في مثل هذا اليوم (11 \ 10 \ 2020) توفي السيد جاسم الطويرجاوي عن عمر ٧٣ سنة بالمستشفى الأميري في الكويت بعد صراع طويل مع المرض.
السيد جاسم، ولد في النجف الأشرف عام 1947، وبدأ الخطابة في سن العاشرة، وبقي يبكي الملايين بـ “بحّة” صوته المميزة، حتى مع تدهور حالته الصحيّة.
كان الطويرجاوي، يقرأ تحت قبة الإمام الحسين منذ عام 1962م وحتى عام 1980م، وكان في البداية يقرأ بطويريج قبل أن يأتي إلى هذا المجلس في كربلاء فعند وصوله، كان الحاضرون يقولون: “وصل الطويرجاوي”، حتى سار هذا الاسم عليه.
درس الطويرجاوي في النجف الأشرف المقدمات، وكان من أبرز أساتذته الشيخ عز الدين الجزائري والشيخ طه البصري حيث كان في مدرسة القوام ومدرسة الجزائري.
وخرج السيد الطويرجاوي من العراق في تشرين الأول عام 1980 بعد تدهور الأوضاع في تلك الفترة من إعدامات واعتقالات في زمن النظام البائد وقد ذهب إلى الكويت، وقي هناك، حتى الغزو العراقي لأراضي الكويت، ليخرج منها متوجهاً إلى إيران عام 1990.
قرأ السيد الطويرجاوي في سوريا ولبنان والسعودية والكويت والبحرين وقطر وإيران وبريطانيا، وكان تفاعل الجمهور كبيراً معه أينما قرأ.
وبدأ السيد الطويرجاوي رحلته بالخطابة منذ كان عمره 10 سنوات حين كان الشيخ حسين جواد يقرأ عند خواله فطلب منه أن يعلمه القراءة، وحفظه أول بيت شعري: “إن كان عندك عبرة تجريها فانزل بأرض الطف كي نسقيها”.
كانت والدته أكثر شخصية أثرت فيه خلال مسيرة حياته فهي التي ربت في داخله حب الامام الحسين عليه السلام، فمنذ أن كان صغيراً كانت تضعه في حضنها وتطحن بالرحى وتنعى الامام الحسين وتبكي، فيقول لها لماذا تبكين؟ فتجيبه بانها تبكي على الحسين، فمنذ ذلك الحين عشق السيد الراحل الامام الحسين، وصار يحفظ ما تقوله أمه ويبكي معها عند قراءتها.
وتركزت مراثي السيد الطويرجاوي على قصائد شعراء عبد الأمير الفتلاوي والسيد عبد الحسين الشرع والشاعر عبود غفلة، أما الشيخ معين السباك فكان شعره مؤثراً في نفسه.
تعرض الخطيب الراحل للكثير من المضايقات في زمن النظام البائد فقد دعاه ذات مرة مدير الأمن وحدثه حول زيارة عاشوراء، واعتبرها بأن هذه اللعن الموجود فيها يمس اللأمة العربية ثم قال ما فائدة هذه الشعائر والطبخ والتوزيع وهذه كلها أموال تكلف الدولة، وطلب منه التعاون معهم لذا قرر بعدها مغادرة العراق عام 1980 وأصروا على إيذائه، حتى قاموا بإعدام ولده قحطان سنة 1982.