مع مضي الخطة الأمنية التي أعلن انطلاقها قائد شرطة المحافظة الجديد اللواء نجاح العابدي، في المحافظة والتي تضمنت تنفيذ مذكرات الاعتقال المعلقة، أعلن عدد من الناشطين أنهم باشروا بالتحضير لتظاهرة كبيرة تنطلق يوم غدٍ الجمعة وسط مدينة الناصرية.
القائد الجديد كان محملا بأمر وزاري واضح بإنهاء كل الدعاوى المعلقة في مراكز الشرطة، وفقا لمصادر مطلعة، وشملت مذكرات الاعتقال عددا كبيرا من الناشطين، بدأت مع اعتقال الناشط في التظاهرات كرار الإيزيرجاوي مساء يوم السبت الماضي واستمرت للأيام اللاحقة.
مذكرات الاعتقال شملت أيضا المتهمين بجرائم قتل واغتصاب وتجارة المخدرات وترويج المشروبات الكحولية والسرقة والمشاجرات وغيرها من القضايا، وامتدت الحملة إلى أقاصي أراضي المحافظة والطرق النسيمية على أطراق مدينة الناصرية.
هذه الحملة قوبلت بمعارضة من قبل الناشطين في التظاهرات، ونظموا عدة احتجاجات تضمن قطع عدد من الطرق وحرق الإطارات في مناطق مختلفة، سرعان ما تشتت وخمد لهيبها، وفي الوقت نفسه لقيت الحملة مساندة عشرات شيوخ العشائر والوجهاء في محافظة ذي قار.
أكثر من 4000 أمر قبض
“هناك 4314 امر قبض في مراكز الشرطة كافة على مستوى المحافظة لم تنفذ، ولغاية الان نفذنا منها فقط 300 أمر قبض”، يقول اللواء نجاح العابدي، مشيرا إلى أن “أوامر القبض تشمل تجار مخدرات مجرمين مطلوبين بقضايا الاغتصاب والدگات العشائرية والتسليب وغيرها من الأمور، وأن القوات الامنية لن تتوقف حتى تنفيذ تلك أوامر القبض بشكل كلي”.
وشدد العابدي في تصريح صحفي، على أن الدستور كفل للمواطنين حق التظاهر السلمي للمطالبة بحقوقهم، لكنه لا يسمح بتعطيل الحياة العامة أو إغلاق الشوارع والدوائر والمدارس.
وفيما أشار إلى أن “فلسفة حرق الإطارات وقطع الشوارع لن يسمح بها بعد الآن”، مؤكدا أن “من يرغب في التظاهر عليه الالتزام بشروط التظاهر التي نص عليها الدستور”.
“الجمعة موعدنا”
يوم أمس أصدرت لجنة نيابية يرأسها النائب عن ذي قار، داود العيدان، بيانا بعد الوصول إلى المحافظة للوقوف على الأحداث الأخيرة التي تشهدها المحافظة وتوصلت إلى أن “أوامر إلقاء القبض لم تستهدف فئة بيعنها ولا منطقة محددة”، فيما استدركت بالإشارة إلى أن “قسم من أوامر القبض على صلة بمخرجات تظاهرات تشرين، وعلى الأجهزة الأمنية التحقق من هذه القضايا”.
وقال النائب داود العيدان: “نحن مع الحملة الأمنية، لكن لن نسمح بتحميل المشاركين بتظاهرات 2019 جريرة دعاوى مبتزين وفاسدين، سنتدخل بشكل مباشر إذا شعرنا أن الظلم طال هذه الشريحة بالمجتمع”.
وفي مساء يوم أمس، نشر عشرات الناشطين وسم “الجمعة موعدنا”، على منصات التواصل الاجتماعي، في دعوة للتحضير لتظاهرة مركزية وسط مدينة الناصرية، رفضا لما سموه “الدعاوى الكيدية”، واعتقال الناشطين، وترفع التظاهرة مطلب إقالة القائد الجديد لشرطة المحافظة.
الياسري يتدخل
ومع ارتفاع الأصوات التي تحشد لتظاهرات الجمعة، دخل آمر لواء أنصار المرجعية، حميد الياسري، على خط الازمة، بدعوى التدخل لإنهائها بعد التشاور مع رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني.
وقال الياسري عبر منشور على منصة “فيسبوك”: “الاخوة الأكارم في الناصرية الكرام سأتوجه يوم (الخميس) ان شاء الله فجراً من محافظة نينوى الى ذي قار لأنهاء المشكلة الحاصلة هناك”.
وبين: “وبعد التشاورات مع رئيس الوزراء وافق سيادته على إنهاء الازمة فوراً، أرجو من جميع الأطراف التحلي بالصبر لحين وصولي اليكم ان شاء الله يوم غد”.