اخر الاخبار

أجواء حارة تداهم الوسط والجنوب وأمطار خفيفة في المنطقة الشمالية

أعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، اليوم الأحد،...

المرجع الأعلى السيد علي السيستاني يستقبل عدداً من جرحى الحزب في لبنان

استقبل المرجع الديني الأعلى، السيد علي السيستاني، اليوم الأحد،...

ذات صلة

في ذكرى تأسيسه.. تعرف إلى أول مذيعة شاهدها الجمهور في تلفزيون العراق

شارك على مواقع التواصل

يصادف اليوم الخميس، الذكرى الـ68 على تأسيس تلفزيون العراق، ففي 2 أيار عام 1956 سبق العراق الدول العربية كافة بأول بث تلفزيوني.

بدأت القصة عام 1956 حين حضرت شركة (باي) البريطانية للمشاركة في المعرض البريطاني التجاري في منطقة كرادة مريم ببغداد قرب الإذاعة، وكان من بين معروضاتها منظومة بث تلفازي باللونين الأسود والأبيض مع استديو تلفزيون، مما شَدَّ انتباه الملك فيصل الثاني الذي افتتح المعرض وطلب شراء المعدات من الشركة ونصبها في موقع الإذاعة في البنكلة التي صارت مقر تلفزيون بغداد الذي يعدّ أقدم محطة تلفاز في الشرق الأوسط والوطن العربي في عام 1956.

أول صوت أنثوي

كانت صبيحة المدرس أول مذيعة تلفزيونية شاهدها الجمهور من على الشاشة الصغيرة عام 1956، كما أنها كانت من أوائل المذيعات اللاتي عملن في الإذاعة عام 1946.

وفي مقابلة صحفية قديمة، استرجعت المدرس اولى لحظات دخولها مبنى (الاذاعة اللاسلكية) فتقول: كان ذلك في عيد النهضة العربية (9 شعبان) توجهت الاذاعة الى من يرغب بالقدوم لالقاء كلمة او قصيدة بالمناسبة.. فذهبت وانا احمل بيدي ورقة كتبت فيها انشاء للمناسبة.. فصادف ان سمعها مدير الاذاعة آنذاك الذي اعجب بالقائي فاستدعاني الى مكتبه وفاجأني بسؤاله: من كتب لك هذه الكلمات؟ فقلت له: والله استاذ آني! بعدها سألني: هل تقبلين ان تكوني مذيعة؟

وتضيف: لم اجب حينها الاّ اني خرجت مسرعة للوصول الى البيت لاطرح المسألة على ابي الذي لم يمانع ابدا من الفكرة وامي ايضا، وهكذا بدأت العمل كمذيعة راديو وانا في الصف الرابع الثانوي!.

وعن دخولها إلى التلفزيون، قالت: “لم تكن هناك مذيعة في التلفزيون عند افتتاحه لذا طلب الي ان اذيع فيه فلم امانع.. واول ما اذعته كان نقلا لمراسيم افتتاح التلفزيون في 2/5/56 ، حيث اشتركت في نقله مع المذيع محمد علي كريم”.

مواقف طريفة 

وتسرد المدرس عدة مواقف طريفة خلال إطلالاتها في التلفاز قائلة: ان “اول عبارة قرأتها في التلفزيون غلطت فيها اذ بحكم وضعي كمذيعة في الاذاعة وتعودي عليها قلت: هنا محطة تلفزيون بغداد للاذاعة العراقية! متناسية اني امام الشاشة الصغيرة لا المذياع!”.

ونقلت مجلة “ألف باء” موقفا آخر للمدرس: “هناك حادثة مازال الناس يذكرونها عن صبيحة المدرس فبينما هي تقرأ فقرات المنهاج ذات يوم غلطت واذا بها تصيح (بيه يمه صخام)! ولكنها مع ذلك استمرت بالقراءة بعد ان ضج الاستديو بضحك العاملين وعندما طلبها المدير العام للاستفسار عن سبب خطئها قالت له: استاذ كان العقل في اجازة وقتية! فاذا بالمدير يضحك وينسى العقاب”.

معطف نوري السعيد

ووفقا لصحيفة القدس العربي، عندما عاد رئيس الوزراء الأسبق نوري السعيد من خارج العراق عقب إحدى سفرات عمله وكان قد جلب معه معطف فرو لزوجة ابنه صباح، واعتمادا أو بناءً على هذه الحادثة نسجت حكاية لقاء الباشا بالمذيعة الشهيرة صبيحة المدرس، إذ تروى الحكاية كما يلي: «في أحد أيام الشتاء في الخمسينيات وكان الجو بارداً جداً، وأثناء عبور نوري باشا بسيارته الحكومية على جسر الأحرار من جانب الرصافة متجهاً نحو الصالحية بالكرخ، وفي منتصف الجسر شاهد الباشا المذيعة الشهيرة صبيحة المدرس وهي تعبر الجسر مشيا، وكان يعرفها، ففتح زجاج السيارة وناداها باسمها طالبا منها الصعود معه في السيارة لإيصالها للإذاعة، وجرت محاورة بين الاثنين. إذ قال لها رئيس الوزراء: إلى أين ذاهبة؟.أجابته: إلى دار الإذاعة، نوبتي ستبدأ بعد قليل. فبادرها بالقول: ملابسك لا تتلاءم مع الجو البارد، وألاحظ اكتفاءك بارتداء (بلوزة) فوق ملابسك فقط، وهذا لا يتلائم مع طبيعة الجو البارد الذي يفترض التحسب له. فعقبت على ملاحظته قائلة: (قابل عندي معطف فرو حتى ألبسه؟!). فهم الباشا المغزى من تعليقها ودمدم (يامنعولة الوالدين!). أوصلها إلى مقر عملها بالاذاعة، ومضى. وفي اليوم التالي اتصل مدير الدعاية العام خليل إبراهيم، بمدير الإذاعة مدحت الجادر، وسلمه مبلغ خمسة وعشرين دينارا لإيصالها إلى صبيحة المدرس، هدية من رئيس الوزراء، لغرض شراء معطف لها».

من الشاشة إلى السجن

بعد تخرج المدرس في كلية الحقوق عام 1951 عملت ملاحظة في المكتب الخاص لوزير العمل بعدها انتقلت الى وظيفة اخرى حتى 1963. حيث نسبت للعمل في الاعلام فعملت محررة في نشرة الاذاعة والتلفزيون التي تعتبر مجلة الاذاعة والتلفزيون امتدادا لها، ومن ثم اصبحت مديرة لسجن النساء وبقيت فيه 4 سنوات حتى أحالت نفسها على التقاعد.