اخر الاخبار

أغلبها لأطفال وشباب.. العراق يسجل 500 حالة غرق في السنوات الثلاث الأخيرة

  أكد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان فاضل الغراوي، يوم...

السندويج بنل يهدد المدارس الأهلية بالإغلاق والتربية تمهل أصحابها شهرين لرفعه

  أعلنت وزارة التربية، اليوم الخميس، عن إعطاء مهلة 60...

الموارد المائية تعترف: العام الحالي أكثر السنوات جفافاً على العراق منذ العام 1933 

  أكدت وزارة الموارد المائية العراقية، يوم الخميس، أن العام...

ذات صلة

المياحي يرثي منصبه: خيروني بين أن أحرق نفسي أو تحترق المحافظة

شارك على مواقع التواصل

في رسالة مطولة وجهها إلى أهالي واسط، بعد أن خلع محمد جميل المياحي صفته الرسمية، تحدث عن ملابسات الاستقالة من منصب محافظ واسط، وقال إنه “لم يستقل تهربًا أو ضعفًا، بل حفاظًا على وحدة المحافظة وكرامة أهلها”، مشيرا أنه لن يكون “شاهدا على تمزيق واسط”.

وجاء في رسالة وجهها المياحي إلى أهالي واسط: “أهلي الطيبين في واسط، يا من تقاسمت معهم خبز الأرض ، ووجعها ، وحزنها وألمها وأحلامها الكبيرة، أقف أمامكم اليوم، لا بصفة رسمية، بل بقلب موجوع، ونفس يخنقها الحزن، أكتب لكم هذه الكلمات وأنا أعتصر الألم والأسى، لأُعلن بكل ما في داخلي من صدق ومحبة وإخلاص : استقالتي من مهامي كمحافظ لمحافظة واسط الحبيبة”.

وأوضح أن “ما جرى في فاجعة حريق الكوت لم يكن مجرد حادثة، بل جرح غائر في قلب المحافظة، غَيبَ أحبابنا، وأدمى قلوبنا.

“أستقيل لا ضعفاً ، ولا يأساً ولا تهرباً من المسؤولية، بل وفاء لدماء الشهداء ، وكرامة لأرواحهم، وإكراماً لجراح أهلهم، ووفاء للعهد الذي قطعته لكم بأن أضع مصلحة واسط فوق أي اعتبار، فقد خيروني بين أن أحرقَ نفسي ، أو يحرقون المحافظة”، يقول المياحي.

وأردف: “بلا تردد وبكل فخر أختار أن أحترق ألف مرة ولا أسمح بأن يصيبكم مكروه، أو تتعطل حياتكم أو مصالحكم، أو يهدمون كل ما بنيناه سوياً بتعبكم وصبركم وجهود المُخلصين من أبناءكم”.

وأكمل: “أستقيل، حتى لا أكون جزءاً من لعبة سياسية قذرة ، بدأت تستغل فاجعة الكوت لتصفي حساباتها الدنيئة على حساب آلام ودموع الامهات الثكلى، وعلى حساب المدينة التي نزفت أبناءها الطيبين كثمن لمخططات جهات سياسية تعرفونها، لا تريد الخير لهذه المحافظة الآمنة، وتحاول تشويه كل إنجاز لا يُحسب لها، وإيقاف كل مشروع لا يدر لخزائنها شيء، وتسميم كل حلم لا يخدم مصالحها”.

ومضى بالقول: “أستقيل، حتى لا أكون غطاء لصراع يريد أن يخطف واسط من أهلها، ويحولها إلى ساحة خراب بعد أن بنيناها وعمرناها معا لبنة لبنة، بصبرنا وجهدنا وعرق جبيننا الذي تصبب فوق كل شبر فيها.

أوتابع المياحي: “ستقيل، لأنني أحبها.. أستقيل، لأنني لا أريد أن أكون شاهداً على تمزيقها.. أستقيل، لأن الصمت خيانة، ولأن التضحية بالمنصب أهون عندي من التفريط بأمانة الناس”.

وأضاف: “سامحوني إن قصّرت يوماً فأنا بشر مثلكم وكل أبن أدم خطاء، واذكروني بصدق مواقفي وغيرتي عليكم لا بمنصبي كمحافظ. وكونوا كما كنتم دوماً، السند، والصوت، والعين الساهرة على واسط الجميلة”.

وأكمل قائلا: “أعاهدكم أن أبقى ما حييت لواسط، خادماً لترابها، وناصحاً لأهلها، ودرعاً لها، وإن كنت بعيدا عنكم، فإن روحي ستبقى معكم، حيث الناس التي أعشقها، حيث البيوت الطيبة، والشوارع الجميلة، حيث القلوب النقية التي أحببتها”.

واختتم بالقول: “وداعاً ليس ضعفاً، بل حباً. ولا انسحاباً، بل وفاء. ولا نهاية، بل بداية جديدة في درب مختلف لأجل واسط. أتمنى أن لا تنسوني و والديَ من دعاءكم.

وأعلن محمد جميل المياحي مساء اليوم، تقديم استقالته رسميًا إلى مجلس محافظة واسط، واصفًا القرار بأنه “وفاء لدماء الشهداء وتضامن مع عوائلهم”، وقال في بيان نشره على صفحته الرسمية: “إكراماً لدماء الشهداء، ووفاءً لأهالي هذه المحافظة التي خدمتها بعيوني وعرق جبيني، أعلن بكل فخر تقديم استقالتي، وقد تم قبولها من قبل المجلس الموقر”.

وأضاف: “هذه الاستقالة ليست انسحابًا، بل وقفة شرف أمام تضحيات أهلنا الطيبين”.