أنهت هيئة الأركان العامة لجيش الكيان تمريناً واسعاً يحاكي شن حرب متعددة الجبهات، في حال فشل المفاوضات الأمريكية مع إيران حول الملف النووي.
وفي أعقاب تقرير شبكة CNN حول استعداد الكيان المحتمل لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، كثف جيش الكيان استعداداته لسيناريو حرب متعددة الجبهات. ووفق بيان صادر عن الجيش مساء الجمعة، جرى استكمال مناورة لهيئة الأركان العامة، شملت تدريبات على استمرارية العمليات في الجبهة الداخلية، والعمليات الدفاعية، والحفاظ على جاهزية المكونات الحيوية للنشاط العسكري.
تأتي هذه التحركات وسط تجدد المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، رغم الشكوك العميقة التي يبديها الطرفان إزاء فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد. وقد اختتمت اليوم الجولة الخامسة من هذه المحادثات، التي استضافتها سلطنة عمان.
وفي ختام الجولة، صرح وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي عبر منصة “إكس” بأنه “تم تحقيق بعض التقدم، لكنه ليس نهائيًا”. أما نظيره الإيراني عباس عراقجي، فوصف المفاوضات بأنها “معقدة”، مؤكدًا أن لدى سلطنة عمان “أفكارًا مختلفة” لكسر الجمود، داعيًا في الوقت نفسه إلى استمرار الحوار.
في المقابل، عبر مسؤولون إيرانيون عن شكوكهم في النوايا الأميركية، وقالوا لـCNN إن مطالبة واشنطن بتفكيك برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني بالكامل ستقوض فرص التوصل إلى اتفاق.
وأكد مصدر مقرب من فريق التفاوض الإيراني لوكالة رويترز أن “المحادثات ستستمر، على أن يتم تحديد الزمان والمكان من قبل سلطنة عمان”.
من جانبه، هاجم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تهديدات الكيان، محذرًا من أن طهران “ستتخذ إجراءات خاصة” لحماية منشآتها النووية. وأوضح في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة “ستتحمل المسؤولية القانونية” في حال تنفيذ الكيان هجومًا على إيران. وكتب عبر منصة إكس: “التهديدات الصادرة عن الكيان ليست جديدة، لكن التسريبات الأخيرة التي نقلت عن مصادر أميركية تكشف خططًا لهجوم على إيران، تتطلب إدانة شديدة من مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وفي سياق متصل، أبدى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تشاؤمه إزاء المفاوضات، منتقدًا ما وصفه بـ”المطالب الفاحشة” للولايات المتحدة. وقال: “لا أحد في إيران ينتظر موافقة الأميركيين على تخصيب اليورانيوم… لن نقبل بأي طلبات أميركية أو أوروبية بوقف التخصيب”. وأضاف: “لا أعتقد أن هذه المحادثات ستؤدي إلى نتيجة”.
وفي تل أبيب، أوضح المتحدث باسم جيش الكيان أن التمرين العسكري الأخير، والذي أُطلق عليه اسم “باراك تامير”، جاء لمحاكاة سيناريوهات حرب متعددة المسارح، بهدف “تحسين التنسيق بين الأذرع المختلفة للجيش في حالات الطوارئ، وتعزيز سرعة وكفاءة الاستجابة الميدانية للأحداث المتفجرة”.