تتواصل لليوم الثاني على التوالي الاشتباكات العنيفة في محافظة السويداء جنوب سوريا، بين فصائل محلية درزية من جهة، ومسلحين متطرفين ينتمون لتنظيم “داعش” ومجموعات عشائرية، إلى جانب وحدات من “جيش النظام السوري الجديد” بقيادة الرئيس أحمد الشرع من جهة أخرى، وسط تصعيد واسع النطاق استخدمت فيه الطائرات الحربية والدبابات والأسلحة الثقيلة.
واندلعت المواجهات منذ 24 ساعة، بهجوم مفاجئ شنّته جماعات متطرفة وعشائر عربية على مواقع الفصائل الدرزية، انطلاقاً من منطقة “المقوس” شرق المدينة، ما أدى إلى سقوط ثلاث مناطق في قبضة المهاجمين بشكل مؤقت.
وفي الساعات الأولى من فجر اليوم، أعادت الفصائل الدرزية تنظيم صفوفها واستعادت السيطرة على تلك المناطق، بما فيها “المقوس”، التي شكّلت نقطة الانطلاق الأساسية للهجوم.
ومع تصاعد القتال، تدخلت قوات “الجيش السوري الجديد”، مدعومة بتعزيزات ثقيلة شملت مروحيات هجومية من طراز Mi-24، ودبابات T-55 وT-64، ومدرعات BMP-1 وBMP-2، إلى جانب آليات مدرعة سورية الصنع من طراز SAV و”رعد”، المصنعة سابقاً في معامل الدفاع.
الهجوم المشترك الذي شنّه المهاجمون وقوات النظام استهدف مواقع الطائفة الدرزية بشكل مباشر، ما أدى إلى تفاقم الوضع الميداني والإنساني على حد سواء، في ظل استمرار الاشتباكات حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
ووفق المعلومات الميدانية، قُتل ما لا يقل عن 110 عناصر من المهاجمين، وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح متفاوتة.
في المقابل، سقط من صفوف المقاتلين الدروز نحو 30 قتيلاً حتى مساء أمس، مع عدم توفر حصيلة محدثة حتى الآن بسبب استمرار المعارك.
والسويداء تشهد واحدة من أعنف المواجهات المسلحة منذ سنوات، في ظل تغييب واضح لأي تدخل دولي أو إنساني، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى نزاع مفتوح يحمل أبعادًا طائفية وأمنية خطيرة، لا سيما مع تورط أكثر من طرف في القتال، وغياب أفق للحل أو التهدئة.