اخر الاخبار

نائب: إيرادات المرور لا تدخل ضمن موازنة البلد.. لا أحد يعلم أين تذهب الأموال

أكد النائب ناظم الشبلي، أنه خاطب وزارة المالية بشأن...

رويترز: قوات سورية قتلت 1500 علوي وتسلسل القيادة يقود إلى حكومة دمشق

    بعد قتل الشاب السوري سليمان رشيد سعد وشق صدره...

ذات صلة

رحيل إمام الإسماعيليين الآغا خان.. من طالب في هارفارد إلى زعيم روحي عالمي

شارك على مواقع التواصل

توفي أمس الثلاثاء في العاصمة البرتغالية لشبونة، الأمير كريم الحسيني، المعروف بالآغا خان الرابع، الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية النزارية، ورئيس واحدة من أكبر مؤسسات المساعدات التنموية في العالم، عن عمر ناهز 88 عامًا، وفقًا لما أعلنته شبكة الآغا خان للتنمية.

وجاء في بيان الشبكة على منصة “إكس”: “توفي صاحب السمو الأمير كريم الحسيني، الآغا خان الرابع، بسلام في لشبونة، محاطًا بعائلته”. وأكدت الشبكة أنه “سيتم الإعلان عن خليفته المعين لاحقًا”.

تُعتبر الطائفة الإسماعيلية النزارية ثاني أكبر جماعة شيعية من حيث العدد، حيث يقدَّر أتباعها بما بين 12 إلى 15 مليون شخص موزعين في أكثر من 25 دولة، خاصة في وسط وجنوب آسيا، أفريقيا، والشرق الأوسط.

مسيرة حافلة بالقيادة والتنمية

تولى الآغا خان الرابع زعامة الطائفة الإسماعيلية وهو في العشرين من عمره أثناء دراسته بجامعة هارفارد، بعد أن اختاره جده، الآغا خان الثالث، لتولي القيادة خلفًا له. تخطى جده والده في هذا الاختيار، مؤمنًا بأن قيادة الطائفة تحتاج إلى شاب “تمت تربيته في العصر الجديد”.

لم يقتصر دوره على الجانب الروحي فقط، بل أسس وأدار شبكة الآغا خان للتنمية، التي توظف نحو 96 ألف شخص وتدير برامج تنموية واسعة في آسيا وأفريقيا، تشمل مجالات الصحة، التعليم، والإسكان. بلغت ميزانية الشبكة السنوية نحو مليار دولار، وامتدت مستشفياتها إلى مناطق تعاني من تدهور الخدمات الصحية مثل بنغلاديش، طاجيكستان، وأفغانستان.

في حديث له مع مجلة Vanity Fair عام 2012، قال الآغا خان: “كنت طالبًا جامعيًا أعلم ما سيكون عملي لبقية حياتي. لا أعتقد أن أي شخص في وضعي سيكون جاهزًا بالكامل لهذا النوع من المسؤولية”.

شخصية عالمية وتأثير واسع

عُرف الآغا خان بكونه شخصية جامعة بين العوالم الروحية والمادية. لم يقتصر نشاطه على الجانب الديني والخيري، بل امتد إلى مجالات الرياضة والفروسية، حيث كان مالكًا ومربيًا للخيول، ومثّل إيران في الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1964 كمتزلج. كما أنشأ جائزة الآغا خان للهندسة المعمارية لدعم الفنون الإسلامية، وأسهم في برامج للهندسة المعمارية الإسلامية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وهارفارد.

نال لقب “صاحب السمو” من الملكة إليزابيث الثانية في يوليو 1957، بعد فترة وجيزة من تسميته وريثًا للسلالة العائلية التي امتدت لـ1300 عام في زعامة الطائفة الإسماعيلية.

ردود الفعل والتعازي

فور إعلان وفاته، تدفقت التعازي من مختلف أنحاء العالم. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: “كان الآغا خان قائدًا عالميًا يتمتع برحمة استثنائية وصديقًا عزيزًا. سيُفتقد بشدة من قبل الناس حول العالم”.

الحياة الشخصية والإرث

وُلد الآغا خان في 13 ديسمبر 1936 بالقرب من جنيف، سويسرا، وقضى جزءًا من طفولته في نيروبي، كينيا. عاش لفترات طويلة في فرنسا، واستقر مؤخرًا في البرتغال، حيث ستُقام مراسم دفنه في لشبونة، دون إعلان موعد محدد.

ترك خلفه ثلاثة أبناء وابنة وعددًا من الأحفاد. وفقًا للموقع الرسمي للطائفة الإسماعيلية، سيتم اختيار خليفته من بين نسله أو أقاربه وفقًا لوصيته التي ستُقرأ بحضور عائلته والقادة الدينيين في لشبونة.