ما زال العراق يخسر أمواله، مع قطع الإنترنت لمدة ساعتين يومياً، خلال فترة امتحانات المراحل النهائية، لتتوقّف الشركات وحتى القنوات والوكالات عن تلقي الأخبار وبثّها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كل شيء يتوقّف سنوياً، وخلال أي فترة امتحانات، ينقطع الإنترنت عن هواتف العراقيين، وتصبح بلا خدمة.. لكن وزارة التربية تدافع عن الأمر، وتقول إنه “يحصل في كل دول العالم”.
قطع الإنترنت تحت “حجّة” حماية الأسئلة من التسريب، “يعد انتهاكاً صارخاً للمادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية التي كفلت الوصول إلى المعلومات من خلال الخدمات الرقمية المرتبطة بالإنترنت”، وفق ما يقول رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق فاضل الغراوي.
الغراوي، كان قد قال في بيان ورد لمنصة “إيشان”، خلال حزيران الماضي، إن “قطع الانترنت يلحق خسائر بالعراق تصل الى ملايين الدولارات تمثل ما مقداره 0.5 من الناتج المحلي الإجمالي في البلاد، مع إيقاف نسبة 20% من الاتصالات عبر كافة الشبكات المحلية عن طريق خدمة الانترنت”، مؤكداً أن “كافة الشركات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية والطبية التي تعتمد على الفضاء الإلكتروني وخدمة الانترنت في تعاملاتها أو خدماتها تخسر الملايين يوميا”.
ولفت إلى ان “الانقطاعات المنتظمة لخدمات الإنترنت تنتهك الحقوق الرقمية ، وتعيق الاتصالات والأنشطة اليومية”، مبينا أن “هذه الإجراءات تقيد الوصول إلى المعلومات والاتصالات، وهما أدوات أساسية للحياة الحديثة، وتعيق التفاعلات الاجتماعية والمهنية، وتقلل الثقة في إجراءات الحكومة ووزارة التربية بشكل خاص بالتعامل بشفافية مع موضوع الانتخابات”.
وطالب الغراوي، رئيس الوزراء بـ”إلغاء قرار وزارتي الاتصالات والتربية بحجب خدمة الانترنت لمخالفتها معايير حقوق الإنسان”، مطالباً وزارة التربية بـ”اعتماد المراقبة الرقمية للامتحانات عبر الكاميرات الذكية”.
ورغم الخسائر وشكاوى الطلاب من صعوبة الأسئلة خلال الامتحانات الوزارية، تقول التربية، إن “الأسئلة العراقية تتميز بشموليتها وعموميتها ولا تقتصر فقط على الأسئلة المقالية”.
وفيما يتعلق بقطع الإنترنت، يوضّح المتحدث باسم الوزارة، كريم السيد عبر “إيشان”، أن “القطع يهدف إلى حماية النظام التعليمي من الغش، وهو إجراء معتمد في العديد من الدول وليس في العراق فقط”.
وأشار إلى أن “القطع استمر لسنوات طويلة يصل إلى أربع ساعات، مما أثر سلبًا على الواقع التعليمي بشكل عام هذا العام، تم تقليص مدة القطع إلى ساعتين فقط”، مشيرًا إلى أن الوزارة “تعمل على اتخاذ إجراءات بديلة لتقليل من قطع الإنترنت”.
وأوضح أن “تلك الإجراءات تتطلب تجهيزات إلكترونية وتهيئة مناسبة، فضلاً عن موارد مالية، وأن الوزارة تحرص على تجهيز أسئلة امتحانية تتناسب مع هذه الظروف”.
من جانبه، أشار الخبير التربوي حيدر البياتي لـ”ايشان”، إلى أن “نظام وضع الأسئلة في العراق يتباين بشكل كبير عن الدول المتقدمة”.
وبيّن أن “الدول المتطورة قد تخلت عن الأسئلة الشرحية واعتمدت على الأسئلة الاختيارية، مما يسهل تصحيحها ويعجل بالحصول على النتائج”.
وأضاف البياتي أن “العملية التعليمية في العراق تعتمد على الأسئلة الشرحية، في حين تعتمد الأنظمة التعليمية في الخارج على اختيار الجواب الصحيح، مما يساعد على تنشيط الذاكرة بدلاً من التركيز على الكتابة”.
وفيما يخص القطع المؤقت للإنترنت، أشار البياتي إلى أن “قطع الإنترنت خلال امتحانات البكالوريا قد يكشف عن اختراق المنظومة، وهو ما يتطلب معالجة فعّالة بسبب عدم وجود الخبرات والأجهزة اللازمة لرصد حالات الغش، مثل سماعات الأذن أو التواصل مع الخارج”.
ورأى البياتي أن “الأمر يتطلب استخدام وسائل حديثة للتشويش على القاعات يمكن أن يكون حلاً فعالاً لتجنب قطع الانترنيت”.
