اعتبرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن القتال بين جبهة المقاومة في لبنان والكيان فرض على الأول نوعين من الحياة: مواطنون أثرياء يحتفلون في الشمال، وآخرون يحتمون من سقوط الصواريخ في الجنوب.
ورأى تقرير للصحيفة أن “القتال مع إسرائيل دمَّر جزءًا من البلاد، وأبقى على الجزء الآخر، لكن الانقسام قد لا يصمُد”.
أعنف قتال منذ عقدين
وبحسب التقرير: “انطلقت الألعاب النارية فوق منتجع جبلي يقع على بعد نحو 50 ميلًا شمال الحدود مع إسرائيل، وتألقت انعكاساتها في حوض السباحة، بينما كان الشباب يطلبون خدمة المشروب ويدخنون السيجار”.
وعلى جرف منحدر قريب يمتلئ ملهى ليلي باللبنانيين الأثرياء الذين يرقصون على أنغام الموسيقى العميقة، ويشربون الكوكتيلات على طاولات تبلغ تكلفة حجزها 100 دولار.
وعلى الجانب الآخر، تشهد مناطق الجنوب أعنف قتال منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، حيث “استشهد” أكثر من 500 شخص، معظمهم من مقاتلي حزب الله، ويقول سكان الجنوب أن الحرب قد اندلعت بالفعل، حسب ما تروي الصحيفة.
أخبار ذات علاقة
قال حافظ مصطفى، وهو مزارع يبلغ من العمر 47 عامًا يعيش مع عائلته حاليًّا في ملجأ في مدينة صور بعد أن فروا من قريتهم الحدودية: “يبدو الأمر كما لو أن الحرب قسمت السكان إلى قسمين، وأن سكان الجنوب فقط هم من يدفعون الثمن”.
وأشار التقرير إلى أن لبنان كان أمة منقسمة منذ فترة طويلة، حيث انقسم سكانها البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة بين عدد كبير من الأديان والطوائف التي تنحرف من صراع عنيف وأزمة سياسية إلى أخرى تمتد إلى حرب أهلية استمرت 15 عامًا في السبعينيات والثمانينيات.
ولسنوات عديدة، كانت البلاد تحت سيطرة حكومة تصريف أعمال ضعيفة تكافح من أجل توفير الخدمات الأساسية، مثل: الكهرباء، ناهيك عن توحيد السكان أو الدفاع عنهم.
ولفت التقرير بحسب كريستيان تاوتل، مدير قسم التاريخ في جامعة القديس يوسف في بيروت، إلى أن “المشكلة الرئيسة في تظل هي حقيقة عدم وجود دولة مركزية قوية”.
وأكد تقرير الصحيفة أن “حزب الله منذ أن نشأ في الثمانينيات لمواجهة إسرائيل في لبنان، تطور ليصبح القوة الأفضل تسليحًا في البلاد، متجاوزًا الجيش الوطني، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الدعم الإيراني”.
وباعتباره حزبًا قانونيًّا، فهو أيضًا قوة سياسية مهيمنة، ويقدم خدمات اجتماعية لناخبيه، ما يكشف غياب الحكومة المركزية. فهو يسيطر على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك إلى حد كبير ميناء بيروت ذو الأهمية الاقتصادية.
وأردف التقرير بأن “الأغلبية، في المناطق الشيعية، تعتقد أن الدولة الوحيدة التي يمكنها حمايتهم هي دولة حزب الله بفعل وجود حكومة، غالبًا ما تكون لتصريف الأعمال، ومركزية ضعيفة”.