اخر الاخبار

بخمسة أشهر.. العراق يستورد من إيران ما قيمته 4.5 مليار دولار

  أعلن مدير عام منظمة تنمية التجارة لغرب آسيا في...

الحكيم يدعو لتطبيق التجربة البريطانية للإصلاح في العراق

أشاد رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، اليوم السبت،...

ذات صلة

زيادة المقاومة للمضادات الحيوية تثير مخاوف من أزمة عالمية

شارك على مواقع التواصل

تشكل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية أزمة كبرى تهدد صحة الملايين حول العالم. وفي هذا الوقت يواصل عدد قليل للغاية من شركات الأدوية القيام بأبحاث مكثفة لإنتاج مضادات حيوية جديدة والدفع بها إلى السوق لمواجهة هذه المشكلة

يتراجع عدد الشركات الدوائية الكبرى التي تعمل في مجال أبحاث تطوير المضادات الحيوية بشكل كبير، وذلك لارتفاع تكاليف الاستثمار في البحث والتسويق، كما أن الأدوية أصبحت لا تدر سوى القليل من الأرباح.

وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى صعوبة علاج العديد من الأمراض المعدية، مما قد يؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات والإصابات، كما تؤدي إلى زيادة تكاليف الرعاية الصحية، حيث تتطلب علاجات الأمراض المقاومة للمضادات الحيوية أدوية أكثر تكلفة وفترة علاج أطول.

وتسعى مؤسسة “الوصول إلى الدواء” إلى ضمان توفر الأدوية المناسبة للمرضى المتضررين في جميع أنحاء العالم. وترى المنظمة المستقلة غير الربحية التي يقع مقرها في هولندا أن هناك تهديدا كبيرا لحياة الملايين بسبب تصاعد مقاومة الميكروبات الممرضة للأدوية، وطالبت ببذل جهود أكبر داخل مجال صناعة الأدوية وإجراء أبحاث أكثر كثافة على المضادات الحيوية الجديدة.

ووفقًا للاتحاد الألماني لشركات الأدوية العاملة في الأبحاث، فإنه يوجد حاليًا 68 مادة فعالة فقط قيد التجارب السريرية على مستوى العالم، و292 مشروعًا في المرحلة ما قبل السريرية. وهذا لا يكفي بأي حال من الأحوال.

زيادة الوفيات بسبب مقاومة المضادات الحيوية

وتعد أكبر مشكلة تواجه المجال الدوائي حالياً هي زيادة مقاومة المضادات الحيوية، الأمر الذي يتتسبب في العديد من الوفيات. ونشرت مجلة “ذا لانسيت” المتخصصة في عام 2022 دراسة تلخص نتائج بعض الدراسات حول الوفيات والأمراض المرتبطة بهذه المقاومة الميكروبية للمضادات الحيوية (AMR).

وكان من بين هذه النتائج أنه تم تقدير عدد الوفيات المرتبطة بمقاومة المضادات الحيوية بنحو خمسة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم. ولا يُعرف بعد ما إذا كان السبب هو العامل الأصلي المسبب للمرض أم المقاومة. وتعد منطقة غرب إفريقيا جنوب الصحراء الأكثر تضررًا من هذا الأمر.

لكن الأمر لا يشمل فقط البلدان النامية والناشئة التي تعاني من مقاومة المضادات الحيوية ونقص الأدوية الجديدة، إذ تعاني البلدان الصناعية أيضًا من ذلك. ولذلك، طالبت مؤسسة “الوصول إلى الدواء” بإلحاح بتطوير مضادات حيوية ولقاحات جديدة. لكن العديد من الشركات الكبرى لم تعد تُجري أبحاثًا على أدوية جديدة حيث ترى أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء من الناحية الاقتصادية.

تراجع عدد الشركات المنتجة للمضادات الحيوية

ولا تقتصر مشكلة نقص المضادات الحيوية الجديدة على البحث والتطوير فقط، بل تمتد أيضًا إلى الإنتاج. فوفقًا لمؤسسة الوصول إلى الدواء، فإن غالبية الشركات التي تنتج المضادات الحيوية هي شركات كبرى، غالبًا ما تكون مسؤولة عن أكثر من 200 منتج، وتوزعها على مستوى العالم.

وتشير المؤسسة إلى أنه إذا ما غيرت هذه الشركات من استراتيجيتها ولم تعد تُنتج المضادات الحيوية، فلن يكون لدى الناس في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض إمكانية الوصول إليها. ونتيجة لذلك، سيموت المزيد من الناس حول العالم لأنهم لا يحصلون على الدواء المناسب وليس بسبب الجراثيم نفسها.

الجدير بالذكر أنه لا يتم تسجيل العديد من المواد الفعالة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وقد حددت مؤسسة الوصول إلى الدواء أكثر من 100 دولة في جميع أنحاء العالم على أنها بلدان ذات مشاكل صحية، حيث تواجه حاجة ماسة إلى تحسين الوصول إلى الأدوية.

ووفقًا للمؤسسة، فإن عددًا قليلاً فقط من المضادات الحيوية الجديدة متوفرة في حوالي 10 من هذه البلدان. لذلك، فإن فرص وصول المضادات الحيوية الجديدة إلى من يحتاجونها ضئيلة.

ما الموقف في العالم العربي؟

تعد مقاومة المضادات الحيوية مشكلة خطيرة في العالم العربي، حيث تنتشر بشكل متزايد في جميع أنحاء المنطقة. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن مقاومة المضادات الحيوية في العالم العربي هي من أعلى المعدلات في العالم.

وتشير دراسة “تقييم مقاومة مضادات الميكروبات في مصر” والتي أجريت في عام 2021 ودراسة أخرى أجريت في السعودية عام 2020 وأخرى في المغرب عام 2022 إلى أن أهم أسباب انتشار مقاومة المضادات الحيوية في العالم العربي هي:

1- الاستخدام المفرط والخاطئ للمضادات الحيوية: حيث يتم وصف المضادات الحيوية بشكل غير دقيق في كثير من الأحيان، أو يتم استخدامها بشكل غير كامل بمعنى عدم تناول العلاج للنهاية.

2- انتشار الأمراض الحيوانية التي تنتقل إلى الإنسان: حيث تنتقل بعض الأمراض الحيوانية إلى الإنسان، مثل السل والالتهاب الرئوي، والتي يمكن أن تصبح مقاومة للمضادات الحيوية.

3- ضعف الأنظمة الصحية: حيث تفتقر العديد من البلدان العربية إلى البنية التحتية والتمويل الكافيين لمراقبة ومكافحة مقاومة المضادات الحيوية، وفق ما ذكرت منظمة الصحة العالمية.