اخر الاخبار

“غضبة التنصت”.. السوداني ضيفاً عند الخزعلي لبحث تداعيات شبكة جوحي

قالت مصادر مطلعة إن الشيخ الخزعلي، استقبل مساء اليوم،...

اوستن يؤجل زيارته إلى الكيان خشية من التصعيد

قال موقع "أكسيوس"، اليوم الخميس، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين...

تبني الأطفال عند السيد السيستاني: غير جائز ولا يثبت به النسب أو التوارث

أفتى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني، بعدم جواز...

نينوى تشهد زخات مطر في مناطق متفرقة وعاصفة ترابية تضرب سنجار

شهدت محافظة نينوى هطول أمطار في مناطق متفرقة منها،...

“حصان طروادة” يخترق لبنان.. هل المقاومة العراقية محصنة أمام الحرب الإلكترونية؟

"ادفنوه ضعوه في صندوق حديدي وأغلقوه"، هكذا وجه الأمين...

ذات صلة

“حصان طروادة” يخترق لبنان.. هل المقاومة العراقية محصنة أمام الحرب الإلكترونية؟

شارك على مواقع التواصل

“ادفنوه ضعوه في صندوق حديدي وأغلقوه”، هكذا وجه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، أنصاره بالتعامل مع الهواتف الذكية.

في شباط الماضي، ظهر نصر الله في خطاب، بعث خلاله رسالة واضحة لأنصاره وللمقاومة الإسلامية، حذر عبرها من مخاطر استخدام التكنلوجيا، وشبكات الهاتف المحمول، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لتحديد مواقع عناصره: “تسألونني أين العميل؟ أقول لكم إن الهاتف الذي بين أيديكم وأيدي زوجاتكم وأطفالكم هو العميل”.

“الهاتف الذي بين أيديكم وأيدي زوجاتكم وأطفالكم هو العميل”

لكن إسرائيل كانت مستعدة لاستباق خطوة حزب الله في التحول من الأجهزة الذكية إلى ما يسمى بـ”الأجهزة الغبية”، ومنها “البيجر”، الذي انفجر بوقت متزامن في الضاحية الجنوبية في بيروت، وجنوب لبنان، يوم الثلاثاء الماضي، و”الووكي توكي” الذي انفجر أمس الأربعاء، مخلفا آلاف  الإصابات و32 شهيدا بحسب أخر إحصائية للصحة اللبنانية.

“حصان طروادة”

“نصبت إسرائيل الفخ لحزب الله، ووضعت خطة لإنشاء شركة وهمية تعمل كمنتج لأجهزة البيجر”، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

ووفقا للصحيفة: “كان نصر الله يعمل لسنوات عدة على أن يعتمد حزب الله بدلا من ذلك على أجهزة البيجر، التي رغم قدراتها المحدودة يمكنها تلقي البيانات من دون الكشف عن موقع المستخدم أو أي معلومات أخرى قد تعرضه للخطر، إلا أن مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية رأوا فرصة في ذلك الأمر”.

وأشارت إلى أنه عندما قرر نصر الله توسيع استخدام أجهزة “البيجر”، نصبت إسرائيل الفخ لحزب الله، ووضعت خطة لإنشاء شركة وهمية تعمل كمنتج لهذه الأجهزة.

وكشف تقرير الصحيفة أن شركة “بي إيه سي” المجرية التي ارتبط اسمها بتفجير أجهزة “البيجر” في لبنان، الثلاثاء والأربعاء، ما هي إلا جزء من “واجهة إسرائيلية”.

وكانت شركة “غولد أبوللو” التايوانية لصناعة أجهزة “البيجر”، ذكرت الأربعاء، أن نموذج الأجهزة الذي استخدم في تفجيرات لبنان هو من إنتاج شركة “بي إيه سي كونسلتنغ”، التي تتخذ من بودابست مقرا ولديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية.

“المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة هو الاستخبارات الإسرائيلية”

وقالت “نيويورك تايمز” نقلا عن 3 مصادر استخباراتية وصفتها بالمطلعة، إن الشركة المجرية وشركتين وهميتين أخريين على الأقل تم إنشاؤهما أيضا لإخفاء الهويات الحقيقية للأشخاص الذين يصنعون أجهزة “البيجر”.

وأشارت الصحيفة إلى أن المُصنع الحقيقي لهذه الأجهزة “الاستخبارات الإسرائيلية”.

في سلسلة الانفجارات الثانية التي طالت أجهزة الاتصالات الخاصة بعناصر حزب الله، كانت أجهزة راديو من إنتاج شركة “آيكوم” اليابانية من بين الأجهزة التي انفجرت الأربعاء، مما أدى إلى مقتل 20 شخصا وإصابة المئات.

وأعلنت شركة “آيكوم” اليابانية، أنها أوقفت قبل نحو 10 سنوات تصنيع طراز أجهزة اللاسلكي التي انفجرت في لبنان.

وأضافت: “أوقف إنتاجه قبل 10 سنوات تقريبا. ومنذ ذلك الحين لم يتم شحنه من جانب شركتنا”، لافتة إلى أن البطاريات اللازمة لتشغيل الجهاز تم إيقاف إنتاجها أيضا.

وتابعت أنه “لا يمكن تأكيد ما إذا كانت الشركة شحنت منتجا مرتبطا بالانفجارات التي وقعت في لبنان”.

“الخطر قادم”

“استهداف المقاومة العراقية، أمر غير مستبعد، والموضوع ينبه بخطر كبير جدا والحرب التكنولوجية تعمل على أوسع أبوابها”، يقول عضو مركز أبابيل للدراسات الاستراتيجية، ضياء الساعدي.

“جميع فصائل المقاومة مهددة”

وأضاف الساعدي في حديث لـ “إيشان”، إن “الخطر قادم، والعراق ليس بعيداً عن المقاومة وحزب الله ولبنان، وهو مشترك في إطار المقاومة، وليس مستبعداً أن يكون ضمن هذه التصفية التي تقودها إسرائيل وأمريكا”، مشيراً إلى أن “جميع فصائل المقاومة مهددة، وهي على علم بهذا التهديد”.

السلطات العراقية أحست بالخطر، وأعلنت تشديد إجراءاتها فيما يتعلق باستيراد الأجهزة  الإلكترونية وتجنب أية “حالة اختراق محتملة للحدود”، بالتزامن مع سلسلة التفجيرات التي شهدها لبنان.

وقال الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء قوات خاصة يحيى رسول في بيان إن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ترأس اجتماعا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، أمس الأربعاء، جرت خلاله مناقشة مستجدات الأوضاع الأمنية في العراق.

وأضاف رسول أن “المجلس شدد على المنافذ الحدودية باتخاذ الإجراءات الضرورية والوقائية لتجنب أي حالة اختراق محتملة، وكذلك شدد على التدقيق الأمني على المستوردات وبشكل مكثف قبل التعاقد عليها والتعامل مع الشركات الرصينة قبل عملية الاستيراد في ما يخص الأجهزة الإلكترونية”.

وفي ظل الهجمات في لبنان، دعا النائب المستقل مصطفى سند، “وزارة الداخلية للتريث بتوقيع العقد مع شركة (تاليس) لوجود تقرير لجهاز المخابرات يشير لمساهمة الشركة بتصنيع قطع دقيقة تساهم بالطائرات والاسلحة التابعة للكياlن”.

“الجاسوس في الجيب”

الاستهدافات التي تعرض لها حزب الله في لبنان خلال اليومين الماضيين، والتي تعد الأولى من نوعها على نطاق واسع بهذا الحجم، طرحت تساؤلات مهمة حول مدى إمكانية استهداف أجهزتهم المختلفة من هواتف ذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمول “لابتوب”، والتلفزيونات الذكية في هجمات دامية مماثلة.

حتى هذه اللحظة ظلت نظرية إمكانية تفجير هذه الأجهزة عبر اختراق إلكتروني مطروحة. لكن مخاوف نصر الله من استخدام الأجهزة الذكية للتجسس وتحديد مواقع عناصر المقاومة، هي النظرية المسلم بها.

“الهاتف النقال يعد جهازا جاسوسيا وقاتلاً في يد كل شخص”

“الهاتف النقال يعد جهازا جاسوسيا وقاتلاً في يد كل شخص، ومن الممكن أن يكون أي جهاز في يد كل شخص يشكل خطرا عليه”، وفقاً لمستشار الأمن السيبراني، مصطفى الموسوي.

الموسوي، حذّر في حديث لـ “إيشان” من الحرب السيبرانية المقبلة، ودعا “الجميع للالتفات إلى هذه المسألة”.

وقال الموسوي: “باختصار، نعتقد بوجود صلة لإسرائيل بالموضوع، وربما يكون هناك علاقة بالحرب السيبرانية، لكن لا يوجد تأكيد نهائي لهذا الأمر”.

وأشار الموسوي إلى أن “التفجيرات قد تكون ناتجة عن استغلال ثغرات في الأجهزة عبر الفيروسات أو الموجات الكهرومغناطيسية عالية القوة، التي تؤدي إلى تعطل الدوائر الإلكترونية داخل الأجهزة”، مبينا أن “الأجهزة المحمولة التي تحتوي على دوائر إلكترونية قد تكون حساسة للتيارات الكهربائية الشديدة، مما يؤدي إلى انفجارها إذا تعرضت لموجات كهرومغناطيسية قوية”.

ورغم هذا، يشير مراقبون إلى أن فصائل المقاومة التي تنتشر في العراق، تتعامل بتهاون مع خطر استخدام الأجهزة الذكية وشبكات الإنترنت. ويعيدون إلى الأذهان دعوة “أبو آلاء الولائي”، أمين عام كتائب سيد الشهداء، فصائل تنسيقية المقاومة العراقية إلى اجتماع طارئ، عبر تدوينة على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، في يوم اغتيال رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية في طهران.

“عزوف عن الأيفون”

مصدر مقرب من إحدى فصائل المقاومة، قال إن الاحترازات الأمنية موجودة مسبقا، واستخدام الأجهزة الذكية ممنوع على الأجنحة العسكرية، مشيرا إلى أن “عناصر المقاومة يستخدمون الهواتف الذكية لأغراض شخصية، ولا يستخدموها في  إطار عملياتهم”، وذلك في حديث لمنصة “إيشان”.
ولفت المصدر الذي تحفظ على ذكر اسمه وهويته، إلى أن “الخطوط الأولى لدى فصائل المقاومة تتواصل عبر السكرتير الشخصي، أما رجال المقاومة المهمين يستخدمون تطبيقات خاصة للتواصل، كما أنهم يستبدلون شريحة الهاتف باستمرار”.
وأشار إلى أنه عقب اغتيال إسماعيل هنية في تموز الماضي، ولد توجه لدى العديد من عناصر فصائل المقاومة باستبدال أجهزة الهاتف من نوع “أيفون” إلى أجهزة من شركات أخرى.