حازت السجادة الإيرانية الرائعة المزخرفة، العائدة إلى العصر القاجاري والمنسوجة يدويًا، والتي فرشت تحت جثمان البابا فرنسيس خلال مراسم تأبينه في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، على اهتمام واسع من الصحف العالمية.
وقد لفتت هذه السجادة، القادمة من مدينة ملاير الإيرانية، أنظار الأوروبيين منذ العصر القاجاري، وامتدت شهرتها عبر الحدود لسنوات طويلة، من متحف تاريخ الفن في فيينا بالنمسا إلى ألمانيا وبريطانيا، لتعود اليوم مجددًا إلى قلب الفاتيكان، محافظةً على أصالتها وروعتها التاريخية، مرافقةً البابا فرنسيس في مراسم وداعه الأخيرة.
وانتشرت سريعًا صور لسجادة فاخرة منسوجة يدويًا، يتجاوز عمرها المئة عام، يبلغ طولها خمسة أمتار وعرضها سبعة أمتار، وقد نسجت آنذاك في ملاير خصيصًا كهدية للفاتيكان. وتُظهر الصور أن هذه السجادة فرشت تحت نعش الزعيم الروحي للكاثوليك ورئيس دولة الفاتيكان البابا فرنسيس خلال مراسم تأبينه في ساحة كاتدرائية القديس بطرس.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُستخدم فيها السجاد الإيراني في الفاتيكان، إذ أن هناك تقليدًا طويل الأمد يتمثل في اعتماد السجاد الإيراني الفاخر خلال الاحتفالات والمراسم الرسمية، ومن أبرزها استخدامه في طقوس دفن الباباوات.
ويُعرف سجاد ملاير، الواقع في محافظة همدان، بأنه من بين أعرق وأشهر أنواع السجاد اليدوي الإيراني، ويتميز بجودته العالية، وتصميماته الفريدة، وألوانه الطبيعية الزاهية.
تجدر الإشارة إلى أن السجاد الملايري دخل الأسواق العالمية في أواخر العهد القاجاري وبدايات العهد البهلوي، ولفت انتباه الأوروبيين آنذاك، حيث تم تصديره إلى دول مثل ألمانيا وفرنسا وإنجلترا.
وبالنظر إلى نمط السجادة التي وضعت تحت نعش البابا فرنسيس، يتبين أنها مصنوعة يدويًا بنمط “سجادة السمكة” الكلاسيكي، ومن المحتمل أن تكون من إنتاج منطقتي أزندريان وحسين آباد شاملو، وهي سجادة فريدة من نوعها تتميز بجودة عالية ومتانة طويلة الأمد، مع سهولة نسبية في النسيج، إضافة إلى استخدام مواد خام عالية الجودة، وصبغات طبيعية، مما يضفي عليها جمالًا خاصًا.
يعود تاريخ صناعة السجاد في ملاير إلى مئات السنين، وقد ازدهرت هذه الحرفة خصوصًا خلال العصر القاجاري، بفضل الموقع الجغرافي للمدينة وتوفر المواد الخام مثل الصوف عالي الجودة ومصانع الصباغة، مما جعل ملاير واحدة من المراكز الرئيسة لنسج السجاد اليدوي في غرب إيران.
المصدر: وكالة الأنباء الإيراني