اخر الاخبار

أين كانوا “إخوة زينب” حين دخل الجولاني دمشق؟ فيحان يوضح

أكد عدنان فيحان، محافظ بابل والقيادي في حركة "الصادقون"،...

لهيب تموز يفرض عطلة في 3 محافظات جنوبية

أعلنت ثلاث محافظات، اليوم الأربعاء، تعطيل الدوام الرسمي ليوم...

حزب الله بشأن قصف دمشق: الكيان لا يحترم عهداً ولا يلتزم باتفاق

أعرب حزب الله اللبناني عن إدانته للعدوان الإسرائيلي على...

تواقيع نيابية تطارد لمى الموسوي.. ماذا عن قرار سحب يدها؟

تشهد أروقة وزارة التجارة العراقية حالة من الجدل المتصاعد...

ذات صلة

حرب الـ12 يوماً تعصف بمواسم السفر والسياحة في العراق

شارك على مواقع التواصل

فجر يوم الجمعة، الثالث عشر من حزيران الحالي، وصلت آخر رسالة على هاتف مازن من صديقه المقرب، يذكّره بإحضار جواز سفره. كانا يخططان للسفر إلى مدينة عبادان الإيرانية، القريبة من الحدود العراقية، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع. غير أن الرسالة التالية، التي وصلته في الصباح ولم يفتحها إلا لاحقًا، كانت قصيرة وصادمة: “إيران تعرضت للقصف”.

بهذه الجملة اختُزلت بداية ما بات يُعرف بـ”حرب الـ12 يوماً”، وهي جولة عسكرية مفاجئة بدأت بهجوم إسرائيلي واسع ضد أهداف داخل إيران، قابلته الأخيرة برد صاروخي لم يكن في الحسبان، امتد ليشل الحركة الجوية في إيران، والعراق، وأجزاء من دول الجوار. لم تكن هذه الحرب صدامًا اعتياديًا، بل أثّرت بشكل مباشر على حياة المدنيين، وأربكت حسابات المسافرين والسياح، ودفعت بالآلاف إلى إلغاء خططهم أو تعديلها قسرًا.

أزهر، شاب عراقي آخر، لم يُمضِ سوى ثلاثة أيام في مدينة قم الإيرانية، قبل أن تتغير خطته بالكامل مع بدء التصعيد العسكري. يقول لمنصة “إيشان”: “حين اندلعت الحرب لم أشعر برغبة في مواصلة السفر. لا متعة في أن تعيش منفصلًا عن الجو العام للبلاد التي تزورها”.

ويضيف: “نعم، كانت الحياة تبدو طبيعية في قم، المزارات مفتوحة والناس يمارسون حياتهم اليومية، لكن ثمة شعور داخلي بعدم الراحة. لم يكن من الأخلاقي أن أعيش وكأن شيئًا لم يحدث، بينما المنطقة تغلي”.

بعد يومين من اندلاع الحرب، قرر أزهر المغادرة. استقل وسيلة نقل برية من طهران إلى منفذ الشلامجة الحدودي، في رحلة استغرقت 17 ساعة، ليغادر بعدها الأراضي الإيرانية باتجاه العراق.

في الداخل العراقي، تأثرت البلاد بشكل مباشر. توقفت الرحلات الجوية طيلة أيام الحرب، وأُلغيت الحجوزات، وعاد بعض المسافرين العراقيين برًا عبر الحدود، بينما اضطر آخرون للوصول إلى الكويت ومن هناك عبروا إلى العراق بوسائل نقل أرضية.

أما بالنسبة لأولئك الذين كانوا ينوون السفر، فقد فضّلوا التراجع. حمزة جبار، أحد سكان الناصرية، كان يخطط مع أصدقائه لقضاء عشرة أيام في لبنان، قبيل حلول شهر محرم، لكن الأحداث ألغت خطتهم: “توقفت الحرب الآن، لكن لا نية لدينا بالسفر، الأوضاع غير مطمئنة، كما أن محرم على الأبواب، ونفضل عيش أجوائه في بلادنا”.

الكساد يطال الأسواق

الحرب لم تؤثر فقط على المسافرين، بل امتد تأثيرها ليطال الأسواق المحلية، خصوصًا تلك التي تعتمد على المواسم السياحية. بلال، صاحب محل لبيع الملابس في الناصرية، يصف حال السوق قائلاً: “المواسم انضربت”، ويشير إلى أن “الملابس الصيفية والسياحية، مثل السراويل القصيرة وأقمصة السهرات، لا يباع منها شيئا، والناس لا تفكر بالسفر”.

ورغم انتهاء الحرب، يؤكد بلال أن الوضع لن يتحسن قريبًا: “محرم جاي، يعني هسه نرفع هاي الملابس ونبدي نجهز الأسود”، في إشارة إلى استعداد الأسواق لعرض الملابس الخاصة بالمناسبة الدينية التي تستقطب اهتمامًا واسعًا في جنوب العراق.

تداعيات مستمرة لما بعد الحرب

تسببت الحرب بخسائر مباشرة وغير مباشرة، بعضها لم يُحص بعد، لكنها أظهرت هشاشة الواقع السياحي في المنطقة، الذي يتأثر سريعًا بأي تصعيد سياسي أو أمني. وبينما عاد الهدوء النسبي، فإن آثار الحرب ما تزال ملموسة في تفاصيل الحياة اليومية: من خطوط الطيران، إلى المحال التجارية، وصولًا إلى المزاج العام الذي لم يعد يرى في السفر ترفًا مستحبًا، بل مخاطرة غير محسوبة.

يقول مازن، الذي لم يغادر إلى عبادان في النهاية، وهو ينظر إلى جوازه: “يبدو أن السفر بات رفاهية مؤجلة في منطقتنا، نخطط ثم تنتصر الصواريخ على النوايا”.