أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إلغاء تصنيف “جبهة النصرة”، المعروفة حالياً باسم “هيئة تحرير الشام”، منظمة إرهابية أجنبية.
وبحسب الإعلان الذي تم إقراره في 23 يونيو/حزيران الماضي، وكُشف عنه اليوم الاثنين، فإن القرار سيُنشر بشكل رسمي في السجل الفيدرالي الاثنين 8 يوليو/تموز 2025.
وأوضحت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان رسمي، أن القرار اتُخذ “بالتشاور مع المدعي العام ووزير الخزانة”، وتم بموجبه إلغاء تصنيف “جبهة النصرة”، المعروفة أيضاً باسم “هيئة تحرير الشام”، بمختلف تسمياتها وألقابها، كمنظمة إرهابية أجنبية وفقاً للمادة 219 (a)(6)(A) من قانون الهجرة والجنسية الأميركي.
وأكدت الوزارة أن “هذا القرار سيدخل حيز التنفيذ فور نشره في السجل الفيدرالي”. ووقع القرار وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، بتاريخ 23 يونيو/حزيران 2025.
وفي الـ11 ديسمبر/كانون الأول 2012، صنّفت الولايات المتحدة “جبهة النصرة” رسمياً كـ”منظمة إرهابية أجنبية” بموجب قانون الهجرة والجنسية الأميركي، وأدرجتها على قائمة العقوبات الخاصة بالأشخاص المصنفين (SDN List) التابعة لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) في وزارة الخزانة الأميركية. كما صنّفتها لاحقاً على لائحة المنظمات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الأمريكية في حينها أن “جبهة النصرة هي واجهة لتنظيم القاعدة في العراق، ومرتبطة به من حيث التمويل والتدريب والتخطيط للعمليات الإرهابية في سورية”.
وتأسست جبهة النصرة أواخر 2011 عقب اندلاع الثورة السورية بأشهر قليلة، كفرع رسمي لتنظيم “القاعدة” في بلاد الشام، بقيادة “أبو محمد الجولاني” (أحمد الشرع).
وبرزت الجبهة سريعاً كواحدة من أقوى الفصائل المعارضة المسلحة في سورية، إلا أن ارتباطها بالقاعدة وهيكلها الجهادي المتشدد دفع العديد من الدول إلى تصنيفها كمنظمة إرهابية.
وفي يوليو/تموز عام 2016، أعلن “الجولاني” فك الارتباط رسمياً مع تنظيم القاعدة، وتغيير اسم الجبهة إلى “جبهة فتح الشام”، في محاولة للخروج من عباءة التصنيفات الإرهابية. وفي يناير/كانون الثاني 2017، اندمجت الجبهة مع فصائل أخرى تحت اسم “هيئة تحرير الشام” (HTS).
ورغم إعلان الانفصال عن القاعدة وتغيير الهيكل التنظيمي، واصلت الولايات المتحدة تصنيف هيئة تحرير الشام كيانا إرهابيا، معتبرة أن الانفصال المعلن “شكلي ولا يغير من طبيعة التنظيم وأهدافه”.