اخر الاخبار

دوري نجوم العراق: أربع مباريات حاسمة في الجولة 29 اليوم

تختتم اليوم السبت، مواجهات الجولة 29 لدوري نجوم العراق...

“أكسيوس”: ممثلو طهران وواشنطن أجروا محادثات غير مباشرة في عمان

أفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن ممثلين عن الولايات المتحدة...

“السبت السني”.. طبولٌ تقرع من الموصل حتى بغداد!

لم يتبقَ الكثير على جلسة انتخاب "خليفة الحلبوسي" الذي...

عناصر أمن مطار بغداد “بلا رواتب”.. الحكومة تترك أفغانياً يتحكم بمصير ألف أسرة عراقية

ناشد عدد من الموظفين العراقيين العاملين ضمن شركة "بزنس...

ذات صلة

تفاهم بغداد ـ أنقرة: لا تنفيذ دون تحييد العمال الكردستاني

شارك على مواقع التواصل

لا يبدو التفاؤل منطقياً بشأن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى بغداد، بل أنها تضع العراق أمام تحديات حقيقية فيما يتعلق بالتعامل مع حزب “العمال الكردستاني” المتحالف أصلاً مع قوى سياسية نافذة في الوضع السياسي العراقي، وكذلك مع جهات كردية عراقية وإقليمية، خصوصاً وأن كل ما ذكره أردوغان من علاقة طيبة مع بلاد الرافدين رهنهُ بتحييد “العمال”.

ووقع العراق، الاثنين، مع تركيا 26 اتفاقية ومذكرة في شتى المجالات، ويمكن تلخيصها بالآتي: “اتفاق الإطار الإستراتيجي، ومذكرة اتفاق إطاري للتعاون في مجال المياه، وتفاهم مشروع طريق التنمية، بين وزارة النقل ووزارة النقل والبنى التحتية التركية، وتفاهم حول تشكيل لجنة تجارية اقتصادية مشتركة (JETCO)، واتفاقية تشجيع وحماية وتبادل الاستثمارات، وتفاهم بين اتحاد الغرف التجارية العراقية، وتفاهم للتعاون الفني والعلمي والاقتصادي في مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة”.

بالإضافة إلى “تفاهم في مجال التدريب العسكري، بشأن التدريب والتعاون في مجال الصحة العسكرية، والتعاون الإستراتيجي بين هيئة التصنيع الحربي، وتفاهم مع معهد الخدمة الخارجية ومعهد الدراسات الإستراتيجي التركي، وفي مجال الشباب والرياضة، والعلوم الصحية والطبية، والبحث العلمي والتكنولوجي، والتعاون في المجال التربوي، وفي مجال التعاون السياحي، والتشغيل والضمان الاجتماعي، والوثائق والأرشيف الحكومي، وفي مجال أمن المنتجات والحواجز الفنية أمام التجارة، ومع ديوان الوقف السني، والتعاون على التدريب القضائي، والإعلام والاتصالات”.

كل هذه التفاهمات، تبقى تفاهمات إلى حين أن يبدي العراق جديته من التطلعات التركية، ويبدو أن أولها وآخرها مرتبط بالعمال الكردستاني، وقال أردوغان صراحة، إن “حزب العمال الكردستاني يهدد استقرار العراق، وإن إزالته من مصلحة بغداد”، مبيناً أن “من الضروري بالنسبة لرؤية العراق التنموية وأمن الاستثمارات الدولية أن تُردم حفر الإرهاب”.

ولم يعلق السوداني على هذه الجزئية، لكنه تحدث بطريقة عامة عن إمكانيات الاستفادة وتحقيق مكاسب مشتركة من خلال توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع تركيا، معتبراً أن “الاتفاقات من شأنها تحديث منظومات الري، التي سيلمس أهميتها العراقيون خلال 10 سنوات”. ثم راح السوداني لرعاية مراسم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات.

في السياق، قال أستاذ الفكر السياسي المساعد في كلية العلوم السياسية بجامعة الكوفة، إياد العنبر، إن “إمكانية تطبيق وتحويل مذكرات التفاهم مع تركيا إلى اتفاقيات تعتمد علي الإرادة عبر معاهدات مشتركة”، مبيناً لـ”إيشان” أن “الملف الأهم الذي يحتاج أن يتحول إلى اتفاقية، هو الملف الأمني، من أجل حل مشكلة التدخل التركي ومعالجة مشكلة تواجد حزب العمال الكردستاني”.

وأضاف العنبر، أن “قضية المياه تحتاج إلى معاهدة وليس اتفاقا مبدئيا، وأن تكون المعاهدة سارية المفعول مع الحكومات القادمة”، مستكملاً حديثه أن “مذكرات التفاهم تبقى في حدود معينة قد تتطور وقد لا تتطور، وبحسب الإمكانية، وتتوقف بالنهاية على الإرادة السياسية لكلا البلدين على توثيق التعاون المشترك في إطار اتفاقيات واضحة وصريحة”.

الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، ذكر في بيان، أن “العراق يرفض أن تكون الأراضي العراقية منطلقا للاعتداء أو تهديد دول الجوار، كما نرفض أي اعتداء أو انتهاك تتعرض له المدن العراقية”. لكن على أرض الواقع، يواصل العمال نشاطهم في أعالي شمال العراق، بالإضافة إلى سنجار والقريبة من مدينة السليمانية، بالمقابل، لا يهدأ الطيران التركي من ضرب معاقل العمال.

وبحسب مصادر صحافية تركية، فإن “أنقرة تعتزم شن عملية عسكرية جديدة ضد العمال الكردستاني، الذين يتحالفون مع قوى مسلحة أخرى، تتمثل بالفصائل المسلحة القريبة من إيران”، مؤكدة لـ”إيشان” أن “العملية الجديدة جاءت بالتفاهم والتنسيق مع حكومة إقليم كردستان، دون موافقة السليمانية”.

من جهته، أشار الخبير الأمني عبد الكريم العبيدي، إلى أن “زيارة أردوغان تعتبر مهمة بالنسبة للعراق، وأن الحكومة الحالية تتعامل على أساس مصلحة البلاد، أما بالنسبة للعلاقات مع بعض الفصائل أو الميليشيات فإن الدولة لديها نظام وبرنامج لتحديد وتحييد هذه العلاقات، إذ ليس من المنطقي أن تضع جماعة أو حزب مصلحتها فوق مصلحة البلاد”، معتبرا في حديثٍ مع “إيشان” أن “ملف العمال الكردستاني معقد، ويحتاج إلى فترة زمنية قد تكون طويلة”.

وينتشر “العمال الكردستاني” في مناطق متفرقة من إقليم كردستان العراق، إلى جانب مناطق غرب نينوى، أبرزها سوران وسيدكان وقنديل وزاخو والزاب والعمادية وحفتانين، وكاني ماسي، إلى جانب مخمور وسنجار.

وأطلقت أنقرة رسمياً في منتصف عام 2021، عمليات عسكرية برية وجوية تستهدف مقرات وعناصر “العمال” في الشمال العراقي، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، وتقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا. ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية، أدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي “العمال الكردستاني”، وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة له.