جددت فصائل المقاومة الإسلامية، قصف قواعد التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، في أربيل.
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان بغداد، استئناف مفاوضات الانسحاب الكامل لقوات التحالف الدولي من العراق.
وأعلنت وسائل إعلام تابعة لفصائل “استهداف قاعدة للقوات الأمريكية قرب مطار حرير بأربيل بالطيران المسير”.
ومثل القصف، وفق قراءات سياسية، رداً مباشراً على الرسائل التي وجهها الإطار التنسيقي، لفصائل المقاومة، والتي دعاها إلى “فسح المجال أمام الحكومة للتفاوض على انسحاب التحالف الدولي وعدم تعكير أجراء الجوار”، الأمر الذي مثل تمرداً واضحاً من قبل بعض الفصائل على ما تبنته الحكومة ودعمته الزعامات الشيعية.
وعبر الاطار التنسيقي اليوم الخميس، عن “مدى سعادته”، بالبيان المشترك من أجل بدء الحوار الذي يفضي إلى انسحاب التحالف الدولي بعد انتهاء مهمته ومساعدته العراق في الحرب على داعش.
وقال الإطار في بيان تلقته “إيشان”، انه “وفي الوقت الذي يثمن الاطار التنسيقي دعم المجتمع الدولي للعراق في حربه ضد الارهاب، يبارك الجهود الكبيرة التي بذلتها جميع القوى الوطنية وعلى راسها الحكومة طوال الفترة الماضية في سبيل بدء المفاوضات مع التحالف الدولي لإعادة رسم العلاقة معه، وبما يحفظ حقوق العراق وسيادته وأمنه واستقراره”.
وشدد الإطار على “أهمية صياغة جدول زمني محدد وواضح لمدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق، والمباشرة بخفض عدد المستشارين على الأرض العراقية”.
كما أكد الإطار التنسيقي “دعمه الكامل الى الانتقال إلى علاقات ثنائية شاملة مع دول التحالف في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية بما يتسق مع رؤية الحكومة العراقية ويسهم في تعزيز الاستقرار الداخلي وحفظ أمن البلاد”.
وأثنى “على التزام الحكومة بما جاء في منهاجها الذي تضمن الحوار مع التحالف الدولي واعادة توصيف وجوده والحاجة اليه”.
وجدد الاطار التنسيقي “ثقته المطلقة بالأجهزة الامنية بكل تشكيلاتها ومسمياتها في الحفاظ على امن واستقرار العراق”.
وفي ختام البيان وجه الإطار التنسيقي رسائل عدة إلى فصائل “المقاومة”، ومطلقي الصواريخ على القواعد العسكرية، دعتهم من خلالها “إلى استثمار هذا الانجاز واعطاء الفرصه للمفاوض العراقي وعدم التأثير على أجواء الحوار الثنائي مع دول التحالف”.
ويوم الأربعاء (24 كانون الثاني 2024)، تسلّم وزير الخارجية فؤاد حسين، رسالة وصفتها الوزازة بـ “المهمّة”، ليسلّمها إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، دون أن يكشف محتواها.
ونقلت رويترز عن مسؤولين أمريكيين، أن “واشنطن وبغداد بصدد البدء بمحادثات على مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق. والرسالة التي سلّمتها السفيرة الأمريكية، تتضمن مصير التحالف الدولي، وإقامة علاقات ثنائية”.
وجاءت الرسالة، بعد حوالي يوم من القصف الأمريكي الذي استهدف مقار الحشد الشعبي في “جرف الصخر” والقائم، وأودى بحياة منتسبين من الحشد.
ولم تقبل بغداد بالقصف، وأدانته واعتبرته تجاوزاً واضحاً على سيادة العراق، قبل أن يعقد السوداني اجتماعاً ناقش خلاله الاستهداف الذي طال مقار الحشد.
ومنذ بداية العام الحالي، تصاعدت حدّة المواجهة داخل الأراضي العراقية، بين “فصائل المقاومة” والقوات الأمريكية التي تقود التحالف الدولي في العراق.
وخلال شهر واحد من هذا العام، شهد العراق قصفين أمريكيين أديا إلى “استشهاد” عدد من منتسبي الحشد الشعبي، بينهم قادة، مثل “أبو تقوى” الذي اغتيل في 04 كانون الثاني 2024.
وآخر استهداف أمريكي حصل في العراق، كان فجر اليوم الأربعاء (25 كانون الثاني 2024)، إذ أسفر عن قصف مقار الحشد الشعبي في القائم و”جرف الصخر”.
ويأتي القصف الأمريكي بعد عمليات قصف عديدة تبنتها فصائل المقاومة، واستهدف عدد منها، قاعدة الحرير في أربيل، وقاعدة عين الأسد في الأنبار.
