أثار خبر وفاة المخرج العراقي مهدي طالب، اليوم، موجة من الحزن في الأوساط الفنية والإعلامية، لما يمثله من اسم بارز في الدراما العراقية المعاصرة. فقد ترك بصمات واضحة في عدد من الأعمال المميزة التي أثرت المشهد الفني، من بينها برنامج “دراما نص كوم” عام 2018، المعروف بأسلوبه السردي والإخراجي المبتكر، ومسلسل “وادي السلام” عام 2014 الذي حقق نجاحًا واسعًا، فضلًا عن إشرافه على مسلسل “ضياع في حفر الباطن” عام 2012 الذي حظي بمتابعة جماهيرية كبيرة، وكذلك مسلسل “الماروت”، بالإضافة إلى تجاريه الدرامية فقد أخرج طالب اول فيديو كليب الرادود الحسيني الحاج باسم الكربلائي للقصيدة المعروفة “كل قطرة دم بشرياني.
ونعت نقابة الفنانين العراقيين الراحل ببيان جاء فيه: “ببالغ الحزن والأسى، تنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل المخرج مهدي طالب، والذي وافته المنية هذا اليوم، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملاءه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
كما عبّر عدد من أصدقائه وزملائه عن حزنهم العميق، حيث كتب مستشار رئيس الوزراء عارف الساعدي: “كنت أتصور هذا الخبر مزحة أو مقلبًا من مقالب مهدي طالب، لكن هذه المرة مقلبه حقيقي. لقد قلب علينا هذا النهار إلى جحيم برحيله المبكر. مهدي طالب الصديق والحبيب في ذمة الله”.
وكتب المخرج التلفزيوني والصحفي علي السومري: “مهدي الحبيب، هذه المرة كنت في بيتك دونك، جالسًا مع والدك الطيب، وبكيناك معًا. وداعًا صديقي الطيب”.
أما الفنان مقداد عبد الرضا فقال: “هكذا وبسرعة تنتهي الأحلام، تنتهي الضحكات. نم قرير العين أيها الولد الضاج. وداعًا مهدي طالب”.
وبدأ الراحل مسيرته الفنية قبل عقود، متميزًا بحس إبداعي وإدارة فنية متقنة ساعدت في تقديم أعمال تحمل الجديد والمثير. وكان له دور بارز في تجديد الدراما العراقية عبر اختيار مواضيع قريبة من الواقع، ومعالجة النصوص والشخصيات بأسلوب غير مألوف، ما أسهم في رفع مستوى الإنتاج التلفزيوني المحلي. وتميزت أعماله بتحقيق توازن بين الرسالة الفنية والجاذبية البصرية، مما جعله واحدًا من أبرز المخرجين العراقيين في السنوات الأخيرة.