بعد ما كانت تنطلق المسيرات من العراق بشكل شبه يومي، توقّفت في الفترة الأخيرة، وقررت فصائل المقاومة أن تهدئ، لكنها تقول إنها “متأهبة لأي ظرف قد يحصل”.
أحدثت المسيرات التي تطلقها المقاومة الإسلامية في العراق، أضراراً داخل الكيان، حتى قتلت بعض الجنود الصهاينة، ومن هناك، هدد الاحتلال بقصف الأراضي العراقية أو المنشآت.
وبعد موجة من القصف بالطيران المسير الذي ينطلق من العراق، توقّف القصف مؤقتاً، بعد إرغام حزب الله اللبناني، الكيان الصهيوني على وقف إطلاق النار.
واليوم الاثنين، قال المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي في حديث لـ “إيشان”: “لم نقل أوقفنا العمليات، وكل ما قلناه هو إن المقاومة الإسلامية عملياتها توقفت بسبب وقف إطلاق النار في لبنان”.
وأضاف الفرطوسي، أن “أي انهيار باتفاق وقف إطلاق النار، أو أي ظرف معين يحصل، فإن العمليات ستعود باتجاه الكيان الصهيوني، ولكن لم نوقفها نهائياً”.
وكان الكيان الصهيوني، يتربص بالعراق شرّاً، ويريد أن يستغل أي ثغرة ينفذ من خلالها لشن غاراته على مواقع داخل البلد، حتى عملت الحكومة في لحظتها على مواجهة هذه النية، داخلياً عبر استنفار أمني، وخارجياً، عبر القنوات الدبلوماسية للضغط على “غدّة الشرق” ومنع الاحتلال من توسيع الحرب.
البيان الحكومي، كان واضحاً وصريحاً وتحدث عن ضربة “وشيكة” يريد الكيان أن يشنها على العراق، حتى اضطر القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، أن يوجّه الدفاعات الجوية بالتصدي لأي هدفٍ معادٍ.. وفي نفس الوقت، توعّد مسؤولي القواطع بالمحاسبة القانونية، إذا انطلقت من قواطعهم، مسيّرات صوب الكيان، في إشارة ضمنية لم يعلنها البيان بصراحة.
وحتى مجلس النواب، كانت لديه نفس المخاوف التي جاءت ببيان الحكومة، ولكنه دعا إلى “التسلّح” بعلاقات العراق مع المجتمع الدولي، وتخفيف “الانفعالات”.
النائب ياسر وتوت، عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية قال في وقتها لـ “إيشان”، إن “المجلس الوزاري مخاوفه مبررة، لأن هناك تصعيداً قد حصل في الأيام الماضية وهو واضح من خلال توجيه الفصائل ضرباتها على الكيان الصهيوني، وبالتالي كان هناك دور واضح من الحكومة الأمريكية بعدم استهداف العراق”.
وأضاف: “على ما يبدو أن الكيان عندما قدم شكوى لمجلس الأمن، يريد أن يتخذها ذريعة لأي عمل قد يقوم به في المستقبل”، وهذا الرأي اتفق عليه الحكومة والبرلمان والمقاومة والقواعد الشعبية.
وتوت، يرى أن الموضوع “خطر، وعلى الجميع أن يدرك الخطورة”، وقال: يجب ألا تكون تصرفاتنا انفعالية وأن نتصرف بحكمة واتزان عالٍ، ونحاول أن نحشد المجتمع الدولي، ولا نجعله يتخلى عن العراق، بعدما عقد اتفاقيات وشراكات مع دول كبيرة مؤثرة بالقرار السياسي والدولي”.
وأضاف، أن “العراق يحتاج إلى تفعيل دبلوماسيته، والفصائل يجب أن تهدئ ضرباتها الموجهة للكيان الصهيوني، لأن ارتداداتها ستكون كبيرة وقد تكون كارثية.. وعلى الجميع أن يدرك خطورة الموضوع، وألا ننجر خلف حرب ستكلفنا الكثير”.