حذر أوميد عقراوي، عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، من تمادي مسلحي “حزب العمال الكردستاني” ومحاولاتهم فرض أجنداتهم التوسعية على إقليم كردستان العراق.
ونقل تقرير نشرته صحيفة “العربي الجديد”، عن عقراوي قوله إن “قوات البشمركة تتحرك في مناطق الإقليم ضمن واجباتها الأمنية، ونصب نقاطها العسكرية يتم وفق ذلك، وهي بالنهاية في أراضيها، وحزب العمال هو الدخيل على هذه الأراضي لا العكس”، معتبراً أن مسلحي الحزب “يحاولون إبقاء الأراضي الحدودية والقريبة من تركيا ساحة تحت نفوذهم فقط”.
ويأتي ذلك إثر تبني “العمال الكردستاني” مسؤوليته عن تنفيذ هجومين بالطائرات المسيّرة استهدفا قوات البشمركة في محافظة دهوك شمالي العراق، في خطوة تؤشر إلى محاولة مسلحي العمال فرض أجنداتهم بالقوة، فيما حذر مجلس أمن إقليم كردستان العراق من محاولات لاستهداف أمن الإقليم.
وعبّر حزب العمال الكردستاني في وقت سابق عن رفضه استحداث نقاط عسكرية للبشمركة “تقطع طريق عناصر الحزب”، عادّاً ذلك مبرراً لمهاجمتها، علماً أن الهجومين اللذين نفذهما الاثنين والثلاثاء الماضيين سبّبا إصابة 5 من عناصر البشمركة.
وشدد عقراوي على أنه “من غير المقبول أن تفرض قوات محظورة في العراق (العمال الكردستاني) أجندتها العسكرية والتوسعية على البلاد، وتمنع تحركات البشمركة في دهوك وتواجه الجيش العراقي في سنجار وغيرها”، مؤكداً أن “تلك القوات المحظورة لا تريد وجود أي قوات نظامية في مناطق وجودها”. وحمّل حكومة بغداد مسؤولية “تمادي تلك القوات وسعيها للتوسع والانتشار العسكري في مناطق الإقليم”.
ووفقاً لبيان لحزب العمال الكردستاني، فإن عناصره نفذوا الهجمات بـ”حساسية عالية وعلى نطاق محدود”، مبيناً أن “الهجمات تهدف إلى منع محاولة إغلاق الطريق الحيوي الذي يربط بين منطقة الزاب وجبل كارة”، وهما من المواقع الجبلية الوعرة التي يتخذها مقاتلو حزب العمال الكردستاني قواعد لهم في عملياتهم ضد الجيش التركي.
وأوضح أن “إحدى النقطتين المستهدفتين تقع في منطقة سبق أن شهدت مقتل اثنين من عناصر حزب العمال الكردستاني خلال اشتباكات مسلحة في وقت سابق مع الجيش التركي”، مضيفاً أن “قوات البشمركة كانت قد شرعت أخيراً في بناء قواعد ونقاط عسكرية في الموقع نفسه”، وهو ما اعتبره الحزب “تصعيداً خطيراً وتهديداً استراتيجياً مباشراً لمواقع وجوده في المنطقة”.
وأشار البيان إلى أن “هذه التحركات تأتي في سياق الحصار العسكري المفروض” على عناصر العمال الكردستاني من الجيش التركي، الذي يواصل منذ سنوات تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق داخل الأراضي العراقية، مستهدفاً مواقع الحزب في مناطق متعددة من إقليم كردستان.
مجلس أمن إقليم كردستان العراق رد على تصريحات الحزب، بأن قوات البشمركة “مستعدة لمقاومة أي مؤامرة وهجوم للعدو”. وقال في بيان له مساء أمس الخميس، إنه “في وقت يجري العمل فيه على عملية السلام في شمال كردستان، وانعقاد مؤتمر وحدة الموقف الكردي في غرب كردستان، وتشارف مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة على الاكتمال، تحاول بعض الأحزاب والجماعات تعطيل عملية السلام والاستقرار في المنطقة”. وأضاف “نحن إذ ندين هذه الهجمات الإرهابية، نحذر كافة الجماعات والأطراف التي تستهدف أمن الإقليم”، مشدداً على أن “قوات البشمركة وقوات الأمن الداخلي جاهزة للرد بالشكل المناسب على أي هجوم معاد”.