لم يعلق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على ما يصفه مراقبون عراقيون بـ”الهزة الأقوى” التي تعرض لها التحالف الشيعي الحاكم منذ عام 2003، لكن مراقبين رجحوا أن يكون أحد أكبر المستفيدين منها.
وتعصف أزمتان بـ”الإطار التنسيقي” منذ أسابيع، بدأت بتطورات مفاجئة في “سرقة القرن”، وامتدت إلى مزاعم باكتشاف “شبكة تنصت” داخل مكتب رئيس الحكومة محمد شياع السوداني.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، أن قوى الإطار التنسيقي تسعى إلى تلافي ارتدادات محتملة على النظام السياسي، بعد أن أطلق زعيم ائتلاف دولة القانون تحذيرات من انهيار النظام لو تصدع القضاء في العراق.
ونقلت عن مصادر سياسية مقربة من قادة في الإطار التنسيقي، قولها إن جزءاً من المخاوف الشيعية يتعلق أيضاً بالمكاسب المجانية التي يجنيها الصدر من الوضع القائم.
ومنذ انسحابه من العملية السياسية، وإلزام نوابه بتقديم الاستقالة من البرلمان، لم يوفر الصدر أي فرصة لاتهام خصومه في الإطار التنسيقي بأنهم “مجموعة فاسدين”.
وقبل نحو أسبوعين، دعا الصدر إلى “مظاهرة مليونية دعماً لغزة، على ألا يشارك فيها الفاسدون”، في إشارة إلى أنصار “الإطار التنسيقي”.
ويخشى قادة في “الإطار التنسيقي” أن يجني الصدر ثمار انسحابه من العملية السياسية، خصوصاً مع التلميحات القوية بأنه سيعود إلى المشهد من باب الانتخابات المقبلة، سواء مبكرة أو في موعدها، وفق الصحيفة.
ويحافظ الصدر على الصمت المطبق بشأن الانتخابات، ولم يعلن تياره بشكل رسمي حتى الآن الموقف من الاقتراع النيابي المزمع إجراؤه العام المقبل.
لكن المتحدثين النشطين باسم التيار الصدري، لم يعلنوا معارضتهم للمشاركة. وقال القيادي السابق في التيار الصدري، بهاء الأعرجي، في مقابلة تلفزيونية، إن “التيار الصدري سيشارك في الانتخابات، من المحتمل أن يتحالف مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فضلاً عن الزعيم الكردي مسعود بارزاني”.
يقول التقرير، فرضيات لا حصر لها تنشط في الفضاء السياسي العراقي، ويروج لها محللون ومراقبون، تذهب إلى أن ما “باتت تسمى شبكة التنصت هبة من السماء لقادة (الإطار التنسيقي) لضرب الحكومة”، فإن المفاجآت التي فجّرها رئيس هيئة النزاهة بشأن “تستر قضاة عراقيين على سرقة القرن”، وازن الكفة لصالح السوداني.
وبات المتهم بـ”سرقة القرن”، نور زهير، مطارداً بمذكرة قبض أصدرتها محكمة الفساد العراقية، بعدما ألغت الكفالة المشروطة التي مُنحت له لاسترداد صكوك الأمانات الضريبية.