في البيت الشيعي، يتمثل “الصراع الانتخابي” بين خندقين بارزين؛ الأول مقاطع، ويتزعمه مقتدى الصدر، والثاني مشارك، ويقوده زعماء الإطار التنسيقي، وإن كانوا بكتل حملت تسميَّات مختلفة.
بينما في البيت السياسي السني، فإن جميع الأطراف ستشارك في الانتخابات، والمعركة تشتّد بين أبرز طرفين، الأول تقدم، برئاسة محمد الحلبوسي، والثاني بـ “عزم وحسم”، بقيادة مثنى السامرائي، وجمال الكربولي، ورافع العيساوي.
المعركة بين الخندقين السنيين، لم تصل إلى حرق صور المرشّحين، بل ارتفعت إلى منصّات المؤتمرات الانتخابية،التي شهدت إطلاق أوصاف وشتائم بين المتخاصمين، أحدهما يصف الآخرين بـ “البعورة”، والثاني يصف الأول بـ “الزعطوط”.
محمد الحلبوسي، رئيس حزب تقدم، لم يكن يشتم خصومه حين يصعد على المنصّات الانتخابية، إلا أنه انتهج هذا الأسلوب بعد إنهاء عضويته من البرلمان، وبقيَ يذكر أسماء الخصوم، ويصفهم بـ “الإرهابيين والفاسدين”، قبل أن يذكر أسماء جمال الكربولي، ومشعان الجبوري، وصهيّب الراوي والبقية.
على الجانب المقابل، ظهر رئيس حزب الحل جمال الكربولي بين جماهيره، ضاحكاً ساخراً من الحلبوسي إلا أنه لم يذكر اسمه، وقال: “هناك حالة من الهيجان والرفس عند الزعطوط، وأريد أن أعطيه وصفة طبية لأنه يعاني من مرض اسمه متلازمة الكرابلة، وعلاجه يكون بالبدلة البرتقالية (في إشارة إلى اللون البرتقالي الذي يمثّل شعار حزب تقدم)”.
وكانت المحكمة الاتحادية، قد أصدرت قراراً بإنهاء عضوية محمد الحلبوسي من البرلمان، بسبب “التزوير والحنث باليمين”، بعد دعوى تقدّم بها ليث الدليمي.
وتشهد المناطق السنية، مؤتمرات انتخابية يعقدها الأطراف المتخاصمة، تقدم بزعامة الحلبوسي من جهة، وعزم وحسم بقيادة مثنى السامرائي، وجمال الكربولي، وثابت العباسي، من جهة أخرى.
وتتصاعد الاتهامات بين الأطراف السنية، إذ يرمي كل واحد منهم “الفساد” على الآخر، وبينما يعتبر الحلبوسي، الكربولي بأنه “سارق أموال جمعية الهلال الأحمر العراقي”، فإن الأخير يعدّ الأول “زعطوطاً، حاول أن يهيَّمن على القرار السني، بالفساد والسرقات”.
العناوين السياسية السنية المتواجدة في المشهد والتي تظهر في وسائل الاعلام غير مؤهلة لا على المستوى السياسي او الحضور الادبي هذا ما يقوله السياسي المستقل علي البيدر.
ويؤكد البيدر في حديث لـ “إيشان”، إن هذه العناوين لا تمتلك ثقافة حضارية للجدال أو الحوار”، مبيناً أن “طرح وجهات النظر المتشجنة دائما تعد دليلاً على غياب المعرفة السياسية”.
ويشير إلى أن “الافتقار للمعرفة يجعل بعض السياسيين يقفزون لطرح مفردات لا تليق بالإعلام”، مؤكداً أن “الخلاف بين الاطراف السنية يمثل خلافاً مصلحياً بعيداً عن الواقع السني”.
ويضيف، أن “بعض الجهات السنية تحاول الحصول على مساحة أكبر بإدارة المحافظات السنية، وكل طرف يسعى إلى تصدر محافظة بهدف استثمارها سياسيا والاستفادة من المشاريع التي تطلق أحياناً في بعد المناطق”.
ولذلك، يؤشر البيدر، وجود شراسة في المنافسة بين المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات، وحالة من الاستقتال على الفوز بمقعد قد يؤهل المرشحون إلى الدخول لمجلس النواب”.