على الرغم من استمرار التوغل التركي في محافظة دهوك بإقليم كردستان، إلا أن بغداد استقبلت وفداً من أنقرة لبحث ملف المياه.
وشهدت قرى ومناطق كردية محاذية لتركيا، نزوح عشرات الأسر، جراء العمليات التي تجريها أنقرة في دهوك ضد حزب العمال الكردستاني.
وقبل أيام، أقدمت السلطات التركية، على إطلاق عملية اجتاحت فيها عدداً من مناطق دهوك، ونصبت نقاطاً أمنية، الأمر الذي أهمل من بغداد وأربيل.
وقال مراسل منصة “إيشان“، إن عشرات الأسر نزحت من المناطق الحدودية والمحاذية مع تركيا، جراء توغل قواتها داخل الأراضي العراقية في دهوك“.
وتزامناً مع استمرار التوغل التركي، استقبلت العاصمة بغداد، وفداً من أنقرة، لبحث الملفات المتعلقة بالمياه، لا سيما المذكرات التي وقعها اردوغان خلال زيارته إلى العراق في نيسان الماضي.
وترأس وزير الموارد المائية، عون ذياب الوفد العراقي المشارك بالاجتماع الثاني للجنة الدائمة المشتركة بين العراق وتركيا في بغداد لتطوير التعاون بين البلدين بشأن ملف المياه، فيما ترأس وكيل وزير الخارجية التركي بيريس أكنجي الجانب التركي، بحضور وكيل الوزارة الفني حسين عبد الأمير بكه ومستشار لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية وعدد من المدراء العامين في الوزارة والوزارات ذات العلاقة من الجانبين“.
وبحسب بيان للموارد المائية، أعرب الوزير عن “سعادته بعقد هكذا لقاءات في ضوء ما تحقق خلال الزيارة التأريخية لرئيس الجمهورية رجب طيب أوردغان للعراق“، مضيفا، إن “هذا الاجتماع تم خلاله مناقشة العديد من النقاط التي وجدت ضمن الاتفاقية الإطارية التي وقعت بين دولة رئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية التركي والتي أسست لفتح علاقة جديدة مع الجانب التركي، وأعطت افق واضحة لطبيعة هذه العلاقة وفسح المجال للشركات التركية وبما تملكه من تقانات حديثة لتنفيذ العديد من مشاريع البنى التحتية للإرواء ومشاريع تنقية مياه الصرف الصحي والشرب والأغراض الزراعية“.
وتابع، أن “اللجنة مكونة من عدة وزارات قطاعية الساندة والمستهلكة للمياه للشروع بخطوات عملية في الميدان لتكون بداية موفقة للنهوض بقطاع الموارد المائية في البلاد وفقا لتوجهات الحكومة العراقية للتحول بشكل كامل من الري التقليدي الى الري الحديثة واستخدام تقانات تحلية مياه المبازل واستدامة الموارد المائية وإنشاء سدود حصاد المياه في عموم محافظات البلاد“.
وأشار الوزير ذياب الى “ضرورة التعاون المباشر مع الجانب التركي في تنفيذ مشاريع الإرواء التي تنعكس بشكل إيجابي على قطاع الموارد المائية وتطوير طرق استخدام المياه بالشكل الأمثل واحداث نقلة نوعية في مجال إدارة الموارد المائية كون غالبية المشاريع سواء في مجال سدود الحصاد أو الإرواء مكتملة التصاميم وتسعى الوزارة للإسراع بتنفيذها وبالأخص مشاريع جنوب العراق التي تعاني من شحة في وارداتها المائية“.
كما استعرض الاجتماع “الموقف المائي والتحديات التي تواجه نهري دجلة والفرات في ضوء ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة التبخر وقلة الواردات المائية والحاجة للخطوات الجادة والعملية ودعم الجانب التركي للعراق لتجاوز الأزمة الحالية بالحصول على حصة كافية من مياه نهري دجلة والفرات“.
ووفقا للبيان، أبدت وكيل وزير الخارجية “اهتماما كبيرا لتنفيذ ما تم طرحه ومعالجة المعوقات وديمومة هكذا لقاءات لتحقيق تطور في ملف المياه من خلال الاستثمار والاستفادة من خبرات الشركات التركية، وتكثيف اللقاءات عن بعد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لإدامة التواصل وتنفيذ ما يطرح خلال الاجتماعات وتحويله لواقع عملي“.
