منذ أن أعلنت كتائب حزب الله، تعليق عملياتها “الجهادية” ضد القواعد الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي، حتى لحقت بها قناة صابرين نيوز في مطلع شباط الحالي، وأعلنت تعليق نشاطها.
القناة ليس مختّصة بنشر الأخبار فقط، بل أنها تلمّح بمنشوراتها بقربها من “فصائل المقاومة”، وخاصةً حين تنشر: “انظروا إليها.. إنها تحترق”، في إشارةٍ إلى تنفيذ عملية قصف على قواعد أمريكية، او استهداف رتل ينقل معدات التحالف الدولي كما كان يحصل في فترة حكومة مصطفى الكاظمي.
لم تكن القناة “تتنبأ” بعمليات القصف التي تحدث بعد دقائق من “تلميحاتها”، بل أنها تثبت قربها من فصائل المقاومة، وكتائب حزب الله تحديداً، حسب ما يقرأه المختصون في الشأنين الأمني والسياسي.
ولم يمر سوى يومين على توقف نشاطات القناة، حتى عادت إلى النشر من جديد بعد الضربات الأمريكية التي شنتها الولايات المتحدة، ولكن بمقطع فيديو كوميدي.
المقطع الكوميدي الذي نشرته القناة، يظهر شخصاً نائماً، ثم يأتيه أحد ويصفعه على وجهه، ليفتح الأخير عينيه بأنّه صحى من نومته.
هذا المقطع الذي رافق عودة صابرين نيوز، قد يشير إلى كسر تعليق العمليات العسكرية ضد القوات الأمريكية في العراق والمنطقة.
ومع عودة “صابرين نيوز” إلى هوايتها، ووفق المعطيات التي لاحقت الهجوم الأمريكي ليلة أمس، وبعد البيانات المتتالية لفصائل المقاومة، لا سيما تهديد حركة النجباء، فإن العراق قد يشهد الليلة رداً ضد مصالح واشنطن.
إذ توعدت حركة النجباء في بيانها الأخير، الولايات المتحدة برد من حيث لا تتوقع، يغيض العدا ويسر الصديق، بحسب قولها.
وعلى الرغم من الوساطة التي قادها زعيم تحالف نبني هادي العامري والسفير الإيراني محمد كاظم آل صادق، التي دفعت كتائب حزب الله لتعليق عملياتها، إلا أن حركة النجباء رفضت الموافقة على الهدنة.
وبالعودة، لمنصة صابرين، فإنها اصدرت بياناً، جاء فيه “جمهورنا ومتابعونا الأعزة .. سلام من الله عليكم، يتقدم كادر قنوات الطاهرة صابرين نيوز بالشكر والامتنان الى كل من تواصل و افتقد غيابنا”.
وأضافت: “قرأنا وشاهدنا وتابعنا رسائل الدعم والتأييد والتضامن وحجم الثقة والارتكاز المعلوماتي الدقيق على منصاتنا وشبكاتنا، وان هذه لقضية وعهد واننا ان شاء الله اهل لها وعلى قدرٍ كافي من المسؤولية للتصدي لها”.
وفجر الثالث من شباط، شنّت أمريكا سلسلة ضربات، قالت إنها استهدفت خلالها 85 موقعاً، وشملت مناطق في العراق وسوريا واليمن، رداً على مقتل 3 من جنودها يوم الأحد 28 كانون الثاني 2024.
وأسفرت الضربات الأمريكية على مقرات الحشد الشعبي في العراق عن استشهاد 16 عراقياً، بينهم مدنيون، وإصابة 36 آخرين، مع وجود عدد من المفقودين تحت الأنقاض.
وبعد إعلان الضربات، قالت الولايات المتحدة الأمريكية، إنها “ستستمر على مدى أيام، وسيكون أوسع رد في المنطقة” على القصف الذي يستهدف قواعدها.