حظيت الطالبة الكفيفة، أنوار شعلان قاسم، على تفاعل كبير بوسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن انتشرت قصة كفاحها ومثابرتها من أجل أن تبقى متفوقة في دراستها الأكاديمية، رغم ما تعانيه من عمى ولادي.
“إيشان” تتبعت قصة نضال هذه الطالبة التي خرجت من قرى قضاء الشطرة (330 كم جنوب بغداد)، لتتحول إلى أيقونة علمية وثقافية، وقدوة لكل زميلاتها في كلية التربية للبنات في جامعة الشطرة.
في بيت متواضع، بحي الزهراء الثاني، ولدت أنوار شعلان، وهي من مواليد 2000، لتكتشف أسرتها أنها “كفيفة البصر”، لكنهم قابلوا هذا الأمر بـ”بحمد الله والثناء على ما أعطى، حيث اعتبروها نعمة لا نقمة، وبدلا عن ذلك أطلقنا عليها أسم أنوار”، كما يقول والدها شعلان في حوار أجرته معه منصة “إيشان”.
ويضيف والدها “راجعنا الأطباء المختصين، فأبلغونا أن أنوار، تعاني من ضمور العصب البصري وتلف الشبكتين، وهذا الأمر يعني أن طفلتنا ستعيش حياتنا بصيرة، ولا حل لذلك”.
وتابع “تحولت أنوار، إلى أهم فرد في الأسرة، حظيت بكل الحب والاهتمام، من جميع أفراد الأسرة، لتنمو في ظل أسرة لم تشعرها بالنقص يوماً، ولذلك عاشت أنوار بيننا وكأنها ترانا ونراها”.
“في الابتدائية حظيت بكل الحب والدعم من الكوادر التعليمية، وتوفقت في دراستها، وحتى وصولها إلى الصف السادس الإعدادي حيث اختارت الفرع الأدبي، بقيت أنوار متفوقة في امتحاناتها، وتحظى بحب ودعم ومساعدة منقطعة النظير، من صديقاتها والكادر التدريسي، لتحقق معدل نجاح 99، وهو ما أهلها لأن تدخل أعلى الكليات الأدبية، لكنها أختار التخصص باللغة العربية التي تعشقها”، يقول والدة طالبة جامعة الشطرة الكفيفة.
ولفت والد أنوار، إلى أن “ابنته لم تتأخر يوماً عن دوامها الجامعي، كانت عاشقة لكلية اللغة العربية واختصاصها، وملتزمة بجميع واجباتها، وكانت بمساعدة أسرتها تنجز جميع واجباتها المنزلية بنفس اليوم، دون ملل دون تذمر، ودون أي عقد، مضت أنوار في حياتها”.
قصة طالبة جامعة الشطرة المكفوفة، أطلقها لفضاء التواصل الاجتماعي، رئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية للبنات بجامعة الشطرة، الدكتور حازم هاشم، والذي نشر صورة تجمعه بالطالبة أنوار، متحدثاً عن هذه الأيقونة الجنوبية.
يصف الدكتور هاشم، الطالبة أنوار قائلاً، “هذه الطالبة هي الأولى على دفعتها في قسمنا لأربع سنوات، تقطع عروضيا بشكل مذهل دون ورقة، وتعرب ألفية ابن مالك بلا ورقة وقلم وتحفظ كل الشواهد النحوية ومعلقات أربع”.
وأضاف “تناقشك في كل المذاهب الأدبية والنقدية دون ورقة ولا قلم، ولا ضوء ولا نور سوى نور قلبها”.
وقال “إنها طالبتي الكفيفة أنوار شعلان التي ولدت بلا حاسة البصر، وكانت الأولى على الفرع الأدبي في العراق، قبل أربع سنوات، والتي أنهت اليوم امتحانها في البكالوريوس، وأصرت أن تلتقط صورة معي لن تراها بعيونها، لكنها حتما رأتها بقلبها”.
وأشار إلى دور أسرتها، “فتاة من قرى الشطرة وقف أبوها معها مذ ولدت وإلى الآن يأخذها ويرجعها بيده طوال اثنتين وعشرين سنة، وتلك قصة عراقية تليق بالعراق”.
وفي ختام حديثنا، طلب منا السيد شعلان قاسم والد الطالبة الكفيفة، أن “يوصل الإعلام رسالة إلى وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نعيم العبودي، المعروف بتعامله الإنساني مع أبنائه الطلبة، لتخصيص درجة وظيفية لابنته لتحقق حلمها بأن تصبح معيدة في كلية الآداب قسم اللغة العربية، وأن تكمل دراساتها العليا، فتحقق بذلك أمل الأسرة، بأن تحقق أبنتهم التي تعبت كل هذه العمر وتحملت كل تلك المشقة من أجل مكانة علمية مرموقة”.