضرب واحدى الضربات كانت على خلف رأسي فأغمي عليّ ولم أفق إلا بعد يوم منها”.

كانت نهاية قائد اللواء المدرع 12 مـن مقارعة الاسرائيلين الى تنكيل سجون صدام، خرج بعدها مـن السجن بـ3 سنوات وتمت مصادرة منزله في مدينة الضباط (زيونة) ببغداد.