انتهت زيارة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني إلى بغداد التي تشهد طقساً حاراً، وملفات ساخنة، وعاد إلى مقرّه في أربيل، حيث الإقليم الذي سيشهد انتخابات برلمانية.. لكن عينه بقت على الحنانة، حيث مقر زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر.
تجوّل بارزاني، داخل القصور الرئاسية في بغداد، وجلس إلى جانب الإطار التنسيقي على طاولة واحدة، كان رئيس تيار الحكمة الوطني، عمار الحكيم صاحبها، كما أن خميس الخنجر، أقام مأدبة غداء “سنيّة” حضرها سياسيو البيت السني على “شرف بارزاني”.
التفَّ سياسيو الشيعة حول بارزاني في بغداد، وغاب عنهم أبرز “أعمدة الإطار التنسيقي” صاحب العمامة البيضاء، والأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، الذي لم يلتقِ بارزاني وتعددت الروايات حول السبب الرئيس الذي عرقل لقاءهما.
لم يغب الصدر عن ذهن بارزاني، إذ كشفت مصادر سياسية أنه “حثّ على إعادة الصدر إلى العملية السياسية، وعدم تركه بعيداً عنها”، وهو ما لمّح إليه السياسي مشعان الجبوري، الذي يقول إن “صمت الصدر يخيف أكثر من كلامه، وغيابه يخوّف أكثر من حضوره”.
عندما جلس بارزاني إلى جانب قيادات الإطار التنسيقي في بغداد، نقل إليهم “رسالة” بأن “الحصار الأمريكي سيُفرَض على العراق إذا تعرضت مصالح واشنطن لاعتداءات”، حسب ما كشفه الجبوري، بعدما عاد من مأدبة الغداء.
حذّر بارزاني قيادات الشيعة من “توريط العراق في مشكلة قد لا يستطيع أن يتحمل عواقبها، إذا أوقفت واشنطن تدفق النقود إلى بغداد”، بحسب ما يروي الجبوري أيضاً.
ما أكد حديث الجبوري، هو علي تركي الجمالي، النائب عن كتلة الصادقون، حين كتب تغريدة تابعتها “إيشان”، وقال فيها: “مثير جدول أعمال الزيارة، إذا كانت زيارة وعدد من يلتقي بهم مسعود لكي يناقش معهم مشاكل الإقليم الكبيرة بحجم جدول الأعمال”.
وأضاف الجمالي: “إذا كانت رسالة، فهي لا تقل أهمية، لأن المبعوث يدل على أن الأيام المقبلة بدأت تقلق أمريكا وربيبتها، فأصبح لزاماً أن تستعين بصديق لإخراج جبهة العراق، أو على الأقل تهدئتها”.
هذه الزيارة البارزانية، غابت عن بغداد لست سنوات، وجاءت بعد ازدياد توتر الأوضاع في جنوب لبنان، وإمكانية نشوب صراع بين حزب الله وإسرائيل، حتى أعلنت المقاومة في العراق، بشكل صريح، أنها “ستستهدف مصالح أمريكا في العراق والمنطقة، إذا دعمت الكيان في حربه ضد لبنان”.
وقبل تصريح المقاومة الصريح، خرج الخزعلي في عيد الغدير مهنئاً، ومحذراً أمريكا من أن تمدّ يد العون إلى الكيان في حربه على لبنان، لأن “مصالحها ستكون مهددة في العراق والمنطقة”.
هذا التوتر الساخن في بغداد، وإمكانية اشتعال الصواريخ التي قد تُشعل معركة “عقوبات”، أمورٌ جعلت العاصمة أشد حرارةً من طقسها، لينتهي جدول أعمال زيارة بارزاني ويعود بطائرته إلى أربيل يوم أمس الخميس.
وفي الإقليم، ستُجرى انتخابات برلمانية كردية، عند الـ 20 من تشرين الأول المقبل، وفق ما أعلنت حكومة الإقليم في وقت سابق.
وكانت آخر انتخابات برلمانية أُقيمت في الإقليم، في 30 أيلول عام 2018، وتأجل موعد إجرائها أربع مرات متتالية، حتى ثبت على الموعد الجديد.
ويوم الأربعاء (3 تموز 2024)، أصدرت مفوضية الانتخابات بياناً قالت فيه، إن “موعد استلام قوائم المرشحين للتحالفات والأحزاب والمرشح الفرد ومرشحي المكونات الراغبة في المشاركة بانتخابات برلمان إقليم كردستان ابتداءً من يوم الخميس الموافق 4 تموز 2024 ولغاية يوم 15 تموز”.