اخر الاخبار

مدمرة أمريكية تغادر البحر الأحمر بعد أشهر من تعرضها لهجمات عنيفة

بعد أشهر من الحرب الشرسة التي خاضتها في الشرق...

طبيب مختص يتحدث عن استغلال “الحمّى القلاعية”: مربون حاولوا الحصول على تعويضات

أكد الطبيب المختص بالأشعة والسونار البيطري، عاصم الطائي، اليوم...

قادر على محو مدينة.. ناسا تعلن انخفاض احتمالات اصطدام كويكب بالأرض

تغيرت بشكل مفاجئ احتمالات اصطدام كويكب قادر على محو...

الكيان يفرج عن مئات الأسرى بإطار صفقة التبادل بينهم “أقدم أسير” و”مهندس القسام”

أفرجت سلطات الكيان الصهيوني، اليوم السبت، عن مئات الأسرى...

البابا فرنسيس يقضي ثمان ليالٍ في المستشفى والفاتيكان يؤكد: الأخيرة كانت مريحة

أعلن الفاتيكان، اليوم السبت، أن البابا فرنسيس أمضى ليلته...

ذات صلة

القائم بأعمال السفارة الأمريكية.. كيف سيتعامل دانيال روبنستين مع التعقيد العراقي؟

شارك على مواقع التواصل

وسط تعقيدات المشهد العراقي والتغيرات الإقليمية المتسارعة، يتولى السفير دانيال روبنستين منصب القائم بأعمال السفارة الأمريكية في بغداد، في مرحلة تتسم بتحديات سياسية وأمنية واقتصادية عميقة، ليبرز دور الدبلوماسي الأمريكي صاحب التجربة الطويلة.

ويجد روبنستين نفسه أمام ملفات حساسة تشمل العلاقات العراقية-الأمريكية، ومستقبل الاستثمارات والشركات الأمريكية في العراق، والموقف من زعامات الحشد الشعبي وبقية الفصائل المسلحة، إضافة إلى التطورات الإقليمية التي تضع العراق في قلب الوساطات بين واشنطن وطهران، وانعكاسات التغيرات السياسية في سوريا ولبنان وحتى فلسطين.

ومع تصاعد التوترات الدولية، يصبح دوره أكثر أهمية في صياغة سياسات توازن بين المصالح الأمريكية ومتطلبات الواقع العراقي، ضمن معادلة شائكة تتطلب دبلوماسية دقيقة وخبرة ميدانية واسعة، حيث يسعى العراق لتثبيت مصالحه واستقرار اقتصاده، وهذا ما يحتاج إلى دور أمريكي فاعل يضمن الحماية من أي إجراءات قد يتخذها البيت الأبيض ضد العراق.

التحديات الاقتصادية والاستثمارية

يواجه العراق تحديات اقتصادية كبيرة، ويسعى لجذب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز اقتصاده.

وفي هذا السياق، تلعب الشركات الأمريكية دورًا محوريًا في دعم البنية التحتية وقطاعات الطاقة، وقد أعربت هذه الشركات عن رغبتها في الاستثمار في العراق، مستفيدة من الاستقرار الأمني النسبي.

وفي هذا الصدد يؤكد البنك المركزي العراقي استعداده لتقديم الدعم اللازم للشركات والمصارف الأمريكية الراغبة في الاستثمار، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وفي الآونة الأخيرة، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على خمسة مصارف عراقية، متهمةً إياها بالتورط في عمليات تحويل غير شرعية وتهريب الدولار إلى جهات محظورة، أبرزها إيران.

هذه الخطوة أثارت مخاوف بشأن استقرار القطاع المصرفي العراقي وتأثيرها المحتمل على الاقتصاد الوطني. لتفادي مثل هذه العقوبات، يتعين على المصارف العراقية تعزيز الشفافية والامتثال للمعايير الدولية في العمليات المالية، والتعاون الوثيق مع الجهات الرقابية المحلية والدولية لضمان سلامة النظام المالي.

إيران والحشد الشعبي 

يعتمد العراق بشكل كبير على استيراد الغاز من إيران لتشغيل محطاته الكهربائية، حيث تشكل هذه الواردات أكثر من 40% من احتياجاته اليومية للطاقة.

ومع الخوف من إلغاء الإعفاء الأمريكي الذي كان يسمح للعراق باستيراد الغاز الإيراني دون التعرض للعقوبات، فقد يواجه قطاع الكهرباء العراقي تحديات كبيرة، وهذا ما يتطلب وجود دور مهم لروبنستين.

في هذا السياق، تسعى الحكومة العراقية إلى تنويع مصادر استيراد الغاز، بما في ذلك التفاوض مع دول أخرى مثل تركمانستان، رغم التحديات اللوجستية المرتبطة بمرور الغاز عبر الأراضي الإيرانية.

كما تظل قضية الحشد الشعبي والفصائل المسلحة محورًا حساسًا في العلاقات الأمريكية-العراقية.

وبينما تعتبر واشنطن بعض هذه الفصائل تهديدًا لمصالحها، ترى الحكومة العراقية أنها جزء من المنظومة الأمنية الوطنية، وفي هذا السياق، يواجه روبنستين تحديًا في تحقيق توازن دقيق بين المصالح الأمنية الأمريكية والسيادة العراقية، خاصة في ظل الضربات الأمريكية السابقة على مقرات الحشد الشعبي، والتي أثارت توترات بين البلدين.

مشروع طريق التنمية والموقف الأمريكي

يُعد مشروع “طريق التنمية” مبادرة استراتيجية تهدف إلى ربط الخليج بتركيا عبر العراق، مما يعزز من مكانة العراق الجيوسياسية كممر تجاري حيوي.

ورغم الفرص الاقتصادية التي يوفرها المشروع، يواجه تحديات تتعلق بالتمويل والتنفيذ، بالإضافة إلى مخاوف من انتشار الفساد وعدم الاستقرار الأمني.

في هذا السياق، قد يسعى السفير روبنستين إلى تشجيع الشركات الأمريكية على المشاركة في هذا المشروع، مع التأكيد على أهمية الشفافية والاستقرار لضمان نجاحه.

في ظل التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران، برز العراق كلاعب أساسي يسعى للوساطة بين الجانبين.

بفضل موقعه الجغرافي وعلاقاته مع كلا البلدين، يمتلك العراق أوراقًا دبلوماسية تمكنه من لعب دور الوسيط لتخفيف حدة التوترات.

ومع ذلك، تبقى هذه المهمة معقدة نظرًا للتشابكات الإقليمية والدولية، هنا، يأتي دور روبنستين في دعم الجهود العراقية للوساطة، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي.

يواجه السفير دانيال روبنستين تحديات متعددة في العراق، تتطلب منه استخدام خبرته الدبلوماسية العميقة للوصول نحو فهم دقيق للتعقيدات المحلية والإقليمية.

ومن خلال تعزيز التعاون الاقتصادي، والتعامل بحساسية مع القضايا الأمنية، ودعم المبادرات التنموية، والمساهمة في جهود الوساطة الإقليمية، يمكن لروبنستين أن يلعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات الأمريكية-العراقية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.