أطلق مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية (NOAA)، اليوم الخميس، تحذيراً عاجلاً من اقتراب عاصفة شمسية “جيومغناطيسية” شديدة من المستوى G3، من المتوقع أن تضرب الأرض خلال الساعات المقبلة.
وأوضح المركز في تقرير تابعته “إيشان” أن العاصفة جاءت نتيجة توهّج شمسي من الفئة M7.4 انطلق أمس الأربعاء من البقعة الشمسية النشطة AR4274، ومن المتوقع أن تصطدم بالمجال المغناطيسي للأرض خلال الـ24 إلى 48 ساعة القادمة.
وأشار المركز إلى أن “موجة الجسيمات الشمسية المشحونة ستصل إلى الأرض بين مساء اليوم الخميس وصباح غد الجمعة، لتتفاعل مع الغلاف المغناطيسي الأرضي، مما قد يسبب اضطرابات مؤقتة في الاتصالات اللاسلكية وأنظمة الملاحة والأقمار الصناعية، فضلاً عن تقلبات طفيفة محتملة في شبكات الكهرباء عالية الجهد”.
وفي سياق متصل، أفادت التوقعات بوجود فرصة لرصد الشفق القطبي في مناطق أوسع من المعتاد، في عرض سماوي استثنائي، رغم أن الإضاءة القمرية القوية قد تقلل من وضوحه.
من جانبها، أوضحت الجمعية الفلكية بجدة أن “هذه العاصفة ناتجة عن انبعاث كتل إكليليّة، وهي سحب هائلة من البلازما والمجالات المغناطيسية تُقذف من الغلاف الخارجي للشمس، وعند اصطدامها بالأرض تتفاعل مع المجال المغناطيسي لتوليد تيارات كهربائية واضطرابات في الطبقات العليا من الغلاف الجوي”.
وحذّر الخبراء من أن هذه العواصف، رغم عدم تشكيلها خطراً مباشراً على الحياة اليومية، قد تؤثر على الأقمار الاصطناعية والملاحة الجوية والاتصالات بعيدة المدى. ويصنف الخبراء العاصفة المرتقبة ضمن الفئة القوية، وهي الأقوى منذ أشهر، ما دفع هيئات الطيران والكهرباء في عدة دول إلى رفع حالة التأهب لفرقها بشكل احترازي.
كما شدّد مركز الطقس الفضائي الأميركي على أهمية متابعة نشاط الشمس المتزايد، خاصة مع الذروة المتوقعة صباح الجمعة بتوقيت مكة المكرّمة، مشيراً إلى أن مراقبة العواصف الشمسية باتت ضرورية مع الاعتماد المتزايد على الأنظمة التقنية الحساسة.
