اخر الاخبار

الإعمار توضح سبب نضوح المياه من مجسر الزعفرانية: أنبوب غير مُؤشَّر بالخريطة

أصدرت وزارة الإعمار والإسكان والبلديات العامة، اليوم الأحد، توضيحا...

الأديبان العراقيان حميد سعيد وإنعام كجه جي يفوزان بجوائز العويس الثقافية

  بارك الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق، اليوم الأحد،...

الإندبندنت: ترامب ألحق بصديقه إيلون ماسك ضرراً لا يمكن التعافي منه

    رأت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب...

لأول مرة في تاريخه.. العراق يستخدم المياه الجوفية لري خطة الزراعة الصيفية

أعلنت الموارد المائية، اليوم الأحد، أن المساحات المزروعة للخطة...

ذات صلة

بعد عقود من القلق.. إنقاذ جدارية ناظم رمزي في بغداد

شارك على مواقع التواصل

 

بعد عقود من القلق الذي لاحق جدارية “ابن سينا” تلك التحفة المعمارية التي وثقها ناظم رمزي وسط بغداد، بسبب الإهمال الذي رافق تاريخها وإرثها، فضلاً عن العبث بأجزاء منها، من دون تحرك الجهات المعنية.

وتعد جدارية العالم ابن سينا تحفة فنية لا تقدر بثمن وهي واحدة من أهم أربع جداريات على مستوى العراق، فضلاً عن أنها تمثل جزءاً أساسياً من هوية بغداد الفنية.

وما تزال الجدارية، قائمة في موقع مستشفى فيضي (ابن سينا سابقاً)، والتي نفذت في عام 1961، إلا أنها شهدت تساقط أجزاء على الأرض جراء العبث والإهمال.

تترقب تلك الجدارية، نقلها إلى بر الأمان، بعد موافقة المستثمر علي الزيدي الذي اشترى الأرض التي كانت وما زالت شاخصة بها تلك “التحفة المعمارية”، على وضعها في موقع يستحقها.

وبعد جهود عدد من المثقفين العراقيين، استجاب المستثمر الجديد بطريقة إيجابية، لطلبهم، وتم الاتفاق على نقلها إلى جانب آخر من المستشفى، والاحتفاء بها كإرث ثقافي، بعد إعادة ترميمها والحفاظ عليها.

وتعد هذه الجدارية، هي الأثر الوحيد المتبقي للرائد ناظم رمزي في العراق، والتي لم تلق اهتماماً جدياً من قبل وزارة الثقافة أو أي جهة أخرى تعنى بالثقافة والفن والتراث منذ سنوات.

أمّا ناظم رمزي (1928-2013) فهو من جيل الفنانين العراقيين المحدثين الذين أرسوا قواعد فنية ومهنية عالية في السلوك والعطاء والإبداع.

برحيله في صباح الثامن من أيلول 2013 في لندن، فقد العراق إنسانا وفنانا قلما يجود به الزمن مرتين؛ رجل جمع في شخصه العظمة والتواضع، نكران الذات والعطاء.

كانت لوحات رمزي الفوتوغرافية في بغداد حاضرة دائما، خاصة البورتريهات التي التقطها لوجوه الفلاحين والفلاحات والصيادين والباعة في الأسواق الشعبية والأطفال أين ما وجدوا، من جنوب العراق إلى شماله.

بابتسامة غامضة، أو نظرة متحدية، أو تساؤل لا يخلو من فضول، كانت هذه الموديلات التي التقطها في الأربعينيات أو الخمسينيات من القرن الماضي، تقف أمام عدسته بطواعية ورضا لا يخلو من فرح.

تهيأ لرمزي في سنوات طفولته وصباه أن يتعرف إلى الطبيعة العراقية وناسها في مختلف أنحاء العراق بحكم انتقاله مع والده الذي كان موظفا إداريا خلال السنوات 1934-1944.

أحب صيد الطيور وتعلم فنون صيدها، كما أحب البرية واقترب منها ومن ناسها حتى أصبح واحدا من أهلها، ومارس شتى ألعاب الصبية التي تمارس في الحارات.

كان كل من الفنانين فائق حسن وجواد سليم قد لاحظا طبيعة التصوير الفوتوغرافي الذي يمارسه ناظم رمزي، وحثاه على تصوير موضوعاته بحس إنشائي تعبيري.

كانت رغبته في التصوير تدفعه إلى السفر إلى مناطق عديدة في العراق ودائما بصحبة فنانين ومعماريين.

يعد ناظم رمزي أول مصور فوتوغرافي عراقي نقل الفوتوغراف من مجرد توثيق جمالي إلى فن تعبيري.

غادر رمزي بغداد إلى باريس (1964) ليمضي فيها سنتين، ذهب خلالها إلى براغ عند محمود صبري ومنها إلى أمكنة مختلفة للاطلاع على طرق الطباعة وتقنياتها. حين عاد إلى بغداد أسس مطبعته الخاصة ‘مطبعة رمزي’ بمساعدة صديقه مريوش فالح وأصحابه.

لم يكن لمطبعة رمزي دورها الرائد بنقل فن الطباعة في العراق إلى مستويات فنية مرموقة فقط، وإنما كانت أبوابها مشرعة أمام الفنانين من الأجيال اللاحقة أيضا الذين كانوا يترددون عليها ويعملون فيها وينفذون مشاريعهم التي يتطلب تصميمها وتنفيذها أداء راقيا.