يرى خبراء ومختصون أن الرد المرتقب ضد إيران، سيكون له تأثير على منطقة الشرق الأوسط بأسرها، خاصة المناطق التي ينشط بها حلفاء طهران، والجبهات التي تعمل الجماعات المقربة من الإيرانيين فيها ضد إسرائيل.
وكان وزير الدفاع الصهيوني، يوآف غالانت، قال إن “الهجوم المرتقب على إيران سيكون دقيقًا ومؤلمًا ومفاجئًا، وقد تكون له تداعيات على أماكن أخرى”.
وتابع: “ليس لدينا أي نية لتحمل انتهاك السيادة ومحاولة إيذاء المدنيين دون رد فعل، والرد تجاه إيران”.
وأضاف: “ليس لدى إسرائيل أي مصلحة في فتح جبهات ومعارك إضافية، ورغم أننا متمركزون في شمال لبنان وجنوب غزة، إلا أن الهجوم على إيران يمكن أن يلقي بتداعياته على أماكن أخرى، ولقد رأينا أمثلة على هذا الأمر”.
من جهتها، كشفت هيئة البث الصهيونية الرسمية “كان”، عن توافق إسرائيلي تم التوصل إليه على طريقة وتوقيت الرد على الهجوم الإيراني، وذلك خلال مشاورات أمنية”.
ولفتت “كان”، إلى أن خطة ضرب إيران تنتظر موافقة المجلس الوزاري المصغر لتنفيذها.
أهداف خطيرة
وتعقيبا على ذلك، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، سعيد زيداني، إن “الهجوم الإسرائيلي سيكون له تأثير قوي على الدعم الإيراني العسكري المقدم لحزب الله ولحلفائها في العراق واليمن”.
وأكد زيداني، أن “تأخر الرد الإسرائيلي يؤكد خطورة الأهداف المتوقع ضربها”.
وأوضح زيداني،، أن “تصريح غالانت يمثل إشارة قوية إلى نية إسرائيل ضرب أهداف داخل وخارج إيران بشكل متزامن”، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن تكون تلك الأهداف في إيران وسوريا واليمن ولبنان.
وأضاف “يبدو أن إسرائيل ترغب من خلال ردها على إحداث أكبر تأثير على منطقة الشرق الأوسط، ومنع إيران من الرد على عملياتها العسكرية لأطول فترة ممكنة”.
وشدد على أن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون ضربات عنيفة لأهداف إيرانية في المنطقة بأسرها.
وأشار إلى أن “الرد الإسرائيلي سيتركز بشكل أساس ضد مواقع عسكرية داخل إيران، وسيمتد لضرب مواقع لعناصر مسلحة موالية لها في اليمن ولبنان بشكل أساس وفي العراق وسوريا بشكل ثانوي”.
ورجّح أستاذ العلوم السياسية، أن يكون الرد خلال الأيام القليلة المقبلة.
قواعد جديدة
من جهته، يرى الخبير في الشؤون الإقليمية والدولية، باسم الزبيدي، أن “إسرائيل تعمل على تنفيذ هجوم عسكري قاس وقوي ضد إيران تعيد من خلاله رسم شكل المنطقة، وتضع قواعد عسكرية جديدة للقتال ضد الإيرانيين وحلفائهم”.
وأوضح الزبيدي، أن “ذلك سيكون من خلال الهجمات الاستثنائية التي ستسبب “شللًا” للقدرات الإيرانية وقدرات حلفائها في توجيه ضربات عسكرية للعمق الإسرائيلي”.
وأشار إلى أنه “في هذه الحالة ستكون الولايات المتحدة داعمًا أساسيًا لها في هذه الضربة، وهو الأمر الذي سيكون في إطار صفقة بين وواشنطن بشأن التوتر الأمني والعسكري الدائر في المنطقة منذ أكثر من عام”.
وتابع: “يمكن لهذه الضربة أن تعيد الهدوء للشرق الأوسط، لكن ذلك بحاجة إلى طرح طرف دولي خطة شاملة للهدوء”.
وأوضح أن مثل هذه الخطة يجب أن تشمل مختلف الجبهات مع ، وبضمانات دولية وإقليمية كبيرة.
واستدرك: “لكن من المبكر لأوانه الحديث عن تهدئة شاملة في المنطقة، في ظل إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين وشركائه بالحكومة على الاستمرار في الحرب”.