كانت إدارة جورج بوش مقتنعة، وطمأنت الشعب الأميركي والعالم، بأن الحرب ستخلف عددا قليلا من الضحايا المدنيين والعسكريين، وستؤدي إلى “نصر” سريع تليه إعادة الإعمار، وتحويل العراق إلى حكومة ديمقراطية، وتركه ببنية تحتية أفضل.
لكن، حسب ما وثق “مشروع تكاليف الحرب” (Cost of War) بجامعة براون (Brown University) الأميركية، فإن هذه الافتراضات المتفائلة تواجه سجلا من الوفيات، والتكاليف المرتفعة والمستمرة، والدمار الإقليمي.
ويصدر “مشروع تكاليف الحرب” في جامعة براون تحديثا دوريا لدراسة عن تكلفة الحرب في العراق، ويظهر التحديث الأخير أن الحرب كلفت الخزانة الأميركية حتى الآن ما لا يقل عن 2.89 تريليون دولار، أي ما يقرب من 26 ألف دولار لكل دافع ضرائب فدرالي، هذا بالإضافة لضحايا وقتلى تخطى عددهم ربع مليون شخص أغلبهم من المدنيين العراقيين.
تتكون ميزانية حروب الولايات المتحدة من تكاليف مباشرة للإنفاق العسكري على العمليات من قبل وزارة الدفاع، والمهام المساعدة من وزارة الخارجية. وهناك أيضا تكاليف إضافية، بما فيها ميزانية تمويل الرعاية الطبية ورعاية المعوقين من “المحاربين القدامى”.
ويُقدر إجمالي التكاليف حتى الآن بنحو 1.79 تريليون دولار، ولا يشمل الأموال المطلوبة للسنة المالية 2024. وإذا تم تضمين تكاليف الرعاية الطبية ورعاية المعوقين “للمحاربين القدامى” المستقبلية، فستصل هذه التكاليف إلى نحو 2.89 تريليون دولار. ولا يشمل الرقم المذكور هنا الإنفاق الأميركي على تكاليف المساعدات الخارجية وإعادة الإعمار.
ويصل تقدير تكلفة غزو العراق أميركيا، حسب تصنيفات جامعة براون، إلى 2.9 تريليون دولار.
ووفق جامعة براون في الفترة بين مارس/آذار 2003 ومارس/آذار 2023، فإن عدد قتلى الجيش الأميركي بلغ 4599 شخصا، أما قتلى موظفي البنتاغون المدنيين فبلغ 15 شخصا، وعدد القتلى من المتعاقدين الأميركيين فوصل إلى 3669 شخصا.
ويُشير تقدير جامعة براون إلى تكلفة بيئية عالية يتحملها العراق ممثلة في انبعاث 98 إلى 122 مليون طن متري من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (MMTCO2e) من العمليات العسكرية الأميركية بين عامي 2003 و2021 في منطقة الحرب.