“نجمة أطفأتها يد الوحش”، بهذه الكلمات التي تنبأت بمصيرها، رحلت الشاعرة الإيرانية الشابة بارنيا عباسي (مواليد 2002)، إثر قصف إسرائيلي استهدف حي “ستارخان” وسط العاصمة طهران، مساء أمس. الهجوم، الذي وُصف بـ”الهمجي”، أدى إلى مقتل عباسي مع أفراد من عائلتها، في واحد من أكثر المشاهد إيلاماً في التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران.
بارنيا، التي لم تبلغ بعد عامها الثالث والعشرين، كانت صوتاً شعرياً يافعاً يتلمّس طريقه وسط ظلال الحرب. في مقابلة سابقة لها، تحدثت عن علاقتها بالشعر قائلة:
“أنظر إلى كلّ شيء في حياتي بطريقة تجعلني أكتب عنه… التعبير عن الشعور الذي ينتابني في لحظة ما، يأتي الشعر ويمنحني السلام… حين أقرأ قصائدي على نفسي، أشعر وكأن تلك المشاعر عادت إلى داخلي مرة أخرى، وهذا له معنى عميق بالنسبة لي”.
ولم تكن قصائدها سوى انعكاس لحساسية مفرطة تجاه الحياة والموت والغياب، كما في قصيدتها “نجمة صامتة”، التي جاء فيها:
“بكيتُ من أجل الاثنين معاً.
بكيتُ من أجلي
وبكيت من أجلك.
أنت تنفثُ نجوم دموعي في سمائكِ…
وحين تنتهي لعبة الظلال في مكان ما، ننتهي أنا وأنت،
وأجملُ قصيدة في العالم تُصبح صامتة.”
ورغم أنها لم تنشر الكثير من أعمالها، فإن ما وصل من صوتها بات الآن شهادة على جيل إيراني شاب، يعيش بين القصيدة والصاروخ، ويكتب حياته على شفير الحريق