لم يشعر كثير من المواطنين بـ “طعم” عيد الأضحى، الذي يصادف اليوم الخميس آخر أيامه، بعد خمسة أيام شهدت حوادث مختلفة من أقصى جنوب العراق إلى أقصى الشمال، ودرجات حرارة لم تنخفض بل ارتفعت.
لم تظهر ملامح العيد المُعتادة خاصة مع أول أيامه، الذي يشهد عادة تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء، وأطفالاً يتجولون بملابسهم الجديدة “فرِحينَ” بعيديات استحصلوها من ذويهم.
درجات الحرارة لامست الخمسين، وفي يوم الاثنين الماضي، الذي كان أول أيام العيد عند المكون الشيعي، والثاني عند السني، حذّرت هيئة الأنواء الجوية من التعرّض لأشعة الشمس، ونصحتهم بالبقاء في منازلهم.. لتغيب الكثير من ملامح العيد.
خلال أيام عيد الأضحى، لجأ مواطنون من الوسط والجنوب إلى إقليم كردستان هرباً من ارتفاع درجات الحرارة، ولقضاء عطلة العيد، لكن محافظات الإقليم سجّلت كبقية محافظات العراق، مصرع أشخاص وحرائق، وحوادث سير، نغصّت العيد على الضحايا.
غرقٌ في العيد
يوم الأحد الماضي، شهد غرق شابين عند ملتقى نهري دجلة والفرات بقضاء القرنة شمالي البصرة، كانا قد هربا من درجات الحرارة المرتفعة.
في ديالى وخلال هذا الأسبوع الحالي (أسبوع العيد)، سُجّلت ثلاث حالات غرق بأوقات متفرقة، فيوم أمس الأربعاء شهد غرق منتسب في وزارة الداخلية، أثناء سباحته في نهر ديالى.
وقبل المنتسب، غرق شابٌ أثناء سباحته في نهر ديالى أيضاً، ليضاف الحادثان إلى غرق أول شهده النهر في بداية الأسبوع الحالي.
يوم أمس الأربعاء أيضاً، غرق صبيٌ أثناء السباحة في نهر الزاب، حيث كان مع عائلته يقضون عطلة العيد في ناحية التون كوبري شمالي كركوك، لتنتهي فرحة العيد عندهم بمأساة وحزن.
وقبل يومين، في الثلاثاء تحديداً، غرق طفلان شقيقان أعمارهما دون العشر سنوات، خلال سباحتهما في أحد أنهر المناذرة جنوبي النجف.
أما اليوم الخميس، فقد لقي شابان حتفهما غرقا، خلال السباحة في نهر الفرات، تحت الجسر الحديدي ضمن منطقة النعيمية في مدينة الفلوجة، وفقا لمصدر أمني أبلغ منصة “إيشان”.
سلاحٌ يخرّب العيد
يوم أمس الأربعاء، شهدت النجف اشتباكات مسلحة نتج عنها حرق منازل ومقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين، نتيجة استخدام الأسلحة المتوسطة.
وذكرت قيادة النجف في بيان ورد لـ “إيشان”، أن “ما حدث في ناحية الحيدرية هو حادث مشاجرة جرى فيها إطلاق نار بسبب خلاف على أرض زراعية، مما أدى إلى قتل اثنين من المواطنين وإصابة اثنين آخرين بجروح”.
وأضافت أن “الأجهزة الأمنية تمكنت من السيطرة على الموقف، وطوقت المنطقة قبل أن تشرع باعتقال اثنين من المتهمين”، مؤكدة فتح تحقيق في الحادث من قبل الأجهزة المختصة”.
قبل ذلك، روى مصدر أمني تفاصيل النزاع بأنه “نتج عنه حرق 3 منازل تباعة للعشيرة التي تسبب بقتل أحد أفراد الطرف الثاني”، لافتاً إلى أن “أفراد الدفاع المدني نجوا من محاولة اغتيال، بعدما تعرضوا لإطلاق نار نتيجة محاولتهم إخماد نيران المنازل المحترقة”.
وأشار المصدر، إلى أن “النزاع نتج عنه أيضاً إصابة عنصرين أمنيين أثناء محاولة فض النزاع العشائري في ناحية الحيدرية”.
وفي ميسان وخلال يوم أمس الأربعاء أيضاً، أفاد مصدر أمني بأن “مسلحين مجهولين يستقلون عجلة صالون، فتحوا نيران اسلحتهم على شخص في الثلاثينيات من عمره بمنطقة حي الشهداء وسط مدينة العمارة مركز المحافظة فأردوه قتيلاً على الفور”.
وبين المصدر، ان “القوات الامنية طوقت مكان الحادث وقامت بنقل الجثة للطب العدلي لإكمال الإجراءات القانونية لها وفتح تحقيق بالحادث لمعرفة ملابساته، حيث تشير إلى الحادث وقع بسبب ثأر عشائري”.
وفي البصرة، قُتِلَ شخص يعمل في شركة الجدار الساند بعد خلاف مع آخر يعمل معه في الشركة، وفتح النيران عليه مع شخص آخر ليردوا الأول قتيلاً.
أما في بغداد، فقد أفاد مصدر أمني، يوم أمس الأربعاء، بالعثور على جثة رجل خمسيني مرمية داخل متنزه مرآب بعقوبة القديم ضمن منطقة البلديات شرقي بغداد، وعليها آثار كدمات ودماء في العين اليسرى.
وفي حادث آخر، أصيب شخص نتيجة تعرضه لطعنة سكين بسبب مشاجرة مع عدد من الأشخاص لم تعرف أسبابها ضمن منطقة حسينية المعامل.
واليوم الخميس أيضاً، أفاد مصدر في الشرطة المحلية، بمقتل فتاة على يد شخص جنوب شرق العاصمة بغداد، ووفق التحقيقات فإن المتهم الذي أُلقي القبض عليه قتل الضحية نتيجة رفضها الخطوبة منه.
حرائق آخر أيام العيد
واليوم الخميس، آخر أيام عيد الأضحى، اندلع حريق بصالة الولادة في مستشفى بلدروز العام، وفق ما أعلن مدير إعلام صحة ديالى فارس العزاوي.
وقال العزاوي، في بيان، إن “التحقيقات الاولية مع الدفاع المدني والادلة الجنائية أثبتت أن سبب الحريق هو تماس كهربائي، ولاتوجد اي خسائر بشرية”، مؤكداً “الاستمرار بتقديم الخدمات الطبية و الصحية و العلاجية للمواطنين”.
وأضاف أن “مدير عام صحة ديالى الدكتور الاستشاري حيدر المگدمي تواجد في المستشفى وقت حدوث الحريق و اطلع على كافة التفاصيل ووجه بإتخاذ كافة الإجراءات اللازمة مؤكدا على اهمية الإجراءات الاحترازية للحد من الحرائق حفاظاً على ارواح المواطنين”.
وفي نينوى، انفجر مستودع للذخيرة غربي المحافظة، تسبب بإصابة منتسبين اثنين، واندلعت النيران هناك، وفُتِحَ تحقيق في الحادث الذي قد يكون ناجماً عن ارتفاع درجات الحرارة.
بينما شهدت محافظة السليمانية حريقاً بمساحة تقدّر بـ 500 دونم من الحشائش والنباتات، وإتلاف 60 ألف شجرة طبيعية في قضاء عربت، حسب ما أفادت مديرية شرطة الغابات والبيئة في محافظة السليمانية.
وأعربت المديرية عن أسفها في بيان اليوم، بأنه ونتيجة لهذا الحادث في قريتي (ويلاكا ودربندفقاره) في قضاء عربت احترق (500) دونم من الحشائش والنباتات، ووفقا للمعلومات فإن كل دونم يحتوي على 120 شجرة طبيعية.
و وفقا للبيان، فإنه وبعد ورود بلاغ عن الحريق، وصل على الفور مفرزة من منتسبي مركز شرطة الغابات والبيئة في عربت إلى محل الحريق لإخماده والتحقيق في أسباب اندلاعه.
ونتيجة التحقيقات الأولية تم إلقاء القبض على مواطن للاشتباه في تسببه في الحريق، بحسب البيان.