اخر الاخبار

“خسيس وغدّار وچلب”.. إعلام تقدم يغمز الخنجر: يسعى للفوضى ويبحث عن افتعال المشاكل

هاجم إعلام حزب تقدم الذي يقوده الحلبوسي، اليوم السبت،...

مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.. شروط المقاومة مقابل تعنّت الاحتلال

  كشفت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم السبت، عن استمرار المفاوضات...

“يغرونهم بخدمات مالية” ضحايا “الكي كارد” يناشدون: محتالون يسحبون أرصدتنا أين الأمن الوطني؟

تتصاعد المخاوف من تعرض حملة بطاقات "الدفع الإلكتروني" لعمليات...

“من تموت خابرونا”.. مكالمة “تهز الأبدان” بين دار للمسنين وأبناء عراقية “دفنت غريبة”

نشر  مدير دار الرشاد للمسنين، تفاصيل مكالمة "صادمة" جمعته...

من غزو العراق لإسقاط الأسد.. مشرع أمريكي يتحدث عن “الخارطة” الجديدة للمنطقة

  عقّب النائب الديمقراطي الأمريكي، جيك أوشينكلوس، على التطورات المتسارعة...

ذات صلة

سلوك “غريب” لمرشحات الانتخابات.. من الطين إلى “البوتوكس” والأزياء “المثيرة”

شارك على مواقع التواصل

لم تخلو الدعاية الانتخابية لمرشحات انتخابات مجالس المحافظات، من “الغرابة والكوميديا”، إذ عمدت بعض المرشحات إلى اعتماد أساليب تشبه كثيراً ما يفعله “التيكتوكرية”، لتحقيق المشاهدات والتفاعلات، الأمر الذي لاقى انتقادات وسخرية واسعة على مختلف المنصات الاجتماعية.
ويرى المحلل سياسي عصام الفيلي أن “هوس التجميل والظهور بمظهر جذاب هو عملية لاستدراج الناخبين ليس لها أية علاقة بالعمل السياسي المهني”.

“الطشة” أساس الترويج الانتخابي
في محافظة نينوى، قدمت المرشحة شيماء ذاكر نفسها للانتخابات المحلية، ضمن قائمة تحالف اتحاد نينوى، وهو تحالف غير معروف في الأوساط السياسية سابقاً، كما أنه يجرب انطلاقته الانتخابية الأولى هذا العام، لكن الملاحظ على المرشحة شيماء أنها ليس لها أي عمل أو نشاط سياسي في السابق، فكل ما قدمته خلال السنوات الماضية هو “صناعة المحتوى الفني والتمثيلي” في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال فريق غير معروف في الأوساط الفنية.

وعبر صفحتها في “فيسبوك”، تنشر شيماء ذاكر مقاطع فيديو باللهجة الموصلية تنتقد من خلالها ممارسات سياسية واجتماعية، ومن خلال تلك الحلقات تحاول المرشحة ذاكر تسويق نفسها إلى أهالي نينوى بغية التصويت لها في الانتخابات.
طريقة ذاكر، وأساس ترشحيها، قوبل بانتقادات واسعة، منها ما جرى تناوله في برامج سياسية ساخرة، وما يُكتب له من تعليقات وانتقادات على مواقع التواصل، ليقول عدد من ممواطني المحافظة لـ”إيشان”، إن “هناك حاجة لكي ننتخب من له باع طويل في السياسية والاقتصاد ومن له خبرة وكفاءة، ومن غير المعقول أن نرهن مصيرنا عند شخص يبحث عن الطشة”.
ويضيفون: “نينوى محافظة حساسة، بموقعها الجغرافي، وطبيعة سكانها، وكم الويلات والدماء الذي تعرضت له طيلة السنوات السابقة، على أهل نينوى أن يدركوا أنهم أمام مرحلة حرجة تستعدي انتخاب من يعرف دهاليز المحافظة ويعرف كيف يجلب حقها وسط الصراع السياسي المحتدم على الثروات والمناصب في بغداد والمحافظات”.
وفي نينوى، هناك العديد من المرشحين الذين لديهم “أساليب غريبة” في الترويج عن برنامجهم وطموحهم الانتخابي، وقد مثلت شيماء ذاكر، عينة من تلك الشريحة التي تحاول الوصول إلى مجالس المحافظات.
ومن نينوى إلى المحافظة الأقرب لها، كركوك التي تدخل للمرة الأولى في انتخابات مجالس المحافظات منذ العام 2005، وذلك بسبب حجم الصراع السياسي والاجتماعي على إدارة المحافظة، فكركوك التي توصف بأنها “فسيفساء عراقية”، تأثرت كثيراً بالعراك السياسي الطويل بين المكونين العربي والكردي، حتى تركت بلا انتخابات محلية، واستثنيت منها في السنوات السابقة بسبب “حراجة الوضع الاجتماعي فيها”..
هذه المحافظة ايضاً كان لها نصيبها من المرشحين أصحاب الدعايات الانتخابية التي لم يعهد مثلها أهالي كركوك من قبل، حيث تنتقل المرشحة أردهان كمال بين مناطق المحافظة بأزياء أثارت جدلا واسعاً بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وحديث المقاهي في محافظة كركوك.


يقول أحمد زنكنة، وهو كركوكي أباً عن جد، كما يوصف نفسه “لم أرى في حياتي مرشحة بهذا الشكل، نحن في كركوك لدينا مجتمع متنوع، لكن على السياسي ومن يتصدى للسياسية أن يكشف عن وجهه أولاً للناس، والدين والشرع والأخلاق، لا تمنع الناس من كشف وجوههم، فكيف بمرشحة تريد منا أن نضع ثقتنا بها، وهي تعاملنا من وراء غطاء الوجه”.


ونالت المرشحة ايضاً حصة كبيرة، من حفلات التنمر والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي البرامج السياسية الساخرة، حتى خرجت في إحدى القنوات للرد على ما تتعرض له من انتقادات واسعة قائلة: “النقاب هو زي شرعي وإسلامي وليس غريباً على الدول الإسلامية”.


وأضافت “كما أن أزيائي ليست غربية، وهي ضمن حريتي الشخصية وكل ما أريده هو خدمة الوطن وبناء كركوك”.
وتشير المعلومات إلى أن المرشحة أردهان هي من المكون التركماني في كركوك، وقد رشحت نفسها ضمن قائمة “حركة الوفاء التركماني”.

وقريباً من المرشحة أردهان، حيث تقف هبة الطائي، بجانب تل من فاكهة الرمان في المحافظة، لتعلن عن نفسها مرشحة عن قائمة تحالف القيادة، متخذة أساليب عدة للترويج عن نفسها، من خلال أزيائها التي ترتديها للتنقل بين مناطق المحافظة والصور التي تلتقطها مع الأهالي، والفيديوهات التي تخرج بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وعبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر المرشحة هبة الطائي يومياتها لتتحدث عن نفسها وعن اهتمامها بشكلها ومظهرها وأنها لم تخضع لعميات تجميلية “كبيرة” لكنها تقول أنها “تهتم بشكلها جداً”، كما وتقدم العديد من النصائح لمتابعيها عبر نشاطها اليومي، متخذة من عملها الإعلامي مساراً لها لإيجاد قاعدة انتخابية لها.


وعلى هذا الوقع أيضاً، تنتشر صورة في مواقع التواصل الاجتماعي لمرشحة عن تحالف حسم في بغداد، وهي تحمل في يديها “سلاح أمريكي نوع M16″، هذه الصورة التي تعود للمرشحة حنين الزيدي، لاقت ايضاَ استغراباً واسعاً من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين رأوا أن “المرشحة التي تدعي أنها خبيرة قانونية تروج بهذه الطريقة لحمل السلاح”.


وربما لم تكن المرشحة قاصدة أي غرض بحملها السلاح، لكنها ووفق مختصين يرون أن هذه الأساليب باتت جزءاً أساسياً من محاولة “المرشحين للطشة على وسائل الإعلام”.
وفي محافظة المثنى، تلتقط المرشحة عن تحالف الأساس دعاء مسافر نافع، صوراً وسط الشوارع المتهالكة، وبينما تضع كرسياً وسط الطين والمياه الملوثة في مناطق المثنى، تقول مخاطبة أهالي المحافظة أنها “واصلت مشوارها وتحديها من أجل بناء المثنى”.


وأخذت طريقة دعاء نافع للترويج عن نفسها حيزاً غير قليل، عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض أنها تحاول “اتخاذ الطشة سبيلاً لجذب أصوات الناخبين”.
وتحمل الصفحة الرسمية للمرشحة دعاء نافع اسم “دعاء ترجمة”، لتتخذ من مشاركاتها في النشاط المدني والمجتمعي وحصولها على بكالوريوس في اللغات مساراً لها في التواصل مع محتلف المؤسسات والمنتديات لطرح برنامجها الانتخابي.


وتقول نافع إن “تمردها على المجتمع وتحولها للعمل السياسي والمجتمعي وظهورها المكرر في وسائل الإعلام ونشر صورها في منصات التواصل الاجتماعي عرضها للكثير من الإساءة والتنمر والسب والقذف والاتهامات الأخرى”.
وتصر على موقفها بالقول: “أنا اخترت هذا الطريق بإرادتي وبتشجيع من والدي الراحل وبدعم من عمي الشاعر ناظم السماوي، وسأستمر”.
مدنية زائفة
يعلق المحلل السياسي عصام الفيلي، على الدعايات الانتخابية التي تملأ شوارع العاصمة بغداد وبقية المحافظات الأخرى، والتي تظهر المرشحات فيهن وهن على اهتمام كامل بالجسد والمظهر الخارجي، بالقول: إن “غياب وجود تنظيمات سياسية مدنية حقيقة في العراق، أدت إلى وصول بعض الشخصيات التي ليست لها علاقة بالعمل السياسي إلى الواجهة السياسية”.
ويضيف الفيلي في حديث لـ”إيشان”، أن “الاهتمام بالجسد وبالمظهر الخارجي للمرشحات هو محاولة لجذب النظر أولا ومن ثم محاولة لفت الانتباه لفئات معينة طامحة لصعود جيل شبابي ذو نزعة حداثوية واعية، وهذا ما يحاول بعض المرشحات اثباته ولكن بطريقة خاطئة جداً”.
ويمضي قائلاً: “اثبات الوجود ولفت الانتباه يكون بالعمل السياسي الحقيقي والنضال والنزول للميدان والتصدي للمواقف السياسية بشتى تناقضاتها، وأن المدنية الحقيقية ليست أبداً مظاهر جمالية واهتمام بالشكل الخارجي، إنما هي مبادئ وقيم وثوابت، رأيناها في أجيال سابقة”.
ويكمل: “أفعال بعض المرشحات تمثّل مدنية زائفة، فالتأثير في مواقع التواصل الاجتماعي يختلف جذرياً عن التأثير السياسي، وليس معنى أن يكون لك متابعين على منصاتك الاجتماعية، فهذا يقضي بالضرورة أن تفوز بمقعد في مجلس النواب أو مجالس المحافظات”.
ويختتم الفيلي حديثه بالقول: “تجارب اللعب على (الطشة)، فشلت في السابق، ومتوقع لها أن تفشل في هذه الانتخابات ايضاً، ويجب على المرشحين النساء والرجال، الابتعاد عن الوسائل الاجتماعية واستغلال بعض التوجهات الفئوية، والتمسك بالعمل المهني والسياسي الحقيقي المنتج، من أجل الارتقاء بواقع الناخبين”.
ويمضي قائلاً: “اثبات الوجود ولفت الانتباه يكون بالعمل السياسي الحقيقي والنضال والنزول للميدان والتصدي للمواقف السياسية بشتى تناقضاتها، وأن المدنية الحقيقية ليست أبداً مظاهر جمالية واهتمام بالشكل الخارجي، إنما هي مبادئ وقيم وثوابت، رأيناها في أجيال سابقة”.
ويكمل: “أفعال بعض المرشحات تمثّل مدنية زائفة، فالتأثير في مواقع التواصل الاجتماعي يختلف جذرياً عن التأثير السياسي، وليس معنى أن يكون لك متابعين على منصاتك الاجتماعية، فهذا يقضي بالضرورة أن تفوز بمقعد في مجلس النواب أو مجالس المحافظات”.
ويختتم الفيلي حديثه بالقول: “تجارب اللعب على (الطشة)، فشلت في السابق، ومتوقع لها أن تفشل في هذه الانتخابات ايضاً، ويجب على المرشحين النساء والرجال، الابتعاد عن الوسائل الاجتماعية واستغلال بعض التوجهات الفئوية، والتمسك بالعمل المهني والسياسي الحقيقي المنتج، من أجل الارتقاء بواقع الناخبين”.