اخر الاخبار

من غزو العراق لإسقاط الأسد.. مشرع أمريكي يتحدث عن “الخارطة” الجديدة للمنطقة

  عقّب النائب الديمقراطي الأمريكي، جيك أوشينكلوس، على التطورات المتسارعة...

“اختراق نوعي”.. إشادات فلسطينية بـ “مبعوث” اليمن إلى تل أبيب

  أشادت فصائل المقاومة الفلسطينية باستهداف حركة أنصار الله (الحوثيين)،...

بعد ضجة “حل الحشد”.. الممثل الأممي في مكتب الفياض

استقبل رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، اليوم السبت،...

تفاصيل جديدة حول لقاء الحسان ومحمد رضا السيستاني: المرجع يرفض حل الحشد الشعبي

نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية، عن مصادر سياسية، اليوم السبت،...

الداخلية: تسجيل أكثر من 42 مليون عراقي في منظومة البطاقة الوطنية

أعلنت وزارة الداخلية، اليوم السبت، تسجيلها أكثر من 42...

ذات صلة

انتخابات مجالس المحافظات وفوضى “التمزيق”.. النهار للمرشحين والليل للمقاطعين

شارك على مواقع التواصل

منذ أول انتخابات محلية جرت عام 2005 بعد الإطاحة بنظام صدام حسين ولغاية 2013، لم يشهد العراق حرباً غير مسلحة، مثل ما يشهده اليوم مع فوضى التمزيق، التي تطال دعايات المرشحين، لا سيما مع انقضاء النهار وحلول الليل.

ومع اقتراب موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في 18 من الشهر الحالي، يشتد الصراع بين المرشحين والمقاطعين، خصوصاً في محافظات الوسط والجنوب، وما أكثرها في بغداد والبصرة، المدينتان المكتظتان بالسكان والأحزاب السياسية.

وفي النهار، ما أن يضع المرشحون دعاياتهم في شوارع تلك المدن، حتى يتفاجأ بعضهم من إزالتها حين يحلّ الليل، وسط استمرار حرب “التمزيق” بين المشاركين والمقاطعين.

جهات مشاركة وأخرى مقاطعة، تتهم بعضها بتمزيق الدعايات الانتخابية، بعد أن يقوم افراد تابعون لقوى سياسية، بحرق أو تخريب صور المرشيحن التي تملأ شوارع بغداد والمحافظات الأخرى.

وعادة ما تتم هذه الظاهرة في الليل، إذ يقوم المخربون بتمزيق اللوحات أو الكتابة عليها بكلمات مسيئة او رميها بالاصباغ، الأمر الذي قد يتحول إلى صراع يشعل الأوضاع مع اقتراب موعد الانتخابات.

في الوقت ذاته، شدد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على أهمية حماية الحملات الانتخابية ممن وصفهم بـ “الخارجين عن القانون”، ومحاسبتهم وفق القانون.

وكان السوداني قد التقى يوم أمس، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان وبحق معه الأوضاع العامة في البلاد، وجهود الحكومة في التهيئة لإقامة انتخابات مجالس المحافظات.

وأكد الجانبان، أهمية التعاون بين القضاء والأجهزة الأمنية، من أجل ملاحقة كل من يرتكب أفعالاً مخالفة للدستور والقانون، من شأنها أن تعيق إجراء العملية الانتخابية.

إلى ذلك، اعتقلت القوات الأمنية، خلال الأيام الماضية، عشرات الأشخاص بتهمة الاعتداء على الحملات الانتخابية، وتمزيق اللوحات الإعلانية لمرشحي الأحزاب وقوى مدنية مستقلة.

وتعتقد بعض الجهات ان تمزيق اللوحات هو وسيلة لعرقلة الحملات الانتخابية وخفض شعبية المرشحين، وتخريب يعبر عن الأفكار المتطرفة، تجاه القوى المنافسة لاسيما المستقلة.

وفي وقت سابق، وجّه مجلس القضاء محاكم التحقيق التنسيق مع الجهات الأمنية المختصة للقبض على من يمزق الصور والدعايات الانتخابية للمرشحين لانتخابات مجالس المحافظات وفرض العقوبات بحقهم وفق القانون.

من جهتها، نبّهت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، على ان عقوبة المخالفة للحملة الدعائية للانتخابات تصل الى السجن أو غرامة 50 مليون ديناراً.

وفي بغداد، تم تخريب منصات دعاية لمرشحين من الأحزاب المتنافسة، واحرقت منصات دعاية لمرشحين في البصرة وكربلاء ومدن اخرى، حيث قام مجهولون بصبغ لوحات دعاية لمرشحين باللون الأسود.

ويرى مراقبون ان “التلوث البصري الذي أحدثته عشوائية وفوضى الدعاية الانتخابية، فضلاً عن إعلانات الاحزاب التقليدية التي يرى الناخب أنها لم تقدم شيئاً للبلاد، أثارت حالة من الغضب الشعبي تجاه هذه الملصقات”.

وكانت المفوضية العليا قد صادقت على 5915 مرشحاً لانتخابات مجالس المحافظات، حيث بلغ عدد المرشحين الرجال الذين صادقت عليهم المفوضية 4258 مرشحاً فيما بلغ عدد النساء 1657 مرشحة، فيما استبعدت المفوضية 357 مرشحاً، وسيكون أكثر من 16 مليون ناخب من أصل 23 مليوناً، لهم حق المشاركة في الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في الثامن عشر من كانون الأول المقبل.

ومع انطلاق الحملات الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات، أحرقت لافتات دعائية لزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، بمدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد، ذات الغالبية الشيعية.

وتداولت منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديوية تظهر احتراق لافتة انتخابية لزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، بعد ساعات من وضعها في ساحة مظفر مدخل مدينة الصدر، حسبما تم تداوله.

ورأى المالكي، في خطاب ألقاه خلال انطلاق الحملة الانتخابية لمرشحي ائتلاف دولة القانون لانتخابات مجالس المحافظات، أن “محاولات تعطيل العمل من خلال تمزيق أو تكسير صورة لن تنجح”.

ومن حين إلى آخر، تتصاعد حدة التوترات بين التيار الصدري وائتلاف دولة القانون، خاصة مع انطلاق الانتخابات، حيث يخوض الطرفان صراعاً سياسياً حاداً منذ عام 2008، عندما أطلق المالكي وقت كان رئيساً للوزراء عملية “صولة الفرسان” العسكرية في البصرة وبعض المحافظات الجنوبية.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، واحتدام التنافس بين المرشحين، برزت ظاهرة تمزيق الدعايات الانتخابيَّة وتشويهها، الأمر الذي دفع القضاء إلى التدخل، وإصدار توجيهات بملاحقة المتورطين بهذا الفعل وفقاً للقوانين النافذة.

وتنص المادة 40 من قانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية أنه “يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة كل من تعمد الاعتداء على صور المرشحين أو برامجهم الملصقة في الأماكن المخصصة لهم لحساب آخر أو جهة معينة بقصد الإضرار بهذا المرشح أو التأثير في سير العملية الانتخابية”.

وتأتي ظاهرة تمزيق صور المرشحين، في وقت بلغ فيه التنافس الانتخابي ذروته، وشهدت محافظات عدة بينها العاصمة بغداد، ظاهرة تمزيق صور مرشحين من قبل مجهولين مع انطلاق الحملات الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات.

وعلى إثر ذلك، عقد السوداني اجتماعاً مع كبار قادة الأجهزة الأمنية للاطلاع على مجريات الخطط الموضوعة لتأمين الانتخابات في بغداد والمحافظات.

وشدد السوداني على ضرورة حفظ الأمن والاستقرار وفقا للسياقات القانونية بمحاسبة كل من يعرقل إجراء الانتخابات.