اخر الاخبار

بوتين يدعو ترامب إلى زيارة موسكو واتفاق “قريب” من إنهاء حرب أوكرانيا

  أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مكالمة هاتفية مع نظيره...

ترامب يخفف القيود التي تحظر على الشركات الأمريكية رشوة المسؤولين الأجانب

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أمر تنفيذي لتخفيف...

المحكمة الاتحادية تؤجل إصدار القرار بدعوى رئيس الجمهورية ضد السوداني ووزيرة المالية

قررت المحكمة الاتحادية العليا، يوم الأربعاء، تأجيل إصدار قرارها...

ذات صلة

ذكرى رحيل قائد الرضوان.. سيرة مُذل الأمريكان والكيان وباني مجد شيعة لبنان

شارك على مواقع التواصل

عماد فايز مغنية، تولّد في السابع من كانون الأول عام 1962، واستشهد في الثاني عشر من شباط، عام 2008، وبقي “شبحاً”، عجزت أمريكا والكيان عن “اصطياده بسهولة”، رغم محاولات اغتياله العديدة، التي لم تنجح منها، إلا الأخيرة، التي وقعت في سوريا.

 

يُلقب مغنية، بـ (الحاج رضوان)، وهو لبناني من بلدة طيردبا الجنوبية, شارك في حركة فتح الفلسطينية، وحركة أمل، وحزب الله اللبناني و هو أحد أهم المسؤولين العسكريين والأمنيين كما يرجح أن يكون مسؤولاً عن العمليات الخارجية في الحزب وظل لنحو ثلاثة عقود أحد أكبر مطلوبي الاستخبارات الإسرائيلية والغربية, لدوره في تفجير سفارات ومواقع عسكرية واختطاف طائرات، وفق التقارير العبرية.

التحق مغنية بالحزب عام 1983 ولا يُعرف الكثير عنه، خاصة وأنه يعيش متخفياً منذ الثمانينيات لكونه مطلوب في 42 دولة، وظل الغموض يكتنفه حتى اغتياله، فلم يكن بالإمكان الجزم ما إذا كان حيا أم ميتا فقد كان يختفي ويظهر وأُشيع أنه أجرى عدة عمليات جراحية، وتعرض لعدة محاولات اغتيال، أبرزها انفجار مفخخة في الضاحية الجنوبية في بيروت في تسعينيات القرن الماضي أودت بحياة شقيقه جهاد.

ويقول الصهاينة، إن مغنية “متورط أيضاً في خطف جنديين إسرائيليين في يوليو تموز 2006، وبقي اسمه يشكل رعباً للكيان، فهو قادر على تنفيذ عملياته دون أن تشعر به الاستخبارات الإسرائيلية، أو الأمريكية.

صور عماد مغنية المتداولة قليلة جدا، لكن ليست هناك فائدة من نشر المباحث الفيدرالية الأميركية «اف.بي.آي» لها، فتردد أن مغنية أجرى، عملية تغيير ملامح للوجه مرتين على الأقل، آخرهما عام 1997.

له أسماء وكنيات كثيرة فهو “الثعلب” كما يطلق عليه الإيرانيون، وهو “الحاج عماد”، كما يطلق عليه حسن نصر الله أمين عام حزب الله وهو “ابن لادن الشيعي” بالنسبة لإسرائيل، وهو “القاتل الأكبر” عند الأميركيين.

تدرج مغنية في حزب الله، بالتوازي مع حسن نصر الله، الذي أصبح أمينا عاما للحزب، الواجهة السياسية، بينما وصل مغنية إلى قيادة المقاومة الإسلامية، الذراع العسكرية للحزب. فقد تمكن من الإفلات من أكثر من محاولة خطف واغتيال، وفي إحداها فصلت بينه وبين الموت دقائق فقط.

بدأ عماد نشاطه ضمن صفوف حركة فتح، واتهم من قبل وكالة المخابرات الأمريكية فإنه كان أحد الحراس الشخصيين لياسر عرفات وكان له دور رئيسي في التخطيط لحادث تفجير معسكرات القوات الفرنسية في بيروت، وتفجير السفارة الأمريكية في بيروت أثناء غزو لبنان 1982.

وفي 1985, تم اتهامه في حادثة اختطاف طائرة تي دبليو أي الرحلة 847 التي كان ضحيتها أحد ضباط البحرية الأمريكية روبرت شيتم، بالاشتراك مع اثنين آخرين هما حسن عز الدين وعلي عطيوي.

المخابرات الأمريكية تعتقد أنه مسؤول أمني رفيع في حزب الله، ووضعت جائزة لمن يدل عليه والتي ارتفعت من 5 مليون دولار إلى 25 مليون دولار بعد أحداث سبتمبر 2001، عندما كان اسمه على رأس قائمة من 22 اسماً، وزعتها الولايات المتحدة.. وهذه الجائزة دعت إيران لترحيله من الأراضي الإيرانية.

وبعد استشهاده، أعلن رئيس بلدية طير دبا حسين سعد حيث مسقط رأس عماد أن مغنية هو «أعلى قائد عسكري في حزب الله» وأشار إلى أن شقيقين له قتلا في السابق أيضا في عمليتي تفجير, وهما فؤاد وجهاد في 1984.

وفي سياق متصل قال حزب الله في البيان الذي بثّه تلفزيون “المنار” التابع له ما نصّه “بكل اعتزاز وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الإسلامية في لبنان بركب الشهداء الأبرار فبعد حياة مليئة بالجهاد والتضحيات والإنجازات، وفي شوق شديد للقاء الأحبة، قضى الأخ القائد الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان) شهيدا على يد الإسرائيليين الصهاينة”.

وأضاف “لطالما كان هذا الشهيد القائد رحمه الله هدفا للصهاينة والمستكبرين ولطالما سعوا للنيل منه خلال أكثر من عشرين عاما، إلى أن اختاره الله تعالى شهيدا على يد قتلة أنبيائه والمفسدين في أرضه الذين يعرفون أن معركتنا معهم طويلة جداً، وأن دماء الشهداء القادة كانت دائما وأبدا ترتقي بمقاومتنا إلى مرحلة أعلى وأسمى وأقوى كما حصل سابقا مع الشهيدين القائدين السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب رضوان الله عليهما”.

وختم البيان “عند الله نحتسب شهيدنا الكبير ونعاهد روحه الطاهرة أننا سنواصل طريقه الجهادي حتى تحقيق النصر الكامل إن شاء الله كما نتقدم إلى عائلته الشريفة وإخوانه المجاهدين والمقاومين جميعا بالتبريك لنيله هذا الوسام الإلهي الرفيع وبالعزاء لفقد هذا القائد الحبيب والعزيز”.

ومن الجدير بالذكر أن عماد على لائحة المطلوبين للعدالة في دول الاتحاد الأوروبي كما كان ملاحقاً من قبل الانتربول، للاشتباه بمشاركته في الهجوم على مركز يهودي في بوينس ايرس عاصمة الأرجنتين أوقع 85 قتيلا ونحو 300 جريح في يوليو 1994.

في الثاني عشر من شباط 2008 اغتيل عماد مغنية في حادث تفجير سيارة في دمشق، حي كفر سوسة و في اليوم الموالي لانفجار أعلن حزب الله في بيان له بثه تلفزيون المنار عن اغتياله ويتهم فيه إسرائيل بالوقوف وراء العملية.

الثاني عشر من شباط عام 2008، يومٌ، فرح به الكيان وأعوانه، حين تأكدوا من اغتيال “الثعلب” الذي حيّرهم لسنوات طويلة، وكانوا يعتبرونه الأخطر عليهم، بسبب عمله الاستخباري والجهادي.

فيما بعد، ظهرت تقارير صحفية في صحيفة صانداي تايمز البريطانية نقلا عن مصادر استخبارتية إسرائيلية تفيد بأن “عملاء للموساد نفذوا عملية الاغتيال بتفخيخ سيارة مغنية”.

ونقلت الجزيرة عن جريدة «صنداي تايمز» البريطانية أنه “في اليوم الذي دفن فيه مغنية استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مدير الموساد إلى بيت إجازته بالجليل وتقول مصادر مطلعة إنه أثنى عليه ووعده بأن يحتفظ بمنصبه حتى نهاية العام “.

وكذلك نسبت صحيفة صنداي تايمز البريطانية لمصادر استخبارية إسرائيلية قولها إن “شخصا ما استبدل مسند رأس مقعد السائق في سيارة عماد مغنية، بمسند يحتوي على شحنة متفجرات قليلة لكنها شديدة الانفجار كانت هي السبب في الانفجار الذي أودى بحياة أحد أهم المطلوبين لدى الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وعن أسباب فشل الإسرائيليين في النيل من مغنية قبل هذا قال الضابط السابق في وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية المعروفة بـ504 ديفد باركي إن الاستخبارات الإسرائيلية: “حاولت في أواخر ثمانينيات القرن الماضي النيل من مغنية، ولقد قمنا بجمع المعلومات عنه ,لكننا كنا كلما اعتقدنا أننا اقتربنا منه اكتشفنا مدى شح معلوماتنا المتوفرة, إذ لم تكن لديه نقاط ضعف فلا نساء ولا مال ولا مخدرات ولا شيء من المغريات الأخرى”.

ويتهم الإسرائيليون مغنية بأنه كان يخطط وقت اغتياله لهجوم ضد المصالح الإسرائيلية، ردا على قصف الطائرات الصهيونية موقعا سوريا بتهمة وجود نشاط نووي سري بحسب مصادر اسرائيلية، ومنذ اغتيال مغنية قام الصهاينة بتشديد الإجراءات الأمنية في سفاراتهم والمؤسسات الدولية حول العالم .

وجاء في تقرير الصانداي تايمز في السابع عشر من شباط 2008 أن “جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية قد قتلت شخص من خلال قنبلة مزروعة وان الخبر انتشر بسرعة في حينه أن القتيل هو عماد مغنية، وهو رقم بعيد المنال المعروفة باسم «فوكس» الذي كان واحدا من العقول المدبرة في العالم الأكثر إثارة للارهاب بحسب مصادر الموساد “.

روبرت باير وهو عميل للمخابرات الامريكية في السابق قضى سنوات في تعقب مغنية قال في التقرير إن “مغنية كان على الأرجح الأكثر ذكاءُ والأكثر قدرة على التخطيط والتنفيذ ممن سبق أن عرفناهم”.