رشاش جياد داغر.. الشيخ العام لعشائر الإمارة والقائد العسكري الذي عاصر الرؤساء منذ انقلاب تموز
شهد العراقيون يوم الإثنين (١٠ حزيران ٢٠٢٤)، وفاة شيخ عام عشائر الإمارة، رشاش جياد داغر، الذي عُرِفَ بمعاصرته لرؤساء العراق، وكان في الكلية العسكرية مع انقلاب ١٤ تموز عام ١٩٥٨، ثم تسنم مناصب في الجيش العراقي السابق قبل أن يُحال على التقاعد.
يمتلك الراحل رشاش الإمارة كتاب “خنادق الذاكرة”، والتي كتبها الدكتور مشتاق عيدان عبيد، والدكتور حسام طعمة ناصر، اللذان شجعاه على أن يظهر مذكراته المخفية إلى العلن.
والشيخ الراحل، هو من مواليد عام ١٩٣٧، وينحدر من عائلة فلاحية تسكن بمنطقة قرب الأهوار، ودخل الكلية العسكرية في بداية العصر الجمهوري، وكان شاهد عيان على بروز الجيش في العملية السياسية وسيطرتهم على الحكم من ١٩٥٨ السنة والعهود التالية، حسب ما يروي كاتب مذكراته، المؤرخ البصري مشتاق عيدان.
ويقول عيدان، إن الإمارة “شارك في كل المعارك، من حرب الشمال في الستينيات، إلى حرب ٧٣ مع الكيان الصهيوني وذهب إلى الأردن ليشارك بالحرب”.
وأشار إلى أن الراحل “كان دوره البارز الأكثر في الحرب العراقية الإيرانية بعد أن صار قائد فرقة عسكرية، ووصلت رتبته إلى لواء ركن، وكان معروفا في حرب الشمال، وأحد الأشخاص الذين كبحوا جماح صدام حسين لاسترجاع الفاو وعندما التقى به، تكلم معه بكل وضوح بأن الجيش غير مُهيأ للدخول بسبب قضايا جغرافية المنطقة، وصدام أوقف الهجوم”.
ولفت إلى أن رشاش “كان صديق عدنان خير الله، وبعد وفاته أحالوه على التقاعد”، موضحاً أن الراحل “شارك في الانتفاضة الشعبانية، لأنه شخصية عشائرية، والتفت حول مضيفه كل العشائر منادين: القائد رشاش نريده”.
وأضاف: “بعد قمع الانتفاضة تم اعتقاله، ورد له الاعتبار من خلال زيارة صدام كامل إلى مضيفه، وبعد ذلك مارس التجارة والزراعة وكانت له أرض كبيرة في الدبوني”.
ويكمل المؤرخ حديثه: “بعد سقوط النظام، رفض رشاش تعيينه قائدا للمنطقة الجنوبية، تحت أمرة البريطانيين، وبعدها صار مستشارا في وزارة الدفاع، وشكل منظمات إنسانية”، مبيناً أن “كل الرؤساء زاروا الإمارة حتى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في زيارته الأخيرة للبصرة”.
وينقل المؤرخون عن الإمارة، بأنه “تحدث أمام صدام حسين وقال له، إن الفاو ستحرق الجيش وتنهيه، ولحظتها، فتح صدام عينيه، مندهشاً من كلامه”، مشيرين إلى أن هذا الأمر يعني أن “الضباط الآخرين لم يتكلموا لصدام عن كل الوقائع التي تخص الفاو”، باستثناء الإمارة.
وينقل المؤرخون عن الإمارة قوله، إن “الأرض كانت غير صالحة في الحرب، والإيرانيين أغرقوها بالمياه، مساحة ١٢ كم، ومن كلامي اقتنع صدام بإيقاف الهجوم، إلا أن تم وضع خطة محكمة”.
اعتُقِلَ الإمارة في الانتفاضة الشعبانية، ويروي تفاصيل الحادثة: “كنا في المضيف، وجاء المنتفضون يرددون الأهازيج، ودخل أحدهم وردد الأهزوجة: “القائد رشاش نريده”.
يكمل الإمارة: “قلنا للمنتفضين إن صدام في بغداد، ونحن هنا،
ولحظتها قال لهم ابن عمي اللواء ثامر الإمارة، إن (صدام جاء بالدبابة ولم يخرج إلا بالدبابة).. وهذه العبارة تحورت وصارت على لسان اللواء ثامر حمد الإمارة: “صدام جاء بالدبابة، وآني راح اطلعه بالدبابة”.
ويشير الراحل الإمارة إلى “اعتقال عدد كبير من الناس من ضمنهم اللواء ثامر، وفي اليوم الثاني، جاء ٨ من التكارتة استخباريين إلى المضيف، وطلبوا الفطور، وبعد شربهم الشاي، وقالوا نريد اللواء رشاش”.
ويروي: “اعتقلوني رغم تاريخي الطويل في الجيش، وحملي الأنواط.. ولحظة الاعتقال، كان أبناء العشيرة مسلحين والذي يقود جماعة الاستخبارات عبد الرحمن الدوري الذين جاؤوا إلى المضيف.. وقال أي حركة تصدر، سأحرق المضيف.. ورفضت كلامه وقلت له لا أحد يستطيع أن يحرق هذا المضيف”.