تستأنف الولايات المتحدة وإيران، اليوم السبت، المحادثات بشأن البرنامج النووي لطهران، بعد أسبوع على جولة أولى وصفها الجانبان بأنها “بنّاءة”.
وصباح السبت، توجّه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والوفد المرافق إلى موقع المحادثات في روما.
وقبلها، التقى عراقجي قبيل مشاركته في جولة المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، بنظيره الإيطالي، أنتونيو تاياني وبحثا معاً التطوّرات الدولية والعلاقات الثنائية، حسب الإعلام الإيراني.
وأعلن مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، السبت، أن ثمة “تناقضات كبيرة في مواقف أميركا تجاه المفاوضات”.
وأضاف أن “أمريكا رفعت سقف مطالبها بشكل كبير ومفاجئ بعد الجولة الأولى”.
من جانبه أفاد رئيس تحرير صحيفة “طهران تايمز” الإيرانية، بأن الجولة الحالية من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في روما “قد تمتد لأيام عدة”.
وقال محمد صرفي، رئيس تحرير الصحيفة الذي يتواجد حالياً في روما في تدوينة عبر منصة “إكس”: “قد تبقى الوفود الإيرانية والأمريكية في روما لعدة أيام بهدف تكثيف المفاوضات ومتابعة الملفات العالقة بشكل أكثر تفصيلاً”، في إشارة إلى احتمالية تواصل اللقاءات، سواء بشكل غير مباشر أم بوساطة عُمانية.
وتستضيف روما المحادثات التي يشارك فيها وزير الخارجية الإيراني عراقجي والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وتتوسط فيها سلطنة عُمان، وهو ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018.
وسيتولى وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، كما في الجولة الأولى، “مهمة نقل الرسائل بين الوفدين الإيراني والأميركي. وكما في الجولة السابقة، يرافق الوزير الإيراني كل من مساعديه السياسيين القانونيين، مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي.
وقبيل انطلاق المفاوضات، قال المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي إن الوفد المفاوض في روما يتمتع بصلاحيات كاملة للتوصل لاتفاق شامل، مشدداً بالقول: “نريد اتفاقا نوويا شاملا يرتكز على ضمانات ومبادئ الجدية”.
وقال إن طهران تهدف إلى اتفاق يرفع العقوبات و”ليس نموذج ليبيا كما تريد إسرائيل”، بحسب تعبيره، مضيفا: “لن يكون هناك اتفاق مع أميركا إلا بوقف التهديدات واحتواء إسرائيل”، مشدداً على أن الوفد ذهب إلى روما من أجل اتفاق متوازن وليس الاستسلام.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن بعيد ثورة إيران عام 1979، وتأتي الجهود الدبلوماسية الأخيرة بعد أن اعتبر ترامب الملف النووي الإيراني أولوية عقب عودته إلى الرئاسة في يناير (كانون الثاني).
واستأنف ترامب سياسة “الضغوط القصوى” عبر فرض عقوبات على إيران، وبعث في مارس (آذار) رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يدعو فيها إلى عقد محادثات نووية، مهدداً بتنفيذ عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.
