منذ سنوات يعاني العراق من ارتفاع معدلات التلوث البيئي، فيما تتصدر العاصمة بغداد المحافظات العراقية بأعلى نسب التلوث لا سيما مع زيادة التعداد السكاني، وغياب التخطيط والعشوائيات وعدم بناء مدينة إدارية جديدة للتخلص من التلوث الذي بلغ مستويات خطيرة أثرت على صحة الإنسان.
وتضم بغداد معامل ومصانع ونشاطات صناعية وتجارية متعددة، بعضها داخل الأحياء السكنية، بالإضافة إلى مصفى نفطي في منطقة الدورة، بينما تعهدت الحكومة في أكثر من مناسبة بالعمل على معالجة هذا الوضع.
حمولة الخريف
“بين فترة وأخرى تنبعث روائح الأبخرة في المدن، وبالأخص في فترة الخريف، والتي هي فترة تغير مناخي، تتغير معها اتجاهات الرياح التي تحملها معها روائح الطمر الصحي وانبعاثات المخلفات الصناعية لمعامل الطابوق، والمعامل غير المرخصة لصهر الحديد”، يقول أحمد الصالح المختص والناشط في مجال البيئة والموارد المائية.
ويلفت الصالح إلى أن أغلب هذه المصانع تقع جنوبي العاصمة، ولأن أغلب حركة الرياح طيلة 8 أشهر بالسنة، هي شمالية، فإن تغير في اتجاه الرياح يؤدي إلى جذب هذه الروائح باتجاهات المدن.
مستويات التلوث
المتنبئ الجوي صادق عطية، قال إن “خارطة مستويات التلوث AQI في العراق ومنها العاصمة بغداد صباح الجمعة تشير الى قيم عالية تتجاوز 150-225 ملغرام/متر³”.
ولفت إلى أن “هذه القيم تتجاوز بحوالي 18-24 مره عن الحد الصحي المسموح تواجده في الاجواء حسب منظمة الصحة العالمية WHO”.
ورأى أن “السبب هو زيادة الانشطة الضارة للبيئة أهمها معامل تكرير النفط والمصانع وعوادم السيارات وحرق النفايات التي تنتشر عشوائيا”.
كبريت في العاصمة
وخلال الأسبوعين الماضيين، تكررت شكاوى سكان العاصمة بغداد من رائحة ملحوظة، وصفهم بعضها برائحة الكبريت، والذي غالبا ما يكون مصدره مصفى الدورة، لكن مواطنين آخرين تحدثوا عن روائح مختلفة في مناطق أخرى العاصمة.
في منطقة السيدية وسط العاصمة بغداد، تقول أميمة مزهر، لمنصة “إيشان”، أن الروائح الغريبة والتلوث تفاقم مؤخرا في العاصمة بغداد، قبل أسبوع كانت رائحة الكبريت قوية وملحوظة، ضاق صدرنا بها حتى ونحن محصنين داخل منازلنا”.
ونشر مواطنون صور توثق سحب التلوث في سماء بغداد، خلال الليالي الأخيرة بينها صورة وثقت المشهد من مدينة بسماوية، جنوب شرقي بغداد.
“نشيل ما نظل”
قبل يومين انتقد الأكاديمي حيدر غضبان، ارتفاع نسبة الملثوات في مدينة الحلة، فيما وصفها بـ”المنكوبة”، وقال في تدوينة باللهجة الدارجة: “خاف ناقصين تربان بالحلة صار يومين دخان وريحة كريهة ما اعرف شنو السبب حتى أوكسجين ماكو، الحلة مدينة منكوبة”.
وأكمل: “إلنا الله ولا عتب على المسؤولين”، وأردف وسما ساخرا: “#نشيل_مانظل”.