منذ قرابة الشهر، والمنطقة تترقب اندلاع “الحرب الكبرى” التي حاول إشعالها الكيان عبر عمليتي اغتيال نفّذها في لبنان وإيران، وتأخر الردُّ عليهما طوال هذه الفترة، قبل أن تُطلق جبهة لبنان صواريخها ومسيّراتها فجر اليوم الأحد، صوب قاعدة عسكرية تابعة للكيان، تدير عمليات الاغتيال.
عملية حزب الله اليوم، جاءت ردّاً على اغتيال الشهيد فؤاد شكر في نهاية تموز الماضي، وتضمّنت إطلاق 300 صاروخ كاتيوشا لإشغال القبة الحديدية، قبل أن تُطلَق المسيرات صوب هدفها: “قاعدة غليلوت”، التي قال عنها الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، إنها كانت تدير عمليات الاغتيال الصهيونية.
نصر الله، أطلق تسمية “يوم الأربعين” على العملية التي نفذها الحزب، وقال: “كنا ندرس ما إذا كان محور المقاومة سيرد في وقت واحد وقد تريثنا حتى نعطي فرصة للمفاوضات بشأن غزة”.
وأكمل الأمين العام لحزب الله: “حددنا هدفا أساسيا للعملية في عمق إسرائيل وهي قاعدة غليلوت”، لافتاً إلى أن “قاعدة غليلوت تتبع للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المسماة شعبة أمان وتضم الوحدة 8200”.
حديث نصر الله أشار “ضمنياً” إلى انتهاء الرد على اغتيال شكر، حين قال: “ردنا اليوم أولي، وإذا كانت نتيجة العملية غير كافية بالنسبة لنا، سنقرر ما سنفعل لاحقاً”.
القراءة للأحداث، تشير إلى انخفاض التوتر نسبياً، خاصة بعد حديث من إعلام عبري، أكد أن الكيان لن يرد على عملية حزب الله، إذا كان راضياً بعملية اليوم.
صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، قالت اليوم الأحد، أنه إذا كان حزب الله راضيا عن رده اليوم فإن إسرائيل لن توسع الحملة وسيمكن إغلاق ملف اغتيال فؤاد شكر.
وأفادت الصحيفة بأن “إسرائيل أرسلت رسالة لمجموعة من الأطراف الأجنبية للمساعدة في منع التصعيد، وأن الرسالة تفيد بأنها تحركت لإحباط هجوم من حزب الله لكنها لا تنوي تحويل ذلك لحرب واسعة النطاق”.
المقارنة بين حديث نصر الله والصحيفة العبرية، تشير إلى انخفاض احتمال وقوع الحرب الكبرى التي كانت تتخوف منها المنطقة والعالم، لأن حزب الله ردّ منفرداً على عملية اغتيال فؤاد شكر، بينما ينتظر العالم ماذا ستفعل إيران، التي اُغتيلَ على أرضها، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.
لم ترد إيران إلى الآن على اغتيال هنية، لكنها أكدت وفي أكثر من مناسبة أنها لن تتخلى عن “الانتقام” والتي وصفته بأنه سيكون “دقيقاً ومدروساً”.
طهران أيضاً، أشارت إلى أنها “لا تريد حرباً شاملة، ولكن تصرفات الكيان تدفع إلى ذلك، خاصة مع ما يمارسه من انتهاكات وجرائم في غزة”.
الكيان، لن يرد على عملية حزب الله التي نفّذها فجر اليوم الأحد، لاعتقاده بأنه أحبط الهجوم قبل انطلاقه، وهو الأمر الذي نفاه حزب الله في بيان، وأكد أن “جميع المسيرات عبرت باتجاه الهدف المنشود وبالتالي تكون عمليتنا العسكرية لهذا اليوم قد تمت وأنجزت”.
حتى نصر الله، أشار إلى أن “الكيان لم ينفذ عملية استباقية لردّنا، لكنه شاهد حركة المقاومين، ولم يدمر أي منصة لإطلاق الصواريخ أو المسيرات التي وصلت إلى هدفها بنجاح”.
ويبقى العالم منتظراً متسائلاً: “ماذا ستفعل إيران، وما هو الرد الذي سيأتي، وهل سيشعل حرباً شاملة، أم أنه يبعدها أكثر؟”.